الرئيسية » سفاح الإسماعيلية الصغير : الجريمة التى هزت كل بيوت مصر

سفاح الإسماعيلية الصغير : الجريمة التى هزت كل بيوت مصر

by وفاء عبد السلام
0 comments

 

سفاح الإسماعيلية .. صرخة مدوية في سماء الإنسانية تزلزل أركانها وتنذر بفجر مظلم يهدد مستقبل أطفالنا وبراءتهم ولانعرف علي أى شئ نحن مقبلين وماذا يخبئ لنا الغد .

بقلم / عزة الفشني

ففي صباح مشؤوم استيقظنا على فاجعة لم يستوعبها العقل البشري جريمة تقشعر لها الأبدان طفل لم يتجاوز عمره ثلاث عشرة سنة يقتل طفلاً آخر يبلغ من العمر اثنتي عشرة سنة في محافظة الإسماعيلية ولم يقف القاتل الصغير عند هذا الحد بل قام بما هو أبشع وأخطر من ذلك أحضر منشاراً كهربائياً وقام بتقطيع جثة صديقه وبعد أن إنتهى من جريمته قام بوضع الجثة داخل الحقيبة المدرسية الخاصة به لسهولة التخلص منها.
من يقرأ هذه السطور يظن أننى أتحدث عن أحد أفلام الرعب الاكثر دموية وإثارة أو لسلسلة من القصص لقاتل متسلسل معتادى الإجرام له باع فى عالم الجريمة وليس طفل صغير من المفترض أن كل تفكيره ينصب على اللعب واللهو وليس التخطيط والقتل.. هذه الواقعة أصابتنا جميعاً بحالة من الذهول والصدمة في واحدة من أعنف الجرائم التي هزت أركان المجتمع المصرى في القرن الحادي والعشرون.

للأسف الشديد ستظل هذه الجريمة وصمة عار على جبين الإنسانية فهى ناقوس خطر يدعونا للعمل على منع تكرارها في المستقبل وتذكرنا بضرورة الإتحاد والتكاتف لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة ونداءاً للضمير الإنساني للاستيقاظ والعمل على حماية أطفالنا وبراءتهم وها نحن الآن نواجه تحدياً كبيراً في فهم هذه الجريمة البشعة وآثارها النفسية والإجتماعية على مجتمعنا.. وعلينا جميعاً أن نتحد لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة والعمل على منع تكرارها في المستقبل.

الدوافع وراء ارتكاب طفل جريمة بهذه البشاعة؟

هناك بالتأكيد دوافع متعددة ومعقدة وراء ارتكاب طفل حديث السن جريمة بهذه الوحشية تشمل العوامل النفسية والإجتماعية والبيئية التي تؤثر على نمو الطفل وتطوره النفسي والإجتماعي وقد يكون التعرض للعنف أو الإهمال أو سوء المعاملة دور كبير في تشكيل سلوك الطفل وتوجهاته. كما يمكن أن تكون هناك تأثيرات خارجية مثل تأثيرات وسائل الإعلام أو الألعاب الإلكترونية العنيفة التي قد تشجع على السلوك العنيف والعدواني.. أيضاً للبيئة الأسرية والإجتماعية دور كبير في تشكيل سلوك الطفل وتوجهاته.. وربما هناك عوامل إقتصادية وإجتماعية تؤثر على إستقرار الأسرة وقدرتها على تلبية احتياجات الطفل النفسية والإجتماعية.

– الأسرة خط الدفاع الأول ضد الانحراف

غياب الرقابة الأسرية والمتابعة التربوية وعدم غرس القيم الأخلاقية يترك الطفل عرضة للمحتوى العنيف في الألعاب والأفلام.. مما يجعله يقلدها دون وعي بالعواقب.. كما أن الإنفصال الأسري والاضطرابات النفسية الناتجة عنه تزيد من إحتمالية ظهور سلوك عدواني.. والطفل الذي يفتقد للاحتواء العاطفي قد يبحث عن تعويض في العنف الرقمي من خلال الإنترنت.. لذا تعتبر الأسرة مسؤولة بشكل أساسي عن توجيه الأبناء ومراقبتهم خاصةً في عالم الإنترنت والذكاء الاصطناعي لمنع تكرار مثل هذه الجرائم.

وأكبر شاهد على ذلك الظروف الأسرية الصعبة والعنف الذي عاشه السفاح الصغير في بيئته كان لها تأثير كبير على حالته النفسية وسلوكه وكانت وبنسبة كبيرة سبب رئيسي في ارتكابه لهذه الجريمة البشعة.. خاصةً أن والدة الطفل القاتل منفصلة عن والده وقد تزوجت بعد الإنفصال وتركت الطفل يعيش مع والده النجار الذي كان يغيب عن المنزل معظم الوقت.. هذا الإنفصال والظروف الأسرية المضطربة يعتبر من العوامل التي ساهمت في تطور سلوك الطفل العدواني.

ويتردد أن السفاح الصغير استلهم فعلته النكراء في قتل زميله من خلال مشاهدته لمسلسل ديكستر وقام بتقليد أحداث المسلسل بكل دقة بخلاف بسيط وهو أن ديكستر كان يعطى ضحاياه حقنة منومه قبل تنفيذ جريمته وديكستر بدأ القتل وهو طفل في عمر المتهم واكتشف ابوه ضابط الشرطه ذلك وقام بإعطاءه دروس في التنظيف بعد الجريمة وهو ما كان يفعله القاتل الصغير وقام بتنظيف مكان الحادثة والتخلص من أى أثار تدل على تلك الجريمة .

أما عنى فأميل لهذا الإحتمال.. وأرجح أيضاً أنه ربما دخل إلى عالم الدرك ويب وكان يشاهد جرائمهم ثم قاموا بإقناعه لتنفيذ جرائم مشابهة وتصويرها مقابل حصوله على المال.. ولا ننسى حادثة الطفل المصرى وعلاقته بالدرك ويب والذى كان يعيش فى دولة الكويت مع والده وقام بإقناع شاب كبير بضرورة تنفيذ جريمة قتل وتصويرها مقابل حصوله على المال وهى ما عرفت فيما بعد بحادثة شبرا الخيمة.
أى أن كل الإحتمالات قائمة وهى ما ستكشفه أنا الأيام القادمة.

فأنا مازلت في حالة شرود ذهنى كغيرى ممن علم بهذه الواقعة.. لم استوعب هذه الجريمة إلى الآن.. وأتساءل بينى وبين نفسي أى عقل هذا الذى يفكر ويخطط وينفقذ وينظف ويتخلص من جريمته؟ وكيف لطفل صغير أن يمتلك كل هذه العقلية الشيطانية؟

– عذراً أيها القانون

هذه الجريمة لا يمكن أن تمر كسابقاتها وتنتهي بإبداع القاتل الصغير دور الرعاية وانتهى الأمر.. لابد من وقفة قوية ورفع الأمر لمجلس الشعب لتغير قانون الطفل ١٢ لسنة ٩٦ فيما يخص جرائم القتل التي يتم إثبات أنها مع سبق الإصرار والترصد.
عذراً لهذا القانون من يبلغ الحلم ليس طفلاً من قتل وقطع ليس طفلاً.. ارحموا أهل المجني عليه فهم يعيشون كالأموات.. عندما يترك الجاني في دور رعاية وبعد عدة سنوات يخرج إلى المجتمع من البديهي أن يخرج أكثر شراسة عن ذى قبل.. هذا الطفل لا يملك في نفسه إلا الدمار من يقتل ويقطع ويرى الدم بهذه الطريقه ولا يلين قلبه فهو ذو طبعٍ قاس إعدامه أفضل رحمة بالمجتمع.

كيف نواجه هذه الجرائم التي تعصف بمستقبل أبناءنا ؟

وللحد من مثل هذه الجرائم يجب تعزيز التوعية والتثقيف الأسري والمجتمعي حول أهمية الحفاظ على الصحة النفسية للأطفال وتقديم الدعم اللازم لهم.. كما يجب تعزيز دور المؤسسات التعليمية والإجتماعية في تقديم الدعم والرعاية اللازمة للأطفال.. وتشجيعهم على التعبير عن أنفسهم بطرق إيجابية وصحية.. وضرورة إحياء دور الأهل من جديد في مراقبة سلوك أطفالهم وتقديم التوجيه اللازم لهم.. إلى جانب زيادة التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمعية للحد من هذه الجرائم والعمل على تقديم الدعم اللازم للأطفال والأسر.

ختاماً: تشكل جرائم العنف التي يرتكبها الأطفال تحدياً كبيراً لمجتمعنا العربي.. مما يتطلب منا جميعاً التحلي بالإرادة القوية والعمل الجاد لمواجهة مثل هذه الجرائم لبناء مجتمع أكثر أماناً وإستقراراً.. فلنتحد جميعاً أفراداً ومؤسسات لزرع الأمل والرحمة في قلوب أطفالنا.. وغرس القيم الإنسانية كالتسامح والرحمة التي تربينا عليها.. دعونا نكون القوة الإيجابية التي تغير الواقع نحو الأفضل.. ونحمي أطفالنا بالحب والعطاء والإحتواء من براثن العنف والجريمة.. إنها دعوة للعمل الجماعي والتكاتف ولنبدأ من البيت لنضمن لأطفالنا حياة كريمة ومستقبلاً آمناً.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00