سؤال يثير الجدل : ماحكم طلاق الزوج لزوجته قبل الوفاة لحرمانها من الميراث
كتبت: وفاء عبدالسلام
ماحكم طلاق الزوج لزوجته قبل الوفاة.. أثار أحد الأسئلة المطروحة ببرنامج “فتاوى الناس” المذاع على قناة الناس، تقديم الإعلامية زينب سعد الدين، حالة من الجدل بين المشاهدين. حيث تساءل أحدهم عن حكم الشرع في رجل طلّق زوجته وهو على فراش الموت بقصد حرمانها من الميراث، ثم توفي بعد الطلاق بفترة قصيرة، فهل ترث الزوجة في هذه الحالة أم لا؟
جاء رد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ليؤكد أن المسألة تحتاج إلى دقة وفهم لاختلاف أحكام الطلاق. فالطلاق الرجعي يُبقي للزوجة الحق في الرجوع إلى عصمة زوجها ما دامت في العدة، وبالتالي فهي ترث إذا مات زوجها خلال تلك الفترة. أما الطلاق البائن بينونة صغرى، فيجعل الرجوع مشروطًا بعقد جديد ومهر جديد، بينما الطلاق البائن بينونة كبرى لا رجعة فيه إلا إذا تزوجت الزوجة برجل آخر وانتهت علاقتهما.
الطلاق في مرض الموت
أوضح الشيخ أن الطلاق في مرض الموت يختلف عن الحالات العادية، حيث ينظر فيه القضاة بعين الاعتبار للظروف والملابسات. وغالبًا ما يُعد هذا الطلاق بائنًا، لكن لا يُسقط حق الزوجة في الميراث بشكل تلقائي. فالأمر يُعرض على القضاء الذي يتولى التحقيق في النية والوقائع من خلال الشهود والأدلة. فإذا ثبت أن الزوج قصد من طلاقه حرمان زوجته من الميراث، فإن القاضي قد يقر بحقها في الإرث رغم وقوع الطلاق.
أهمية النية والقصد
شدد أمين الفتوى على أن نية الزوج عند الطلاق في هذه الظروف هي التي تحدد الحكم الشرعي. فإذا كان الطلاق مجرد إجراء طبيعي لا علاقة له بالميراث، يُعامل معاملة الطلاق العادي. أما إذا كان القصد حرمان الزوجة من حقوقها الشرعية، فإن الزوج يُحاسب على هذا الفعل أمام الله. وقد وصف الشيخ هذا التصرف بأنه ظلم بيّن وتعدٍ على حدود الله، مشيرًا إلى أن القضاء هو الجهة الفاصلة التي تُحدد ما إذا كانت الزوجة سترث أم لا، استنادًا إلى الشهادات والبينات.
واختتم الشيخ كلماته بالتأكيد على أن العلاقة الزوجية قائمة على المودة والرحمة، وليس من الأخلاق ولا من الدين أن يُفكر الرجل في حرمان زوجته من حقوقها بعد سنوات من العشرة. وأكد أن الشريعة الإسلامية جاءت لحفظ الحقوق ومنع الظلم، وأن أي محاولة للتحايل على الأحكام الشرعية لن تنفع صاحبها أمام الله يوم القيامة.