زيارة ترامب للشرق الأوسط .. بينما تقصف غزة تعبيراً عن حسن النية وتمسح عائلات بشكل كامل من السجل المدني ، هناك في الجانب الآخر من الأمة يحتفون بقدوم الداعم الأكبر للكيان الصهيوني في إبادة غزة لإحتلالها وتحويل أرضها لاستثماراتهم و تنهمر عليه التريليونات والصفقات الأبدية كالمطر تابع الخبر على تريندات.
بقلم: عزة الفشني
وماذا عن غزة
فلماذا لا يضع حكام الخليج قضية غزة ووقف القتال و انهاء الحرب و إدخال المساعدات على طاولة المفاوضات مع ترامب أليس الأجدر أن يجدوا حلاً للقضية الفلسطينية إلى جانب الصفقات التجارية التى تقدر بمليارات الدولارات
خلاف مصر مع أمريكا والكيان الصهيوني
أما عن مصر فلم تكن فى جدول زيارة ترامب للشرق الأوسط لأن ترامب منذ موقف مصر من خطة التهجير ورفض السيسي زيارة البيت الأبيض..اتخذ موقفاً سلبياً وواصل سياساته مع الخليجيين
فمن الجائز أنها رد للصفعة التى صفعها الرئيس السيسى بعدم الذهاب إلى واشنطن لتقديم الولاء وقبول خطة التهجير
وربما مصر التي على خلاف مع أمريكا والكيان الصهيوني تقف شامخة عالية الرأس بمفردها دون مساندة أحد فهى الوحيدة المعنية بالقضية الفلسطينية وأهل غزة.. و السيسي يعلن مقاومة التهجير بل ويطرح إعادة إعمار غزة ولا يوجد من يستمع لهوفى حين أن ترامب يعلنها صراحةً بأن التهجير ضرورة أمنية لإسرائيل …
مرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس بالمجان
و بمفهوم التاجر و المطور العقاري وأي شيء آخر غير رجل سياسة فإن ترامب طلب مرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس مجاناً ولم يحصل علي ما أراد … و ربما كان تجاهل مصر في زيارته قد يكون وسيلة ضغط لقبول طلبه ؟
و لو بقياسهم ترامب أيضاً لم يذهب إلى إسرائيل الحليف الأهم له في المنطقة لكن هذه الزيارة لجمع دولارات حتى لم نسمع خلال اللقاء عن أية كلمة تخص أهم بندين بالنسبة للسعودية بند الدفاع المشترك وبند المفاعل السلمي السعودي
مصر ليست تابعة لأحد
إن مصر على مدار تاريخها ليست تابعة لأحد ولا خاضعة لأية سلطة في العالم لاءات مصر لأمريكا لم تقدر أي دولة أخرى على قولها.

زيارة ترامب للشرق الأوسط
مصر عاصمة القرار
إن عدم وجود قاعدة أجنبية أو جندي أجنبي واحد على أرض مصر ولا يحمي أرضها إلا أبناء بلدها إنه لأمر عظيم حق لنا جميعاً كمصريين أن نفخر به … فمصر هي عاصمة القرار لا توجد أية إملاءات أو شروط تفرض عليها
فمن المؤكد أن خرائط السياسة والقوة والعلاقات يتم رسمها وتحديد الأدوار فيها لكن هناك اعتبارات أخرى مهمة لمصر لا يمكن إبطال فعلها حتى لو تم تجاهلها
إن مصر كبيرة مقام بل هى قلب الشرق الأوسط وأفريقيا
مصر دولة راسخة قادرة على التمييز بين الجد والهزل
مصر أول دولة بدأت مشروع السلام مع دولة الإحتلال لكنها لم تقر ولم تسلم ابدأ بمشروع هيمنته وضمان تفوقه في المنطقة
زيادة ترامب لدول الخليج
وإذا تناولنا الموضوع على أرض الواقع نجد أن زيارة ترامب لدول الخليج هدفها فى المقام الأول اتفاقيات تجارية و ضخ مليارات فى الإقتصاد الأمريكى خاصةً بعد التضخم الذى تشهده أمريكا حالياً …
من ناحية أخرى ربما تكون عدم زيارة ترامب لمصر سببه رغبة الولايات المتحدة في الحفاظ على حالة من التوازن تجاه كلاً من مصر و إسرائيل بعد توتر العلاقات بينها و بين إسرائيل بسبب الوضع في غزة خاصةً أن التوتر وصل لمستويات عالية تجلت في تجاهل الإدارة الترامبية لإسرائيل في تفاوضها مع الحوثيين و إيران و في تفاوضها المباشر مع حماس بخصوص الأسير الأمريكي فليس من الضروري أن يزور ترامب إسرائيل في هذه الظروف و بالتالي ليس من الضروري أن يزور مصر لأن مصر طرف أصيل في الحرب الدائرة في غزة و ليست مجرد وسيط و زيارته لها كان من الممكن أن يتم تفسيرها على أنه انحياز لواحد من طرفي الصراع.

زيارة ترامب للشرق الأوسط
رفع العقوبات عن سوريا
و لأن المصالح الإقتصادية لها بكل تأكيد تأثير مباشر على المصالح السياسية و لهذا وافق ترامب على طلب ولى العهد السعودى برفع العقوبات عن سوريا و الأكثر من ذلك انه عقد لقاء مع رئيسها أحمد الشرع كل هذا المواءمات لأن (المال سيد الموقف)
حصول ترامب علي تريليونات الخليج دون حروب
من خلال جولة ترامب لدول الخليج و حصوله علي كل هذه التريليونات بدون حرب أو إستعمار دول أو فرض عقوبات و تجويع شعوب وتدمير غيرها وبكل رضا ومباركة حكام العرب بل وسباق لمن يمنح الأكثر في حد ذاته نجاح هائل يحسب له .
السؤال هنا .. فيما يتعلق بصفقة السلاح التى إتفقت السعودية مع ترامب على شراءها فهى لمن ؟ وهل تمتلك السعودية جيشاً يستطيع استيعاب كل هذه الأسلحة الحديثة ؟ أو قوات مدربة على إستعمال السلاح ؟ .. ثم هل تمتلك الكوادر العلمية المتمكنة لإستخدام وصناعة مثل هذه التكنولوجيا كأشباه المواصلات وغيرها ؟

زيارة ترامب للشرق الأوسط
بناء جيش عربي موحد
فدائماً ما تحدثنى نفسي ماذا لو استثمرت السعودية ودول الخليج ثرواتها فى تنمية نفسها وبناء جيش عربى موحد و العمل على تقويته وتخضع لها الدول وليس العكس وتنوع استثماراتها بين أمريكا والصين وروسيا وغيرها حتى إذا تخلت دولة فسترضخ أخرى و بأموالهم سوف يأتون بأكبر العلماء والشركات إليهم
و ماذا لو أن هذه الدول لم تمنح هذه التريليونات
لأمريكا كان من الممكن أن يؤثر علي إقتصادها بشكل سلبي وتكون نهايتها بدل تعافيها علي حسابهم..
أهداف ترامب
وكان الأولى من دول الجوار أن لا يطبعون مع من سفك دماء أخواتنا فى غزة جهاراً نهاراً … تم محاصرة بني صهيون وعدم التعامل معهم وعدم وضع اليد في أيديهم و يعيشون في عزلة منبوذين حتى تعطى الحقوق لأصحابها ويعاقب المحتل على جرائمه حاضراً وما قد سلف خاصةً وأن أهداف ترامب معلومة لنا جميعاً فهو يريد ان ينهي عزلة الكيان الصهيوني و يدمج هذه الخلية السرطانية بجسدنا العربي السليم فهذا الترامب وغيره من الساسة الأميركيين لا يعملون إلا لمصلحتهم الخاصة …..
إستقرار دول المنطقة مرهون بإستقرار مصر
ورغم كل الظروف ستظل مصر باقية عالية مهما بلغ التآمر عليها فهى أكبر من كل المكائد والمؤامرات مصر كبيرة وستظل أم الدنيا وقلب الشرق الأوسط وأفريقيا فليس في استطاعة أية دولة من دول المنطقة أن تنعم بإستقرار دون إستقرار مصر
حفظ الله مصر من كيد الكائدين ومن أفكار المفسدين
حفظ الله مصر وقائدها وجيشها الساهرين على حمايتها لتحيا أبد الدهر شامخة آبية ..