شبح الثانوية العامة منذ إن كنت بعام الثالثة عشر من عمري وإن أستمع إلي شبح الثانوية العامة وعشت لفترة أنا وأبناء جيلي نرتعب منه بسبب الرعب الذي كان يعيش فيه أهلي والكثير من الأهالي ..
بقلم : زينب النجار…
كان أهلي يخوفون خوف شديد بسبب دخولي الثانوية العامة ، لأن أخي كان يدرس الثانوية العامة قبلي وكانوا يرتعبون من مواجهة إعادة الضغوط وإعادة نفس المصير من بداية الدروس الخصوصية إلي رغبات مكتب التنسيق كما فعلوا مع أخي ….
أقرؤأ المزيد:حظك اليوم في الصحة .. جسدك يتحدث ماذا يقول برجك ؟
فالثانوية العامة كانت ومازالت إلي الأن كابوس يهدد الشباب والأهالي …. فقد جعلت وزارة التربية والتعليم من الثانوية العامة شبح يفزع له القلوب أصبحت أسطورة مرعبة فتقزم الأبناء أمامها وقتلوا أحلامهم بالضغوط والأجتهاد الدراسي وكم هائل من الدروس والأرهاق البدني والنفسي … وها أنا قاربت ال٤٧ من عمري وبعد أن قضيت عشر سنوات دراسية في المدرسة مابين الابتدائي والأعدادي والثانوي عجزت أن أفهم سبب وجود شبح الثانوية حتي الأن ….
شبح الثانوية العامة
عشت ورأيت إستنفار عجيب يسود البيوت فرض حظر تجول للطالب تعميم نظام غذائي مثقل ، حملة واسعة مكثفة من الدروس الخصوصية فقط قبل الأمتحانات … حرمان تعسفي من كل وسائل المتعة والحرية ، فلا مشاهدة للأفلام ولا خروج مع الأصدقاء وكأنها حملة حبس إنفرادي لأحد السجون… يحصل كل هذا فقط وقت إمتحانات الثانوية العامة .. لماذا ؟ ولم يكتف أصحاب القرار بفرض تلك العقوبات ، وظهر لهم هاجس تعجيزي أخر ..
يبدو إن شبح الثانوية العامة لن يعد لوحده قادرًا علي إخافة الطلاب وأولياء الأمور ، فلنأت لهم بشبح أخر أقوي ! نسميه التنسيق وأختيار الرغبات وتكون عبارة عن رغبات غير التي يعيش الطالب يحلم بها !! هل يحق بعد دراسة ١٢ سنة ما بين أبتدائي وإعدادي وثانوي نضع الطلاب تحت فكرة سخيفة تسمي مكتب التنسيق وتحديد الرغبات وضياع أحلام الشباب وكلنا نعلم إن يوجد حملات غش جماعية عن طريق تسريب الأمتحان قبل اللجنة وعن طريق تركيب سماعات بالأذن والكثير من وسائل الغش الإلكترونية وقد حصلوا معظمهم علي مجموع فوق ال٩٣ % تؤهلهم لدخول كليات القمة…
بينما الطالب المجتهد ضاع حقه وسط مافيا الغش وشعوره بالظلم وعدم تحقيق العدالة ، فهو الأن أمام حل واحد فقط وإختياره ما بين مكتب التنسيق بأي رغبة ستأتي حسب المجموع وبعيد عن طموحاته وأحلامه إما يقوم بالتقديم في جامعات أهلية وخاصة بالكلية التي عاش عمره يحلم بها لكن بمصروفات خيالية تصل إلي ١٠٠ ألف جنيه في السنة .
شبح الثانوية العامة
فهل يعقل إن طالب مجتهد ضحي بعمره ووقته وراحته ومال أهله من أجل تحقيق حلمه أن يكون مصيره خلال مكتب تنسيق ينسق رغبات بعيدة عن أختياراته وطموحاته
لا أعرف إلي متي ستظل وزارة التربية والتعليم متجاهلة المتفوقين والمجتهدين فنحن لدينا كنوز شبابية فذة تضيع أحلامها بسبب شبح الثانوية العامة والغش وعدم الضمير ومكاتب التنسيق ..
فكل وزير تعليم يأتي ويذهب بقرارات جديدة ولا يلتفت للمشكلة الأهم أننا لدينا الكثير من المجتهدين الذين أجتهدوا بالثانوية العامة وصرف الأهالي دماء قلوبهم وحرموا أنفسهم من أشياء كثيرة هامة وضرورية ولكنهم فضلوا أن يواجهوا شبح الثانوية العامة المخيف وإن يعلموا أولادهم علي أعتبار أنهم الأمل القادم ورأس مالهم الوحيد وتحملوا ما لا يتحمل من ضغوط ودروس خصوصية وألغاز أسئلة أمتحانات الثانوية العامة طوال سنوات طويلة…
فنحن الأن أمام روتين قاتل يعجز الطلاب ويحطم طموحاتهم ويبخر أحلامهم ويغتال شبابهم بضغوط وقواعد واساسيات تربطها الفشل فقط ، وكل هذا خلقت من شبح الثانوية العامة وعدم قدرة وزارة التربية والتعليم كل هذه السنوات علي الأهتمام ولو مرة واحدة بالتعليم والثانوية وإعطاء كل ذي حق حقه فإلي متي سنظل نحطم أحلام الشباب وأهاليهم … إلي متي سنظل في إعادة ترتيب قرارات وتراجع فيها ، إلي متي ستظل القرارات الصحيحة بدون تنفيذ …
المزيد أيضا: أخبار الجنوب .. نشرة أخبار جديدة تتضمن أحدث أخبار محافظات صعيد مصر . .
هل سياده الرئيس علي علم بما يحدث بالتعليم المصري؟ فإن قضية التعليم أصبحت قضية مهمة جدا ، وملف التعليم ليست مهمة وزير فقط، بل أولوية دولة وحرفية إدارة، ملف التعليم أكبر من إمكانية أي وزير، فهو قضية أمن قومي، فلابد من ضرورة التحرك لأتخاذ القرارات الفعالة لإنقاذ عملية التعليم في مصر وقتل شبح الثانوية العامة … فالتعليم هو سلاح الأمم نحو التقدم والتطور…
