رسالة إلي الرسول صلى الله عليه وسلم يرسلها الكاتب طه أمين
رسالة إلي الرسول..فجأة وانا منهمك في كتابة مقالي هذا هاتفني الدكتور ممدوح بنداري رئيس مجلس ادارة جمعية روح الحب
مشغول في مقالة انمنم في حروفها مثل الفسيفساء لموقع ” مشاهير ”
ها ها ..شوقتني .. عنوانها ايه ؟!
رسالة الي رسول الله في ذكري مولده العظيم صمت لبرهة :
لا .. بل سأكتبه درجات متفاوته.. من الحب والعلم والخشوع والجمال .. واستلهم من سيرته وصفاءه العقلي وشموخه الهندسي صروحا فلسفية ، ومعاني عميقة مستخدما كل حواسي لأعبر عن روعته وابهته المنطقية !
انت فاكر فيلم رسالة الي الله ؟!
د ممدوح : ايوه بتاع مريم فخر الدين ال عمل ضجة في الستينات ، وتدور احداثه حول الطفلة عائشة التي تستمر في السؤال عن الله، وتؤثر فيمن حولها ليظهر في شخصياتهم جوانب إيمانهم !
طه : كده فعلا
د ممدوح : ليه بتعمل كده
طه : مش عارف !!
د ممدوح : طول عمرك مختلف حتي في هذا النوع من الحب .. اتذكر عبارة قلتها في روايتك بنت الدولتلي ان الرجل بعد الستين هو كتلة مشاعر .. بصراحة كنت في هذه الرواية قوي مثل الاسكندر الاكبر ، رقيق كالنسمة ، عاقل مثل ارسطو ، خيالي مثل بجماليون مجنون كالتاريخ
فجأه وجدته يقول : ده الرسول يا طه .. متهزرش
طه : انا خايف
لان الموضوع فعلا ” مش هزار ” وحواسي ليست هي حواس ارسطو الخمسة !
امال كام
خمسون
يادين النبي .. بتجيب الكلام ده
طه : يادكتور ارسطو ده موضه قديمة كان بيغني قديم في زمن الاسكندر الاكبر !!
بصراحه يا طه اشعر برهبة وكأني اقرأ الرسالة بصوت يتهدج وكأني اشعل الخشوع من ضوء الشموع :
بسم الله الرحمن الرحيم
التاريخ : سبتمبر
الموافق 2024 ميلاديه
ربيع اول 1446 هجرية
سيدي رسول الله : محمد بن عبد الله خاتم الانبياء والمرسلين :
احبك .. ولكني منزعج لان حواسي الخمس التي أقرها ارسطو قبيل مولدك بأكثر من الفي عام ليست كافية .. لم اعد اسمع كما ينبغي ولا اشم عطرك من بعد كورونا ولا اتحسسك ولا اراك فمثلك يحتاج لتسلكوب هابل الفضائي كي امد بصري نحو السماء لاراك في عالمك البرزخي ..
ما يضايقني في ارسطو يارسول الله انه قلل كثيرا من عدد الحواس فجعلها خمس.. حواسي يا رسول الله ليست كافية ، او هي ليست خمس علي الاطلاق كما عددها ارسطو انها اكثر من 50 حاسة في كياني .. اريد ان اوظفها كلها لتحبك بعلم وبعقل ووجدان .. سأتجنب شعاع عينيك مثل
شعاع نور المسيح الذي يضيئ القلوب ويدفىء أرواحنا بمحبته اللامتناهية ..
سأتجنب لاني ادركت ان الحواس ليست فقط ( عين واذن وشم ولمس وذوق ) .. هذه حواس محدوده .فعيني ليست مسيطرة .. صحيح انا احمد الله
على نعمة البصر ، وعين مُبصرة ، وجسد مُعافى ، وقلب ينبض
لكني اتساءل بحب ماهي الحواس التي لدي عيني لكي اكون ميتافيزقيا واراك بوضوح ماتع وانت في ملكوت آخر .. ان عيني لا تري الشمس ..مامدي اتساع عيني يا رسول الله لاري عالمك البرزخي مساحة يمكن قياسها بألوف الملايين من السنين الضوئية ..
انني في حاجة الي عين بمواصفات خاصة ليست بالطبع في اتساع المحيط بل بحجم الشمس .. او مجموعة درب التبانة علي الاقل حتما ساراك وانت في السماء العلي
حتما ساشم رائحتك التي تحمل
قوة جذابة تتجاوز فهمنا الواعي صدقني يا رسول انا بكامل قواي العقلية ويكفي انني اري الله بعقلي ولست مضطربا مثل الفيلسوف الهولندي باروخ سبنيوزا فانا احبك بقوانين الخالق ، متزنا ثابت القدمين ولدي احساس عميق بكل نقطة في جسدي وبكل مراكز دماغي وبادراكي وقلبي وباحساسي بقيمة الزمن ..
انني المس معاني الذوق في أحاديثك الصحيحة منذ اكثر من 14 قرن ، واشعر بمكارم اخلاقك .. وبألوان جمالك واردد مع نفسي :
ان الزمن يمضي يارسول الله وقيم اخلاقك باقية وان الناس وهي تزور قبرك الشريف تؤمن انك ترد عليهم السلام وانت في عدم لان قواعد الادراك تنطبق عليك وكأنه حلم لذيذ ننام ونستيقظ عليه كل يوم ..
لقد أرسيت قواعد الاخلاق .. او حرثت الارض للبشرية جمعاء وتركت المؤمنين برسالتك يبذروها ولكنهم لم يهذبوها من الاعشاب البشرية ، لم تجعل بأمر الله الدين سلطة ولكن هناك من يريده سلطة دينية ” كل واحد حر في عقيدته” بل جمال والجمال هو الحرية .. .. فسيرتك كلها حرية وكفاحك المرير كله كان لرفع الظلم واعلاء الحق ومكافحة العبودية !
هل يرضيك حالنا وما اصاب الانسان علي يد الانسان ، فنحن الان في اعقاب انهيارات دينية وفكرية وفلسفية .. فالانسان قد انهار امام نفسه وعلي نفسه ، ومنظروا العصر فشلوا في اسعاد هذا الكوكب المليئ بالأحقاد !!
ان الله يارسول الله وجدك عائلا فأغني .. أغناك بما فتح لك من الفتوح ..وقد تعلمت من قرآتي في الفلسفة انه لا تفكير للعقل بدون لغة فكانت لك اعظم اللغات علي الاطلاق لتكون معجزة القرآن .. وكانت لك الفصاحة واللغة لتكون اخلاقك هي القرآن الكريم، والتي حفظت بحفظه إلى يوم الدين !
بحبك
لانك حذرتنا من ” الدواعش ” سفاكي الدماء اصحاب الرايات السوداء وعرفتهم لنا بانهم حاملي القاب المدن مثل ” البغدادي والموصلي ووو ” .. تاريخك يعظ يارسول ولكننا لانتعظ .. كم حذرتنا من اننا سنصبح كمًَا مثل غثاء السيل ” 2 مليار مسلم ” وان الله سينزع من صدور عدونا المهابة ، ويقذف في قلوبنا الوهن .. فعلا يارسول الله هذا مايحدث الان !! هل انت معنا
انني اشكوك حالنا .. بوسعنا ان نغير انفسنا ونقدم انفسنا بديلا حضاريا كما فعل خلفاءك الراشدين !!
ولكن منذ تحول المشروع الاخلاقي لصراع علي الكرسي والمغانم باد المشروع بعد ان ساد .. نحن لانتعظ .. اظن ان الغرب يارسول الله بني حضارته من اسرار القران ..
انهم يعترفون بقيمتك مع انفسهم ويقولون في العلن ان محمدًا صلى الله عليه وسلم كان الرجل الوحيد في التاريخ، الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي، وإن هذا الاتحاد فريد ا
لكني اندهش من حديثك الذي قلت فيه: (لَا يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ) … من هم يارسول الله .. ؟! .. هل هم المسلمين الذين يعيشون في اوروبا .. مثلا..
بالنسبة لي منطق .. فان عددهم القليل في اوروبا يبلغ حوالي 53 مليون نسمة ليسوا كغثاء السيل
اليس هذا منطقا !!
سامحني يارسول الله فانا انتقل من محطة الي اخري
ادرك علماء العصر بلغة القران انه بوسعنا ان نرتفع ونلبي دعوة السماء لننفذها ونجوب أقطارها كما قال اينشتاين في نسبيته ولكن بسلطان العلم .. ليتهم يتعظون يارسول الله ويدركون بنص القرآن ان الزمن ” ده حكاية كبيرة اوي ” وانه لحظة اشعر به وبحواسي الخمسين .. وانه عند الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة
انني اتعجب يارسول الله كيف عرجت الي السماء وعدت الي فراشك الدافئ .. انا اؤمن به لانه منطق ارسطي وشك ديكارتي .. نعم .. لقد سخر الله لسليمان كل العلم ووضع لك العلم كله في القرآن آيات .. فقد جعل العلم في الامور الماضية لتكون من الامور المستقبلية في الطب والفلك والفيزياء والعدم والزمن والاخلاق والعلاقات والمعاملات وووو كلها في القران
كيف لا احبك يارسول الله وقد ادركت عظمتك من عظمة ديني وانا الف حول الكعبة ..او يصادف الان طواف احدي بناتي حول الكعبة بات الامر عشقا ..وليس عبثا كما يزعمون .. اصبح الناس في مصر يارسول الله تفتح شاشات التلفاز علي البث الحي وكأنهم يتابعون برنامج ” توك شو ” فيه ابهار ، وهي تتأمل وتشاهد المعتمرين وهم يطوفون حول الكعبة كثيرا .. ادرك يارسول الله انه ليس عبثا بل هي محاكاة علمية فيزيائية فريدة ومعني عميق لقوانين مادة الكون التي درسناها في الكتب العلمية ونحن طلبة بأن الأصغر يطوف حول الأكبر ..وان الإلكترون فى الذرّة يدور حول النواة ، والقمر حول الأرض والأرض حول الشمس والشمس حول المجرّة والمجرّة حول مجرّة أكبر .. إلى أن نصل إلى الأكبر مطلقاً وهو الله !!
انني اؤمن ياسيدي يارسول الله
انك كنت قاب قوسين او ادني.. كأنك كنت ترتدي اعظم وشاح للعلم وارفع قلادة من خالق السماء وانت تصعد في معية جبريل متجاوزا زمكان ” اينشتاين” الي العلا في علاه نسبية اينشتاين ..
سامحني يارسول انني اذكر نسبية اينشتاين التي سوقوها لنا انها اعظم نظرية فيزيائية علي الاطلاق .. معهم حق
لإن القوانين التي تحكم حركة الأشياء سوف تتغير عندما تقترب سرعتها من سرعة الضوء
وان رحلتك الي السماء تقول ذلك فهي معجزة بكل المقاييس ..العلمية ..والفيزيائية بامتياز وخرق لفرط الصوت ولسرعة الضوء ، ولقوانين الجاذبية لكي تدنو ياسيدي فتدلي لك
.. الحب كله هو لمن اقترب وكنت موضع القرب !!
بحبك
لانك احببت كل الانبياء والرسل
ولان الله اصطفاك بدقة لتكون انت النبي الخاتم .. هل لانك استكملت الصفات الضرورية لنجاح أي رسالة عظيمة في التاريخ .
ما احوجنا ان نقدمك للبشرية بشكل لافت .. نتأملك بشكل مختلف .. لان العالم يا خاتم الانبياء في حاجة الي ان يهبط النبي عيسي عليه السلام كما ذكرت .. لينعش رسالتك وقيمك ومكارم اخلاقك ويفتح لهم القران ليدركوا بالعلم والايمان ارساء قواعد العدل .. ويأخذ الانسان نصيبه من الحرية ، لان الجمال شامل والحرية لاتتجزأ
لعلني بكلماتي طبطبت علي حواسي الخمسين وجعلت الدورة الدموية تنعشها لتكون قادرة ان تحبك بما يليق ! .. فانا لااقول كما قالت رابعة العدوية :
أحبك حبين حب الهوي وحبا لانك اهل لذاك ، بل احبك يارسول الله صلي الله عليك وسلم حب الهوي واكثر من ذلك !
لعل رسالتي تظهر جوانب الايمان في اعماق كل شخص يقرأها
التوقيع