بقلم: ميادة عابدين
تتضمن رحلة علاج الأطفال المتحرش بهم في المدارس تدخلاً مهنياً متعدد التخصصات يشمل الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني، بالتعاون الوثيق بين الأسرة والمدرسة. الهدف الرئيسي هو مساعدة الطفل على تجاوز الصدمة واستئناف حياته بشكل طبيعي.
مراحل رحلة العلاج والدعم
1. التدخل الفوري والإبلاغ؛
الاستماع والتصديق الخطوة الأولى والأساسية هي الاستماع إلى الطفل وتصديق ما يقوله دون شك أو لوم، وإشعاره بالأمان وأن ما حدث ليس ذنبه؛فضلا عن طلب المساعدة المتخصصة يجب استشارة ذوي الخبرة فوراً، مثل الأخصائي النفسي أو الاجتماعي في المدرسة أو خارجها.
الإبلاغ القانوني
في حالات الاعتداء يجب إبلاغ الجهات الأمنية وتقديم شكوى رسمية لضمان تطبيق العقوبات الرادعة ومنع تكرار الجريمة.
الدعم النفسي المتخصص
يقوم الأخصائيون النفسيون بدور محوري في معالجة الآثار النفسية للتحرش من خلال برامج علاجية متخصصة ؛تشمل الأساليب العلاجية ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يساعد الطفل على التعرف على أفكاره السلبية المرتبطة بالحادثة واستبدالها بأفكار إيجابية وسلوكيات صحية؛ التعبير عن المشاعرتشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره من خلال الرسم أو الكتابة أو اللعب للتخفيف من حدة الصدمة وأعراض القلق والاكتئاب.
تعزيز الثقة بالنفس بالعمل على بناء ثقة الطفل بنفسه وتمكينه ذاتياً ليشعر بالأمان مرة أخرى.
دور المدرسة والأسرة
يجب التعاون و التنسيق بين الأخصائيين والأسرة لضمان بيئة داعمة ومستقرة للطفل والتأكد من وجود رقابة مشددة داخل المدرسة، خاصة في الأماكن العامة، وإجراء فحوصات دورية نفسية لأعضاء هيئة التدريس والموظفين.
في النهاية التوعية والوقاية منهج ضرورى يجب اتباعه من خلال تنفيذ برامج وقائية وتوعوية منتظمة للأطفال حول التحرش، وتعليمهم كيفية الدفاع عن أنفسهم واللجوء إلى شخص بالغ موثوق عند الحاجة ؛ تتطلب هذه الرحلة صبراً طويلاً وتعاوناً بين كافة الأطراف المعنية، مع التركيز على مصلحة الطفل لضمان تعافيه وتأهيله لحياة طبيعية وآمنة.
الكاتبة واستشارى العلاقات الأسرية والنفسية ميادة عابدين.



