ديمونة مقابل فوردو : أمريكا تقصف المواقع النووية الإيرانية حفظاً لماء الوجه

ديمونة مقابل فوردو

ديمونة مقابل فوردو .. وماذا بعد قيام أمريكا بضرب المواقع النووية الإيرانية الثلاثة فجر اليوم ؟! وماذا سيحدث وماهى توقعات الأيام القادمة ؟!!

تكهنات وتصريحات وتهديدات متبادلة والقادم من المؤكد قد يحمل مفاجأت كثيرة تابع الحدث على تريندات.

 

بقلم: عزة الفشني

ديمونة مقابل فوردو

فى وقت سابق اليوم قامت أمريكا بقصف ثلاث مواقع نووية إيرانية وهى نطنز و فوردو وأصفهان وبعد توجيه تلك الضربة الآن يدعوها إلى السلام

فى إعتقادى أن ضربة أمريكا لإيران هى لإثبات وجودها أمام العالم بأنها قوية ولكن فى الحقيقة لم تحقق تلك الضربة أية أهداف تذكر حتى الآن.

حيث أن إيران كما أعلنت سبقاهم بخطوة و قامت بنقل اليورانيوم لمكان آخر أكثر أماناً …

إما في الطائرة الصينية التي نزلت الرحال في إيران منذ أسبوع أو تم نقله إلى روسيا أو إلى العراق فهم ليسوا بتلك السذاجة أن يتركوا اليورانيوم في مرمى الهجمات ولا يأمنوا غدر أمريكا فأخذوا كل الإحتياطات الممكنة منذ الضربة الإسرائيلية الأولي و إغتيال القادة الإيرانيين

من المتوقع بعد الضربة الأمريكية أن إيران ستغض البصر عن تلك الضربة كما فعلت من قبل مع مقتل قاسم السليماني لأنها لا تريد حرباً مع أمريكا وإن ردت سترد بردة محسوبة بدقة وبإعلام مسبق لأمريكا كما فعلت في القاعدة العسكرية الأمريكية في عين الأسد بالعراق رداً علي مقتل سليماني

وفى المقابل فإن الضربة الأمريكية غير مدمرة لإيران على قواعد اخليت بالفعل حسب تصريحات إيران .. وفي نفس الوقت تشفي غليل نتنياهو وتحفظ ماء وجه ترامب وترد عليها إيران بالإدانة…

أمريكا والضربة التكتيكية

 

لقد قامت أمريكا بضربة تكتيكية للضغط علي إيران للرجوع للمفاوضات و الموافقة عل شروطها .. بدليل تصريح ترامب الآخير أن الضربة والحرب انتهت وهذا هو وقت السلام

 

لكن وفي هذه المعركة لا يجب أن ننسى أن إيران حققت أكبر إنجاز فيه جانبين :

الأول : أن إسرائيل ليست البعبع الذي يجب أن يخاف منه العالم وأنها ممكن أن تضرب وتهان ويمسح بكرامتها الأرض

وأن قبتها الحديدية و( مقلاع داوود ) وغيرها من منظومة دفاع مجرد وهم يمكن إختراقه و دك تل أبيب

 

الثاني : أن معظم الحكّام والحكومات العربية و( الإسلامية ) تدار من الغرب و فاقدة للإرادة والسيادة والكرامة ..

وهذا ما يجب ان نفهمه جميعاً

 

إن ما يحدث أكبر بكتير من مجرد ضربات متبادلة .. لكنه صراع تكسير عظام عالمي

فهل ستدخل أمريكا دول الخليج في العاصفة وزعزعة المنطقة مع العلم أنهم أهم حلفائها ؟!

خاصةً وأن كل طرف من أطراف النزاع يجهز الآن لضربة استباقية من الممكن أن تشعل حرب إقليمية أو حتى عالمية

 

الدائره تدور بسرعة كبيرة ومعه يجب إيجاد حل لوقف البلطجة الأمريكية

 

التدخل الأمريكي وقدرات إيران

 

بعدما ألحقت إسرائيل أضراراً جسيمة بالبنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية و بينما تسببت الضربات الإنتقامية الإيرانية في أضرار كبيرة لإسرائيل .. تم تأكيد أن فوردو ومنشآت أخرى مواقع نووية نشطة وليست نماذج على الرغم من إحتمال وجود مواقع سرية فإن التدخل الأمريكي قد يؤثر على قدرات إيران لكنه يحمل مخاطر التصعيد حيث يتكبد كلا الجانبين خسائر لكن لم يحقق أي منهما نهاية حاسمة

 

و عن سكوت أمريكا و موقفها الغامض و تأخرها فى الرد على إيران طيلة الأيام الماضية هو وصول الأخيرة إلى 60% من إكمال مشروعها النووي مما تسبب في تسارع الأحداث بالإضافة إلي التداعيات الأخرى كتكاليف الحرب و نتيجة الضربة إذا فشلت فماذا سيكون الرد العكسي

 

تمرد إيران على منظومة أمريكصهيونية

 

ومع سابقة إيران في التمرد على منظومة أمريكصهيونية سيزداد الهاجس ويبدو أنهم سيقررون أنها فرصة لغلق ملف إيران رغم ما تجره على المنطقة من دمار و إنهيار

إلا في حال تغلبت كفة الخسائر الوقتية والقادمة لخزنة الدولة الأمريكصهيونية على ملف تأديب إيران والمنطقة المحيطة ببني صهيون وهي المنطقة العربية

(سوريا لبنان العراق الأردن السعودية والآن إيران )

 

أيضاً كان من المرجح أن أي تحرك ضد إيران سوف يهدد المصالح والقواعد الأمريكية الخليجية فكان يجب عليها أن تدرس جميع الإحتمالات من كل الجوانب

 

أمريكا ليس لها صديق

 

ولكي نتعرف علي السياسة الأمريكية لابد :

أولاً : أن نعلم أن إسرائيل إبنتها الصغرى وليست حليفاً

ثانياً : المحرك الرئيسي لأمريكا هي مصالحها وليست عواطفها وقد قالها الرئيس الأسبق حسني مبارك “المتغطي بأمريكا عريان ” بمعني آخر أمريكا ليس لها صديق

ثالثاً : أمريكا تعلم أنها الآن القطب الأوحد في العالم فهيبتها ومسؤوليتها تجاه العالم تمثل لها أهميه كبري مع وجود رئيس متغطرس و متسرع كترامب وذلك يجعل من الصعب التنبؤ بردة فعله وللعلم روسيا أو الصين لن تخاطر بالدخول في مواجهه مع أمريكا لوجود مصالح إقتصادية مشتركة

 

الإنتصار هو أن تفرض إرادتك على الخصم

 

من المؤكد أن أمريكا تستطيع أن توجع إيران تدميراً و حصاراً ولكن هل تستطيع أن تملى عليها ما تريد .. هل تستطيع إنزال جندى واحد على أرض إيران .. هل تستطيع تأمين منشآت النفط والقواعد العسكرية بالخليج…. ثم أين التفوق الأمريكى التكنولوجى الكاسح (وهو حقيقى فعلاً) لكن لم تستطيع به أمريكا أن تحرر الرهائن من سفارتها بطهران وعندما أرسلت نخبة المارينز حدث ما حدث….تاريخ المواجهة بين البلدين من سنة 1979 أى من اربعين عاماً كلها لصالح إيران .. الإنتصار هو أن تفرض إرادتك على الخصم .

 

أمريكا تعتصر إيران لتجلس على طاولة المفاوضات

 

الحرب ليست قدراً حتمياً ولكن هناك من يدفع بشدة إليها من الصقور واللوبي اليهودي و ترامب حتي هذه اللحظة لا يريدها و يعتصر إيران حتي تجلس علي طاولة المفاوضات ويملي عليها ما يريد من مطالب .. بالطبع سيعانى إقتصادها بشدة ومن ثم فهناك بداخلها أيضاً من يدفع لمواجهة محسوبة و إلا فإن النظام قد ينهار بسبب الإقتصاد وفي مثل هذه الحالات قد تمثل الحرب مخرجاً من المأزق .. إن احتمالات الحرب لا تزيد عن ٥٠% لخطأ أو بالعمد و من بدأها بالطبع أمريكا ولكن لن يكون إنهاؤها بيدها ..

الصواريخ سلاح إيران الرئيسى 

 

إيران سلاحها الأساسي هو الصواريخ وليس لديها شئ آخر يعتد به .. فهذه الصواريخ لها دقة توجيه عالية وهذه هي المشكلة لأن ماسيصل منها للمملكة أو للإمارات سيدمر حقول البترول والتي ستكون الهدف الأول لإيران بعد إسرائيل كما قد يتبادر إلي الذهن وأيضا هذه الصواريخ يمكن ان تؤذي الأسطول البحري الأمريكي بشدة .. أما عن قوة أمريكا الجوية فهى تستطيع أن تدمر دون إعاقه لها قيمة من مقدرات إيران المدنية والعسكرية والإقتصادية وتعيدها إلي العصور الوسطي إن شاءت ذلك ..

 

لكن أمريكا لا تستطيع تنفيذ المرحلة الثانية نهائياً وهي ضرب مفاعل فوردو الإيراني بقنبلة نووية لأنها بذلك ستكسر ميزان الردع وتشعل المنطقة بأكملها وتهتز مكاناتها إقليمياً وعالمياً فتكون فرصة لتدخل الصين وروسيا لزعزعة مكانة أمريكا بالإضافة إلي أنها ستعطي الضوء الأخضر لكل الدول النووية خارج إطار الدول الخمسة الدائمة لإستخدام السلاح النووي وكوريا تضرب وباكستان تضرب والهند أيضاً فهذا كلام غير منطقي بالمرة غير أن إيران ستقوم بضرب منشأت إسرائيل النووية وزعزعة الملاحة الدولية والإقتصاد العالمي وإرتفاع سوق النفط من خلال التحكم في مضيق هرمز وباب المندب وتدخل أوروبا في عصور الظلام من جديد إضافة إلي إستخدام إيران لأذرعها في ضرب القواعد الأمريكية في كل مكان أى أن الضربة ستكون تأثيرها عكسي على أمريكا ومكانتها أكتر من إيران وبرنامجها النووي

 

ثم ما الذي يضمن لأمريكا أن إيران لم تكن قد توصلت سراً لسلاح نووي ترد به المثل بالمثل

و ماذا لو استخدمت أمريكا النووي ضد إيران فانها ستبرر لروسيا إستخدام النووي ضد أعدائها في أوكرانيا وحلفائها والذين منهم أمريكا

 

خروج نووي إيران من مخبئه

 

من المرجح أن صواريخ إيران النووية قد خرجت من مخبئها ولن ينجو هذه المرة أحد إذا تهورت أمريكا وردت بالنووى

خاصةً ما يتردد أن ايران امتلكت النووي منذ 2017 في ولاية ترامب الأولى وأمريكا وقتها كانت منشغلة بتدهور إقتصادها وإدخال العالم في حروب جرثومية والصين كان هدفها أن تخرج بشيء ينعش إقتصادها وإلي اليوم تعمل على بيع الأسلحة التي وجدت فيها بصيص أمل ولكنه وقتي ولم يتبقى لها سوى الإنتحار بالسلاح النووي الذي تريد استخدامه للمرة الثالثة بعد هيروشيما وناكازاكي الذي جعلها وقتها في المقدمة والأولى على مستوى العالم إقتصادياً .

لكن هذه المرة ليست وحدها فالكل يده على الزناد الذى إن أقدم ترامب على أي تهور فإنه سيكون وبال على أمريكا التي ستتلقى الضربة تلو الاخرى .

 

تضرر الدول المجاورة لإيران

 

السؤال هنا لماذا لم تتقدم كل الدول المجاوره لإيران للأمم المتحده بالإعتراض السياسي والقانوني لمنع أمريكا من إستخدام القوة لتدمير المفاعل النووي الإيراني ؟

خاصةً وأن هذه الدول ستتضرر من نتيجة التدمير الإشعاعي الذي سيصيب الأخضر واليابس ويسبب الأمراض للبشر والحيوانات فضلاً عن إستمرار الآثار و الأضرار لسنوات عديدة

حق إيران الدفاع عن نفسها

 

و إذا افترضنا جدلاً أن إيران تمتلك القنبلة النووية في السر فهى حتماً لها مخازن سلاح نووي في العراق حتى وإن دمروا المواقع لا يجدي نفعاً ف إيران هربت سلاحها لأماكن سرية يصعب العثور عليها .

فمن حق إيران الدفاع عن نفسها ضد القمع العالمي ومن حقها إمتلاك القوة مثل باقي الدول العظمي

 

الوهم الأمريكي

 

خاصةً وأن أمريكا مازالت تعيش وهم “انا اضرب ولا يستطيع أحد الرد علي” .. إن كسر الخط الأحمر بين أمريكا و إيران سيترتب عليه قصف أماكن لم تقصف من قبل ولم يفكر أحد في قصفها مثل الأراضي الأمريكية .. وقتها أمريكا ستستيقظ من وهم “انا اضرب ولا يستطيع أحد الرد علي”

 

فى رأيى أن ضرب أمريكا للمفاعل النووى الإيرانى ما هو إلا نوع من التهديد لإيران لإرغامها الجلوس على طاولة المفاوضات ..

 

أمريكا لا تستطيع إستخدام السلاح النووي فى إيران لأسباب إقتصادية وتنموية و إجتماعية وسياسية وأمنية

 

فلم ولن يحدث هذا وأمريكا لا تستطيع أن تعادى وتسبب كراهية العالم الإسلامي لها و الذي سيكون سبب لضرب المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط و ضرب قواعد وسفارات وشركات أمريكية علاوة على أن إيران مكسب لامريكا لأنها البعبع الذى عن طريقها تبتز دول الخليج و تخوفهم بها.

ديمونة مقابل فوردو

أمريكا بحاجة إلى الشرق الأوسط

 

بالعقل والإقتصاد أمريكا بحاجة للشرق الأوسط بحر المليارات وسوق النفط فهى تعلم أن القرار ليس بالسهولة المتوقعة

 

فهى لن تستفيد من إسقاط إيران لأن هدفها الأساسي كسر شوكة الصين والهدف الآخر إرضاء السعودية ودول الخليج لكنها تريد تقليم أظافر إيران واذا كانت أمريكا تريد إسقاط إيران سيكون الخاسر الأكبر أمريكا نفسها

 

المثير للدهشة .. أن هذه الصراعات و الخوف من إمتلاك إيران قنبلة نووية في حين أن أمريكا ودول أخرى تمتلكها ولا يستطيع أحد أن يوقفها إذا أرادت أن تستخدم النووي إذاً أمريكا أخطر آلاف المرات من إيران وما تفعله من تدمير المنطقة علناً فهو أخطر من النووي .. واليد المستخدمة هى إسرائيل

 

سقوط إيران سقوط لنا جميعاً

 

قد يختلف المرء مع إيران ولكن عدم الوقوف معها في هذه اللحظات المفصلية خيانة للإسلام وقضايا المسلمين فنحن أمام الكيان العدو المشترك .. إن سقوط إيران سقوط لنا جميعاً …

فمتي تتوحد الجيوش العربية ضد أمريكا و هذا الكيان الخبيث و شركاؤه والقضاء عليه ؟

Related posts

إيران والتحالف الصهيوأمريكي .. من المنتصر ومن الخاسر وماذا عن غزة ؟

ترامب يعلن إسدال الستار على الحرب الإسرائيلية الايرانية

الدوحة والمنامة يعلنان إيقاف حركة الملاحة الجوية.. وطهران تقصف القواعد الامريكية الموجودة على اراضيهم