رؤية السعودية لعام 2030.. تحول اقتصادي واجتماعي قوى علي كافة الاصعدة
الاقتصاد الأعلى نموًا بين دول مجموعة العشرين بنسبة بلغت 8.7 %
10.7% معدل تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بنهاية 2022
الوجهة السياحية الأكثر نموا في مجموعة العشرين بنسبة نمو 121%
الأولى إقليميًا والثالثة عالميًا في مؤشر نضج الحكومة الرقمية
الرياض الرابعة عالميًا في استخدام التقنية وتطبيقاتها
“صحة “.. أكبر مستشفى افتراضي في العالم، والأول من نوعه في الشرق الأوسط
القسم الإعلامي للسفارة السعودية بالقاهرة- الثلاثاء 19 سبتمبر 2023م
تمثل رؤية المملكة 2030 أكبر خطة وطنية طموحة للتغيير، أساسها تاريخ السعودية العريق، وثقافتها الأصيلة، وموقعها الاستراتيجي، وقوتها الاقتصادية، وشعبها الطموح، وإمكاناتها الهائلة، وهدفها تحقيق تحول اجتماعي واقتصادي يراه العالم ويتأثر به.
إنجازات غير مسبوقة تشهدها المملكة على كافة الأصعدة دون توقف، تنفيذا لبرامج الرؤية في مرحلتها الثانية، حيث حققت المملكة معدلات ارتفاع قياسية في نمو الناتج المحلي الإجمالي، وقطعت شوطًا كبيرًا في بناء نمط حياة صحي، وتعزيز جودة حياة المواطنين، وتقديم أفضل فرص التعليم والخدمات الصحية للسكان، إضافة إلى زيادة تمكين المرأة في سوق العمل.
كما مكنت مبادرات الرؤية التوسع في مشروعات إنتاج الطاقة المتجددة، وعززت دور المملكة الريادي في معالجة التحديات المناخية العالمية، وتمكين قطاع البحث والتطوير والابتكار، والاستثمار فيه بخطوات متسارعة.
أولا/ تحوّل اقتصادي ناجح
منذ بدء المرحلة الثانية من مراحل رؤية السعودية 2030 في عام 2021، والتي كانت إحدى أولوياتها توسيع مشاركة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية، مع تمكين قطاعات جديدة، وخلق فرص جاذبة للاستثمار؛ يشهد الاقتصاد السعودي نموًا بوتيرة غير مسبوقة، رغم الظروف والتحديات الاقتصادية المعقدة التي تعيشها بلدان العالم، إذ حقق اقتصاد المملكة عام 2022 أعلى معدلات النمو بين دول مجموعة العشرين، وأعلى معدلات نمو وطني منذ عام 2011م، متجاوزًا توقعات المنظمات الدولية لنمو اقتصاد المملكة.
ضمن الإصلاحات الاقتصادية والمالية الهيكلية التي عملت عليها رؤية السعودية 2030، بالإضافة إلى برامجها ومشاريعها ومبادراتها، حرصت المملكة على توجيه الدعم وتركيزه على القطاعات التي من شأنها تعزيز مرونة الاقتصاد، وقدرته على المنافسة العالمية، والمساهمة في نقل التقنية وتوطينها وتحفيز الابتكار، وتلبية الطلب المحلي.
كما استمرت المملكة في استثمار موقعها اللوجستي المميز وإمكاناتها الفريدة، لتحفيز مرحلة جديدة من التصنيع، وتعزيز التجارة، وجذب الاستثمارات العالمية، مستندة على دورها كحلقة وصل رئيسة تعزز كفاءة سلاسل الإمداد العالمية.
اقتصاد المملكة المتنوع والمستدام يتيح مزيدًا من فرص العمل للمواطنين والمواطنات، الذين تعززت إنتاجيتهم ومشاركتهم نتيجة تحسين بيئة الأعمال وتعزيز فاعلية الخدمات الحكومية، وأسهم تمكين المرأة في سوق العمل من تعزيز المنافسة، وتنشيط جهود كثير من القطاعات الحيوية وزيادة إنتاجيتها والتي انعكست على تسريع التحول الاقتصادي في المملكة
الاستثمار الأجنبي المباشر
تؤثر زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إيجابًا على اقتصاد المملكة، حيث تسهم في تعزيز أسواق العمل ورأس المال وأنماط التجارة والنمو الاقتصادي. للاستثمار الأجنبي المباشر تأثير كبير على نمو المشروعات الصغيرة والمتوسطة المحلية وانعكست ثقة المستثمرين الأجانب بالبيئة الاستثمارية في المملكة على زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إليها. ووصل معدل تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في الربع الثالث من عام 2022 إلى 10.7%.
النمو والاستدامة الاقتصادية
يسير اقتصاد المملكة بخطى ثابتة نحو الازدهار وتحقيق الاستدامة، وتحقيق مستهدفه بالوصول إلى أكبر 15 اقتصادًا في العالم. وقد حقق اقتصاد المملكة نتائج استثنائية خلال عام 2022م، آخذًا في النمو وتجاوز توقعات صندوق النقد الدولي، ليكون الاقتصاد الأعلى نموًا بين دول مجموعة العشرين، بنسبة نمو للناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بلغت 8.7%، في رقم يمثل أعلى معدل نمو وطني منذ عام 2011م، وبقيمة مالية وصلت لـ4.1 مليار ريال. كما حققت الأنشطة غير النفطية في عام 2022م نسبة نمو بلغت 6.2 %، مع ارتفاع الصادرات السلعية غير النفطية بنسبة 37.7 % مقارنة بعام 2021.
وفي قطاع المشروعات الكبرى، توسعت “شركة البحر الأحمر للتطوير” لتصبح “البحر الأحمر الدولية”، وتضيف أكثر من عشرة مشروعات تطويرية لوجهات على ساحل البحر الأحمر داخل المملكة. ووقعت الشركة 1300 عقد حتى الآن، 70% منها لشركات سعودية.
أرقام غير مسبوقة في المؤشرات العالمية
أسهمت الإصلاحات الهيكلية التي تقودها رؤية السعودية 2030 والدعم المقدم من المالية العامة في ضمان تحقيق انتعاش قوي وشامل وصديق للبيئة، واستمرار معدلات النمو الاقتصادي، وانعكس ذلك على تحقيق تقدم غير مسبوق في المؤشرات والتصنيفات العالمية، أبرزها؛ المرتبة الأولى إقليميًا والثالثة عالميًا في مؤشر نضج الحكومة الرقمية، محققة 97.13% في المؤشر العام، والمرتبة 31 في مؤشر تطور الحكومة الرقمية الصادر عن الأمم المتحدة، كما تقدمت 10 مراكز في مؤشر المستقبل الأخضر العالمي.
ثانيا/ مجتمع متمكّن
يظهر الأثر الذي حققته رؤية السعودية 2030 على المشهد الاجتماعي بشكل واضح وجلي، يشهده كل من يعيش في هذا البلد وخارجه. وساهمت التحولات الاقتصادية الكبرى بالمملكة في قيادة التحول الاجتماعي، وتمكين المواطن السعودي من تحقيق ذاته في مجالات عدة.
وإذ تحظى المملكة بمجتمع حيوي، غالبيته من الشباب، كان لا بد من تحسين المشهد الاجتماعي في المملكة، وتوفير خدمات أكثر كفاءة، وخلق أنماط حياتية أكثر تنوعًا وصحية، تلبي رغبات الجميع، وتجعل من وطنهم مكانًا ينعمون فيه بالصحة والرفاه، ويحققون طموحاتهم في مختلف المجالات.
كما أسهمت البرامج والأكاديميات الوطنية في زيادة تمكين السعوديين وتدريبهم في مجالات واعدة جديدة، كالفضاء والسياحية والتكنولوجيا والترفيه، وزادت فرص العمل وانخفض معدل البطالة بشكل ملحوظ ليصل إلى 8% مقارنة بـ 11% في 2021م.
الخدمات الإلكترونية الحكومية
أحرزت المملكة عام 2022 تقدمًا ملحوظًا في مؤشر الخدمات الإلكترونية، ضمن مؤشر “تطور الحكومة الإلكترونية” الصادر عن الأمم المتحدة، ودخلت في نطاق الدول ذات الأداء المرتفع جدًا في المؤشر، وبنسبة 82.2%، مما جعلها ضمن أفضل 10 دول عالميًا، وذلك وفقا للمؤشرات التالية: 100% في توفر المحتوى والمعلومات، 96 % في الإطار التنظيمي الرقمي، 94 % في الخصائص التقنية، 81% في تطور الخدمات الحكومية.
كما احتلت مدينة الرياض المرتبة الرابعة عالميًا في استخدام التقنية وتطبيقاتها ضمن “النطاق المرتفع جدًا” بين 193 مدينة في العالم.
مستشفى صحة الافتراضي
انطلق مستشفى “صحة الافتراضي” أكبر مستشفى افتراضي في العالم، والأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حيث يرتبط بأكثر من 152 مستشفى في المملكة، بقدرة استيعابية تبلغ 400 ألف مريض سنويًّا، ويوفر خدماته بتقنيات مبتكرة تدعم المنشآت الصحية في المملكة، وتضمن جودة ووصول الخدمات الصحية للجميع.
ثالثا/ المملكة ترحب بالعالم
منذ انطلاق رؤية السعودية 2030، وبدء انتعاش القطاعات الحيوية في المملكة، ومع تسهيل الحصول على تأشيرات الدخول، والإنجازات الكبيرة التي تشهدها صناعة السياحة والثقافة والرياضة، أصبحت المملكة أكثر تواصلًا مع العالم وانفتاحًا عليه، وتوافد الكثير من السياح والزوار والمستثمرين، من كل مكان للاستثمار وحضور الفعاليات والأنشطة، واستكشاف تاريخ المملكة العريق، ومناظرها الطبيعية الخلابة.
قطاع السياحة يحقق أرقامًا قياسية
تشهد المملكة انتعاشًا لافتًا حيث بلغ نمو قطاع السياحة فيها 121% كأسرع الوجهات السياحية نموًا في مجموعة العشرين، بنحو 94 مليون زيارة خلال عام 2022، من بينها 16.5 مليون زيارة من الخارج، و77.6 مليون رحلة سياحية من الداخل. ما ساهم في توفير نحو 854 ألف وظيفة مباشرة، ليتجاوز مستهدف عام 2022 (617 ألف وظيفة) بنسبة 139%.
” نسك”
تعمل وزارة الحج والعمرة على تسهيل رحلة ضيوف الرحمن، وإثراء تجربتهم الدينية، في سبيل ذلك، قدمت العديد من المبادرات والتطبيقات الالكترونية التي وفرت الوقت والجد ويسرت الحصول على الخدمات المرتبطة بأداء مناسك الحج والعمرة، حيث وفرت نحو 21 منصة إلكترونية لخدمات المعتمرين الأفراد من جميع أنحاء العالم، و13 دليلًا توعويًا بـ 14 لغة لخدمة ضيوف الرحمن،
وترتبط “نسك” بالخدمات المقدمة على منصة “روح السعودية”، لإثراء رحلة ضيوف الرحمن، وتسهيل إجراءات الحجز والتواصل، والارتقاء بتجربة قاصدي مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث وصل عدد مستخدميها إلى 400 ألف مستخدم حتى نهاية عام 2022
كما يسرت مبادرة “طريق مكة إجراءات آلاف الحجاج والمعتمرين، الذين ينتقلون مباشرة إلى مقار إقامتهم ضمن مسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الخدمية إيصال أمتعتهم، وشملت المبادرة 9 آلاف حاج، من 5 دول شملتها المبادرة هي: ماليزيا، والمغرب، وإندونيسيا، وبنجلاديش، وباكستان. كل ذلك ساهم في ارتفاع أعداد المعتمرين إلى نحو 8.4 مليون زائر، متجاوزًا المستهدف بنسبة 23%.
مسجد قباء
بهدف استيعاب أكبر عدد من المصلين في أوقات المواسم والذروات، وترسيخ البعد التاريخي وتعظيم الأثر الديني لمركز قباء، انطلق مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المحيطة به، كأكبر توسعة في تاريخ المسجد منذ إنشائه في السنة الأولى من الهجرة.
ويعمل مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية على تأهيل المساجد التاريخية للعبادة والصلاة، واستعادة أصالتها العمرانية وتعزيز مكانتها الدينية والثقافية، وإبراز البعد الحضاري والثقافي للمملكة، مع المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة، والاستفادة منها في تطوير تصميم المساجد الحديثة.
رابعا/ بيئة أكثر استدامة
تدرك رؤية السعودية 2030 مسؤولية المملكة كدولة رائدة في الإنتاج النفطي، في التخفيف من أثر التغير المناخي وتحفيز الحقبة الخضراء القادمة، لذا جعلت الرؤية الاستدامة والحفاظ على البيئة أساسًا متينًا في خططها التنموية ومشاريعها الكبرى، كما لعبت دورًا حيويًا إقليميًا وعالميًا للدفع بالحلول المبتكرة، التي تضمن تحقيق مستقبل مستدام، يوازن بين الحفاظ على الاقتصاد وحماية البيئة معًا.
تبذل المملكة جهودًا كبيرة للمحافظة على الحياة الفطرية البرية والبحرية، وضمان استدامتها من خلال مبادرات كبرى على مستوى المنطقة والعالم، كمبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، اللتين تستهدف بهما دعم وتوحيد الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي.
قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر
تشكل المبادرة منذ إطلاقها خارطة طريق لتحقيق مستقبل أكثر استدامة وخضرة ليس للمملكة فحسب، بل للمنطقة وللعالم أجمع، إذ تسهم في حماية الأرض والطبيعة، ضمن أهداف واضحة وطموحة. وتلتزم المملكة بالعمل مع دول المنطقة لتحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وتنفيذ التزاماتها بوتيرة أسرع، لتكون نموذجًا عالميًا لمكافحة التغير المناخي، حيث تستهدف المبادرة خفض 670 مليون طن من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون، بنسبة 10 % من الاسهامات العالمية في خفض الانبعاثات، فضلا عن زراعة 50 مليار شجرة، وإصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة.