تمكين الشباب بين الحقيقة والأكاذيب

تمكين الشباب ..  فهو عماد أي مجتمع والطاقة الفاعلة التي يمكن أن تسهم في بناء مستقبل أفضل. ومع ذلك، فإن الكثير من الشباب في مجتمعاتنا العربية يواجهون تحديات كبيرة، وتظل مبادرات الاهتمام بهم حبرًا على ورق، بينما تظل حقيقة الإهمال هي السائدة.

بقلم: سيد البالوي

مبادرات الاهتمام وعود براقة

تكثر المبادرات الحكومية وغير الحكومية التي تهدف إلى دعم الشباب، وتوفير فرص العمل والتدريب، وتشجيع المشاركة المجتمعية. ولكن، للأسف، تظل هذه المبادرات حبرًا على ورق، ولا تترجم إلى واقع ملموس. فالكثير من الشباب لا يجدون فرصًا حقيقية للعمل، ولا يتمكنون من المشاركة في صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم، ويرجع هذا لأسباب منها:

1. الإعلان عن فرص محجوزة مسبقًا لأشخاص لهم وساطة أو أقرباء من ذوي النفوذ، فلا يفوز بها أحد سوى هؤلاء، مما يضيع على جميع الشباب جميع الفرص في مجتمع مزدوج المعايير.
2. جميع الدورات التدريبية يتم وضع امتيازات لا يجتازها إلا من تحصلوا على تعليم في جامعات أجنبية أو مدارس دولية، وباقي الشباب الذين درسوا في المدارس الحكومية لا يستطيعون الحصول عليها لأنهم لم تمكنهم ظروفهم الاقتصادية من الإعداد الذي تحصلوا عليه أبناء الأغنياء، مما يجعلهم يحصدون كل فرص الوطن ويظل شباب الوطن الفقراء فقراء ومعدومين، وهذا يمثل ظلمًا مجتمعيًا من متخذ القرار.

3. سيطرت فئات على الاستحواذ بمناصب ومراكز يتوارثونها ويصنعون لأنفسهم اللوائح والقوانين التي تجعلهم في وضعية الحق والاستحقاق، وهذا يجعل كل ما يقدم من مبادرات للشباب غير جادة ومجرد حبر على ورق.

حقيقة الإهمال واقع مؤلم

تظل حقيقة الإهمال هي السائدة، حيث يعاني الشباب من البطالة، والفقر، والتهميش. فالكثير منهم لا يجدون فرصًا للتعليم، ولا يتمكنون من الحصول على خدمات التأهيل. كما أنهم يتعرضون للتمييز والظلم، ولا يتمتعون بالحقوق الاجتماعية التي يجب أن يتمتع بها كل إنسان.

أسباب الإهمال: جذور المشكلة:
تعود أسباب الإهمال إلى عدة عوامل، منها:

1. ضعف التخطيط والتنفيذ: حيث لا يتم وضع خطط واضحة لتمكين الشباب، ولا يتم تنفيذها بشكل فعال.
2. سوء التنفيذ والتطبيق: حيث لا يراعى المستوى التعليمي، فيجب ألا يسمح لأبناء الأغنياء وخريجي الجامعات والمدارس الدولية أخذ فرص التدريب والتأهيل المدعومة من الدولة.
3. التمييز والظلم: حيث يتم التمييز بين الشباب على أساس الطبقة الاجتماعية، فلن يتقدم مجتمع يعمل على أساس الكوتة واحتكار الفرص لفئة دون غيرها.
4. غياب المشاركة المجتمعية: حيث لا يتم إشراك الشباب في صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم، وما يتم هو بشكل صوري وليس حقيقي، فملايين الشباب وليس الآلاف لا يعرفون شيء عن ما يخصص للشباب، وهو مجرد بروباغندا إعلامية وإفلاس سياسي.

مقترحات للحل

للاتجاه نحو مستقبل أفضل لتحسين وضع الشباب، يجب العمل على:

1. وضع خطط واضحة لتمكين الشباب: تقوم على فتح المجال لإشراك جميع فئات الشباب، وليس شباب الجامعات فقط.
2. توفير فرص العمل والتدريب: لجميع الشباب، مع جعل برامج التدريب على مستويات بحيث يمكن استيعاب عشرين ضعف الفئات المستهدفة، وليس تدريب عدد قليل بنسبة لا تساوي شيء من العدد المهمش على مدار سنوات ماضية، وتشجيعهم على المشاركة المجتمعية.
3. تعزيز العمل الحقيقي: يجب إشراك الشباب في صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم، وتعزيز المشاركة في عمل حقيقي يشعر به الجميع ويكون من خلاله تمكين حقيقي للشباب وليس لعينة قليلة وادعاء أن الدولة ترعى الشباب وهي ترعى عينات من الشباب.

في الختام، يجب العمل الجاد: يجب أن نعمل جميعًا على تمكين الشباب، ويجب أن نكون صرحاء مازال المجتمع يعاني من أمراض الفساد ومن يستغلون كل أكاديمية وكل مبادرة وكل فرصة أسوء استغلال وإيهام القيادات السياسية بأنهم يعطون فرص للشباب وهم يعطونها لذويهم وأحبابهم ومعارفهم ومن يدفعون لهم ويظل أبناء الوطن ينتظرون وينظرون توفير الفرص لبناء مستقبل أفضل. فيجب أن نضع حدًا للإهمال، ونعمل على تحقيق مبادرات الاهتمام. فالشباب هم مستقبلنا، ويجب أن نعمل على حمايتهم، ودعمهم، وتمكينهم وخلق واقع حقيقي يلمسه الجميع والتوقف فورًا عن هذا الفساد فلا يوجد تمكين حقيقي حتى اليوم للشباب.

👁 عدد المشاهدات : 5,011

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *