كتب/ ماجد مفرح
في خطوة جديدة نحو ترسيخ قيم التفاهم والتقارب بين أتباع الديانات، وصل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم السبت، إلى العاصمة الإيطالية روما، في زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها، يلتقي خلالها قداسة البابا لاون الرابع عشر، بابا الفاتيكان ورئيس الكنيسة الكاثوليكية.
مشاركة رفيعة في مؤتمر عالمي للسلام
تأتي الزيارة في إطار مشاركة فضيلته في فعاليات المؤتمر العالمي الذي تنظمه منظمة سانت إيجيديو تحت عنوان «إيجاد الجرأة للسعي لتحقيق السلم».
ويجمع المؤتمر نخبة من القادة الدينيين والسياسيين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، من بينهم الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، والملكة ماتيلد ملكة بلجيكا، إلى جانب رموز فكرية وروحية تسعى إلى إعادة بناء جسور الحوار الإنساني في ظل ما يشهده العالم من اضطرابات ونزاعات.

قمة تاريخية بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان
كلمة شيخ الأزهر: السلام مسؤولية أخلاقية وإنسانية
ومن المقرر أن يُلقي الإمام الأكبر، كلمة رئيسية خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، يؤكد فيها أن السلام العادل هو الأساس المتين لاستقرار البشرية، وأن تحقيقه يتطلب شجاعة أخلاقية ومسؤولية إنسانية من القادة الدينيين قبل السياسيين.
كما سيشدد فضيلته على ضرورة أن يكون صوت الأديان قوة فاعلة في مواجهة العنف والحروب، لا سيما ما يجري في غزة والضفة الغربية من عدوان وانتهاكات تهدد الأمن الإقليمي والعالمي.
لقاء غير مسبوق مع بابا الفاتيكان
ويُعد اللقاء المرتقب بين شيخ الأزهر والبابا لاون الرابع عشر لحظة فارقة في مسيرة الحوار الإسلامي المسيحي، إذ سيبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون بين الأزهر والفاتيكان في مجالات دعم السلام والتعايش المشترك، ومواجهة خطابات الكراهية والتطرف التي تمزق النسيج الإنساني، كما سيتناول اللقاء المستجدات الدولية ودور القيادات الدينية في إحياء روح التضامن العالمي.
جدير بالذكر أن زيارة الإمام الأكبر إلى روما تعكس إصرار الأزهر الشريف على مواصلة جهوده في بناء جسور التواصل بين الشرق والغرب، وتأكيده أن الحوار هو السبيل الأوحد لتحقيق سلام دائم يقوم على العدالة والكرامة الإنسانية.
بهذه الزيارة التاريخية، يبعث شيخ الأزهر رسالة قوية مفادها أن الأديان، مهما اختلفت معتقداتها، تتوحد في غايتها الكبرى: نشر الرحمة وتحقيق السلام بين البشر.
