الرئيسية » في صراع البقاء للأقوى من سيتربع على عرش الهيمنة التجارية

في صراع البقاء للأقوى من سيتربع على عرش الهيمنة التجارية

by محمد عجاج زيدان
0 comments
صراع البقاء للأقوى

في صراع البقاء للأقوى من سيتربع على عرش الهيمنة التجارية

على ما يبدو أن الصين قد غيرت من نبرتها التقليدية في التعامل مع التصريحات الأمريكية خصوصاً عندما يتعلق الأمر بدونالد ترامب فيما اعتادت على الردود الدبلوماسية والهادئة يأتي ردها الأخير بنبرة أكثر حدة وإصرار مما يعكس تحولاً في استراتيجيتها تجاه التحديات الخارجية وخاصة تلك التي تستهدف مكانتها الإقتصادية والسياسية قد يكون هذا التغيير رسالة واضحة بأن الصين لم تعد تكتفي بسياسة ضبط النفس بل باتت مستعدة للرد بحزم حينما ترى في التصريحات تهديداً مباشراً لمصالحها تابع التفاصيل على تريندات.

♦️ بقلم عزة الفشني

بعدما اعتادت على سياسة ( النهوض السلمي ) الآن تبعث برسالة مفادها أنها لم تعد ترى نفسها في موقع الدفاع بل باتت لاعباً قوياً قادراً على فرض شروطه حتى في وجه أقوى قوة عسكرية وإقتصادية في العالم ولأول مرة نراها تخرج عن إطار ردودها التقليدية الهادئة وتتبنى لهجة صارمة في مواجهة تصريحات دونالد ترامب وهذا ما يفتح الباب أمام تساؤلات جدية…. هل نحن أمام تحول في العقيدة السياسية الصينية؟ وهل هذا التحدي العلني يعني أن الصين باتت جاهزة فعلاً للمواجهة مع الولايات المتحدة؟

♦️ صراع البقاء للأقوى

لقد كل المؤشرات من حولنا تقول أن الصين نجحت في إستثمار مواردها البشرية والطبيعية وتمكنت من بناء ذاتها أولاً والتخلص من تبعات الإستعمار التي تفشت فيها حتى نهايه الستينات واستطاعت أن تبني باعتدال وثبات إقتصاد متواصل في النمو والإعتماد على الذات والعالم كله سعيد بالقوة الصينية الإقتصادية غير الغاشمة .

إن للصين سلاح خفي على المراهقين السياسيين معروف لدى أصحاب العقول النيرة … كما أن لها تاريخ حضاري إنساني عميق بعمق تكوين العالم . . . و ثقافة تمتد جذورها في الحضارات الإنسانية جميعاً وهذا ما تفتقر له أمريكا الجديدة و الحديثة و يسبب لها عُقداً في عمق وجدانها الذي قام على القتل و النهب و سفك الدماء و أستعباد البشر و أستغلالهم ….

نعم التسلط والتجبر والحروب والإستهزاء واستنزاف الآخرين سيقود إلى إنهيار الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك توقف بعض الدول عن الدعم المادي والإقتصادي سيسرع في الإنهيار والتفكك .

♦️ حرب المعادن النادرة

وفى تصعيد جديد أوقفت الصين تصدير المعادن النادرة إلى أمريكا و دول الغرب إلا بعد تعهد صريح بعدم تصدير هذه الدول المعادن إلى أمريكا مرة أخرى ومن المعروف أن إنتاج الصين في هذا المجال يعد ٦٠٪ من الانتاج العالمي حتى مصادرها تسيطر عليها الصين بنسبة ٨٠٪
وهو مجال حيوي في صناعة التكنولوجيا و تستخدمها أمريكا كثيراً فى صناعة الأسلحة والأقمار الصناعية والهواتف الذكية وغيرها
وهيمنة الصين على إنتاج معظم هذه المعادن يمنحها ورقة ضغط إستراتيجية فى الصراع الإقتصادي والتكنولوجي القائم

إن الصراع بات إقتصادياً بحتاً يتمحور حول المعادن النادرة التي تعطي مالكها أفضلية إستراتيجية وتكنولوجية حيث برزت على الواجهة المعلومات والفضاء والذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة الذكية والصواريخ أبعاد جديدة المنتصر فيها سيكون سيداً للعالم

ورد الصين على تهديد ترامب بهذه القوة ولأول مرة يقول لأمريكا ولكل العالم الصين نزلت إلى الميدان وستواجه عندما تقع أية مواجهة

و لولا أساطيل أمريكا والتلويح بالقوة المنفردة لحلف الناتو لكانت أمريكا لا وجود لها
ربما خزنت الصين أيضاً مليارات البراميل من النفط وأدخرت ما لا يعلم به أحد لهذا اليوم الذي ستقول به لأمريكا كفا غطرسة نحن أقوى منك

♦️ حتمية المواجهة بين أمريكا والصين

و على ما يبدو أن أمريكا لن تلغي قراراتها الجمركية وقد تعدلها وإذا لم تلجأ إلى تعديلها بعد مفاوضات مع الصين فإن الصدام العسكري قريباً بينهما ولكل طرف حلفاء

فلكل بداية نهاية ولكل قمة حد ولكل متغطرس نهاية وخيمة
و جميعنا نتمنى زوال القطب الواحد …

نعم هي معركة بين حضارتين متنافستين بدأتا بإستخدام الوسائل الإقتصادية والمالية وربما تنتهي بإستخدام الوسائل العسكرية ونتائج هذا الصراع ربما ستكون كارثية على الدول الضعيفة

و لولا تحالف دول الغرب ولولا تخاذل العرب كان الدولار هوى إلى الأرض منذ زمن …عندما اراد القذافي رحمه الله استبدال الدولار بالدينار الذهبي تكالبت وتحالفت عليه 48 دولة وأطاحوا بنظامه ولم يرتاحوا ويهنأوا إلا بالتأكيد علي موته بعد مرور ما يقارب ثمانية أو تسعة أشهر من إعلانهم الحرب عليه بداعي الإنسانية والحرية والديمقراطية ….
لو استمع العرب للقذافي كنا ودعنا عالمهم الإقتصادي الزائف وكنا قمنا بتأسيس عالمنا المستقل مع إفريقيا وكنا تحكمنا بالإقتصاد العالمي لكن هيهات .

♦️ الصراع على زعامة العالم

إن ما يحدث الآن ليس مجرد حرب تجارية فحسب بل فصل جديد في صراع زعامة العالم وربما تكون اللعبة الأخيرة لأمريكا فهل بالفعل تمارس أمريكا آخر أوراقها ؟ أم لديها أدوات أخطر لم تستخدمها بعد ؟
هناك سيناريوهات مرعبة تضعنا أمام تساؤلات أكثر عمقاً
هل الرد سيكون إقتصادي؟ أم تكنولوجي؟ أم سنصل لصدام عسكري في تايوان أو بحر الصين الجنوبي؟
و هل النظام العالمي مقبل على مرحلة صدام مفتوح ؟ أم هناك مساحة للمناورة والتوازن ودور للدبلوماسية ؟
كل هذه التساؤلات وحدها الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عليها .

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00