حريق كارثي في سنترال رمسيس أدخنة سوداء تخيم على وسط البلد.. إخلاء عاجل وقطع مروري

حريق سنترال رمسيس

كتب باهر رجب

حريق سنترال رمسيس التاريخي: معركة الإطفاء وتحديات إنقاذ قلب الاتصالات بالقاهرة تابع الخبر على تريندات.

 

اندلاع الحريق: الساعة الأولى للطوارئ

في  يوم الإثنين 7 يوليو 2025، اندلعت ألسنة اللهب في الدور السابع بمبنى “سنترال رمسيس” بشارع رمسيس بحي الأزبكية، أحد أقدم وأهم مراكز الاتصالات في وسط القاهرة. المبنى المكون من 10 أدوار شهد انتشارا سريعا للنيران في المكاتب الإدارية، ما تسبب في تصاعد أدخنة كثيفة مرئية من كافة أنحاء المنطقة . تلقت غرف عمليات النجدة والحماية المدنية بلاغا فوريا، وانتقلت على الفور 12 سيارة إطفاء و4 سيارات إسعاف إلى الموقع، بينما فرضت الأجهزة الأمنية طوقا مروريا لمنع امتداد النيران وتأمين عمليات الإخلاء .

 

 

استجابة الطوارئ:

معركة السيطرة على النيران

1. التدخل السريع:

– فصل المرافق الحيوية: تم عزل الكهرباء والغاز فورا عن المبنى والمحيط لمنع الانفجارات، بالتنسيق بين شركات المرافق وفرق الحماية المدنية .

– تعزيز القوات: دعمت فرق الإطفاء بسيارات إضافية لمواجهة الحريق الذي هدد بالتمدد إلى الطوابق العليا، خاصة مع اشتعال مواد مكتبية قابلة للاحتراق .

 

2. الإشراف الميداني المباشر:

أشرف الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، شخصيا على عمليات الإطفاء، مؤكدا في بيان رسمي أن الحريق لم يسفر عن إصابات أو وفيات، رغم ورود أنباء عن إصابة 5 أشخاص باختناقات طفيفة تم نقلهم للمستشفيات .

التأثيرات المباشرة:

من الاختناق المروري إلى انقطاع الإنترنت

– شلل مروري:

أغلقت محاور رئيسية بشارع رمسيس، ما تسبب في اختناقات امتدت إلى شوارع جانبية مثل كلوت بك والأزهر، مع توجيه سير المركبات عبر مسالك بديلة .

– توقف خدمات الاتصالات:

أفاد شهود بانقطاع الإنترنت والهاتف الثابت في أحياء وسط القاهرة، نظرًا لاحتواء السنترال على معدات فنية حيوية لشبكات الاتصالات الأرضية. ولا تزال فرق الصيانة تعمل على تقييم الأضرار واستعادة الخدمات تدريجيًا .

التحقيقات الأولية:

شبهات جنائية أم حادث تقني؟

رجحت مصادر أولية في الحماية المدنية أن سبب الحريق ماس كهربائي، خاصة مع تسجيل درجات حرارة قياسية في القاهرة تجاوزت 38°م، مما يزيد أحمال الشبكات الكهربائية .

– إشراف النيابة العامة:

تم إخطار النيابة لمباشرة التحقيقات، مع جمع عينات من نقطة الاشتعال لتحديد ما إذا كانت هناك شبهة جنائية .

– عمليات التبريد:

تواصل الفرق عمليات تبريد نقاط الاشتعال لمنع تجدد الحريق، بينما يجري فحص الهيكل الإنشائي للمبنى لتقييم سلامته .

الجذور التاريخية لـ”سنترال رمسيس”: لماذا يعد الحادث جسيما؟

يعد المبنى – الذي يدار حاليا تحت مظلة شركة الاتصالات المصرية – من أقدم مراكز الاتصالات في مصر، حيث تأسس في خمسينيات القرن الماضي. يعد شريانا رئيسيا لتوزيع الخدمات الهاتفية والإنترنت في وسط القاهرة، ما يفسر تأثير الحريق الواسع على الخدمات الرقمية .

نقاط محورية في إدارة الكوارث: الدروس المستفادة

1. فصل المرافق فوريا لمنع تفاقم الكارثة.

2. الإخلاء الذكي عبر طرق آمنة مع إغلاق الأبواب لعزل النيران.

3. تجنب التجمهر لضمان سلاسة عمل فرق الطوارئ.

4. التبريد اللاحق كإجراء وقائي ضد تجدد الحريق .

الخاتمة: بين دخان الحاضر وضرورات المستقبل

رغم السيطرة على حريق “سنترال رمسيس” في ساعات، إلا أن الحادث يسلط الضوء على ثلاثة تحديات:

– تهالك البنية التحتية لمرافق الاتصالات التاريخية.

– الحاجة لتحديث أنظمة الكهرباء والوقاية من الحرائق في المباني الحكومية.

– تعزيز سرعة استجابة الأزمات في المناطق الحيوية المكتظة.

اليوم، تتحول الأنظار نحو إصلاحات طارئة تعيد للسنترال دوره، وتضمن ألا يختزل هذا الحريق في ذاكرة القاهرة كمجرد دخان عبر سماءها!

*”الوقاية من النيران ليست رفاهية تقنية، بل مسؤولية وطنية تبنى بالفحص المستمر والتحديث الدؤوب.”*

Related posts

مجلس الوزراء يقر 9 قرارات مهمة خلال اجتماعه الأسبوعي

بدء التقديم لكلية الشرطة 2025.. الشروط والمواعيد الكاملة

انطلاق مؤتمر إقليمي لتعزيز جهود القضاء على الملاريا في الشرق الأوسط