مصر الرقمية .. حريق سنترال رمسيس انقطاع الخدمات وتصاعد المخاوف”
بقلم / عزة الفشني
مصر الرقمية .. ففي ليلة مفاجئة تحول سنترال رمسيس إلى كتلة من النيران والدخان ما أدى إلى انقطاع الخدمات وتصاعد المخاوف تابع الخبر على تريندات.
هل هذا الحريق كارثة تقنية أم خطأ بشري؟
حريق سنترال رمسيس
ألسنة اللهب التهمت سنترال رمسيس وتوقفت خدمات الإتصالات والإنترنت و الخدمات الإلكترونية البنكية والتحويلات المالية إلى جانب الخدمات الحكومية في جميع أنحاء مصر نتيجة تعطل بعض دوائر الربط بسبب الحريق
مما أثار المخاوف و التساؤلات حول السلامة والإستعداد
بدأ الحريق في الطابق السابع من المبنى الذي يضم غرف أجهزة ومكاتب لموظفي الآي تي وسرعان ما إمتد إلى باقي الطوابق نتيجة لتراكم المواد القابلة للاشتعال مثل الأوراق والمقاعد الخشبية
هذه الكارثة يسئل عنها وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات ورئيس الجهاز القومي لتنظيم الإتصالات
عيب مركزية التفكير
للأسف ما حدث درس بكل المقاييس لخدمة عدوك إذا أراد أن يجرك إلى حرب لا بديل..لا خطة طوارئ واضحة..لا تفاصيل أو إيضاح..الضبابية سيد الموقف.. وذلك عيب مركزية التفكير
المفترض أن يتم عمل مركز اتصالات مزود بسيرفرات مجهزة تجهيز جيد كاحتياطي عن الذي يعتمد عليه حالياً يتم اللجوء إليه في حال الطواريء.
حريق سنترال رمسيس
لك أن تتخيل أن سنترال بهذه الحساسية ليس له منظومة إطفاء حريق جيدة.
إذن كيف لهذا السنترال أن يتم ربطه بشبكة واحدة
عصب الدولة الرقمية
كيف أزمة كهذه تضرب أعصاب الدولة الرقمية بهذه السهولة؟ من غير المنطقي أن دولة بحجم مصر ليس لديها خطط بديلة فى مثل هذه الكوارث المفاجئة
الحريق حتما مفتعل لإكثار الأزمات على مصر بالوقت الحالي وجرها نحو مستنقع صعب يبدأ بتدمير البنيات التحتية والتكنولوجية في البلاد
المشكلة ليست فى الحريق نفسه لكن فى سرعة تطوره
و طالما الحريق بصورة أكبر من الطبيعي فمن المؤكد أن أسبابه بتدخل متعمد ولكن لا يبقي أمامنا سوى الإنتظار وتصريح الجهات المعنية بتوضيح كل ما يخص الحادث
منظومة السلامة
لكن قبل محاسبة الغير دعنا نسأل أنفسنا كيف لمكان حيوى كهذا لا يوجد به منظومة إنذار مبكر أو إطفاء آلى؟
المفترض منظومات السلامة من الأساسيات الموجودة فى أى مبنى عادى ولها صيانة وتجربة سنوياً فما بالك بغرف داتا وسيرفرات لدولة كاملة متمركزة فى مبنى واحد؟
كيف لكل المعلومات والبيانات الحرجة أن تكون جميعها موجودة في مبنى عام مما يجعله نقطة ضعيفة سهلة بانهيارها ينهار قطاع كامل وحيوي بهذا الشكل؟
كيف يكون هذا المبنى وهو عصب الدولة المصرية لا يوجد به تأمين داخلي وخارجي ضد أية كارثة سواء طبيعية أو مفتعلة؟
السؤال الأهم كيف لا يوجد محاور خطوط بديلة يسهل التحويل عليها ولو بشكل مؤقت لحين إحتواء أية حدث؟
كل هذه أسئلة من الضروري أن يجيب عنها المسئولين
اتمني أن تعى الدولة أننا مخترقين فمن غير المنطقي أن البلد كلها تنهار صدفة ” طرق و سكة حديد و اتصالات”
اعتقد ان هذه الحوادث مدبرة
من المهم أن نتعلم جيداً من هذا الدرس..فالأمر يرجع الآن للمسؤولين والفنيين والمهندسين والأهم منهم رجال القوات المسلحة و القيادة السياسية.
قلب مصر النابض
إن سنترال رمسيس ليس مجرد سنترال رئيسي أو قديم إنما قلب مصر النابض لجميع انواع الإتصالات لكل الشركات والبنوك والمنازل ومن الضروري أن يكون هناك بدائل فى حالة الأزمات حتى لا يتوقف نبض مصر
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
من الضروري أن نوجه الشكر و التحية لرجال الشرطة و المطافئ و الحماية المدنية الذين لم يدخروا جهداً في إنقاذ الأرواح و الممتلكات معرضين حياتهم للمخاطر أثرين الآخرين على أنفسهم.
كاتبة المقال
الاستاذة / عزة الفشني