دعم عسكري جديد لأوكرانيا أعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عن تخصيص المملكة المتحدة 1.6 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل 2 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، عبر تزويدها بـ5000 صاروخ دفاع جوي، في إطار المساعدات المستمرة التي تقدمها كييف لمواجهة الهجمات الروسية. وتأتي هذه الخطوة ضمن التزام لندن الثابت بدعم أوكرانيا في حربها المستمرة منذ أكثر من عامين تابع مع تريندات.
كتب : هاني سليم
تحالف أوروبي لدعم أوكرانيا
خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع قادة أوروبيين في لندن، أكد ستارمر أن عدة دول أبدت اهتمامها بالمشاركة في التحالف الأوروبي المزمع إنشاؤه لدعم أوكرانيا، لكنه لم يذكر أسماء هذه الدول، مشيرًا إلى أنه سيترك لكل دولة الإعلان بنفسها عن طبيعة مشاركتها. وقال ستارمر: “فيما يتعلق بتحالف الراغبين، تلقت خطتنا اهتماماً من عدة دول ترغب في المشاركة. سنواصل العمل على تطوير هذه الخطة لضمان تقديم الدعم اللازم لأوكرانيا”.
وأضاف أن الهدف من هذا التحالف هو توحيد الجهود بين الدول الداعمة لكييف، وتعزيز المساعدات العسكرية والدفاعية، بما في ذلك توفير أنظمة الدفاع الجوي والأسلحة الحديثة، التي تعتبر ضرورية لمواجهة الهجمات الروسية المستمرة.
بريطانيا وفرنسا تعملان على خطة لإنهاء القتال
إلى جانب الدعم العسكري، كشف ستارمر عن أن المملكة المتحدة وفرنسا تعملان معًا على وضع خطة تهدف إلى وقف القتال بين أوكرانيا وروسيا، مشيرًا إلى أن هناك احتمالًا لانضمام دولة أو دولتين أخريين إلى هذه الجهود.
وأوضح، في حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن بلاده ستقدم هذه الخطة إلى أوكرانيا، وبعد ذلك سيتم مناقشتها مع الولايات المتحدة، مؤكدًا أن “السلام الدائم يتطلب تنسيقًا دوليًا وجهودًا دبلوماسية مكثفة”.
وأشار ستارمر إلى أن الخطة ستشمل إجراءات تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، إلى جانب تقديم ضمانات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا، لضمان عدم تكرار العدوان الروسي مستقبلاً. كما شدد على أهمية دور القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في دعم أي مبادرة لتحقيق السلام في المنطقة.
موقف الولايات المتحدة وضمانات الأمن
وفي سياق متصل، عبّر رئيس الوزراء البريطاني عن قناعته بأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يسعى لتحقيق سلام دائم في أوكرانيا، رغم المشادة اللفظية الأخيرة بينه وبين الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض.
وأكد ستارمر أن الولايات المتحدة تلعب دورًا محوريًا في أي جهود لإنهاء الصراع، مشيرًا إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى ضمانات أمنية أميركية من أجل استمرار السلام. وقال: “من الضروري أن يكون هناك التزام واضح من الولايات المتحدة بضمان استقرار أوكرانيا وأمنها، لأن ذلك سيكون حجر الأساس في أي اتفاق مستقبلي”.
قمة أوروبية لمناقشة الحرب في أوكرانيا
استضافت بريطانيا، يوم الأحد، قمة للقادة الأوروبيين، بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث جرت مناقشة تداعيات الحرب في أوكرانيا والجهود الدولية الرامية إلى إنهائها.
وخلال القمة، ناقش القادة سبل تعزيز الدعم العسكري والاقتصادي لكييف، إلى جانب استعراض التطورات الميدانية والجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فإن الاجتماع شهد توافقًا واسعًا بين القادة الأوروبيين حول ضرورة استمرار دعم أوكرانيا، سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي، إلى جانب تكثيف الجهود الدبلوماسية لإيجاد مخرج للأزمة.
استمرار الحرب وتحديات الحل السلمي
على الرغم من الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء القتال، لا تزال الحرب في أوكرانيا مستمرة وسط تصعيد عسكري من قبل روسيا، التي واصلت هجماتها على البنية التحتية الأوكرانية ومواقع القوات المسلحة.
من جهة أخرى، تواصل أوكرانيا التأكيد على أن أي اتفاق سلام يجب أن يضمن انسحاب القوات الروسية من أراضيها، واستعادة سيادتها الكاملة، وهو ما يشكل نقطة خلاف رئيسية في أي مفاوضات محتملة.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، تبدو الجهود البريطانية والأوروبية بمثابة محاولة جديدة لدفع عجلة الحل الدبلوماسي، بالتوازي مع استمرار تقديم الدعم العسكري لكييف، لضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها في حال استمر النزاع لفترة أطول.
