تلفيق الاغريق : وقفة حول تزييف الاغريق لتاريخنا
بقلم : الدكتور رمضان العوامي
وقفة حول تزييف الاغريق لتاريخنا .
في حدود العام 1300 ق.م – شيد هذين التمثالين الملك المصري الشهير – امنحتب الثالث – وهما بطول (19) متر !!! وبمرور الازمان تصدعت بعض أجزائهما وحدثت بالتمثال الأيسر شقوق. وكان اذا مر هواء الصباح في تلك الشقوق المشبعة بالندى ســــمع له أزير وصفير، مما حـــدا ( بمؤرخي اليونان القديمة ) الذين زاروا مصر في القرن الأول قبل الميلاد حسب المستوى ثقافتهم السائدة ، أن يزعموا أن التمثال يغنى مع شروق الشمس، وسجلوا هذه الظاهرة الغريبة كتابة على ساق التمثال وقاعدته وكتبوا قصائد باليونانية عن ذلك.
ثم جاء الامبراطور الروماني “هدريان” وزوجته “يبـينا” فـقضوا عدة أيام بجوار التمثال للاستماع بغنائه حسب مزاعم تفسيرات تلك الحقبة، وحرص الكثير من المشاهيروالمؤرخين على تسجيل أسمائهم على قاعدة التمثال، ويمكن ملاحظة ثمانية أسماء من حكام مصر الرومان مسجلة عليه.
اطلق الاغريق على التمثالين اسم “ممنون“ وحسب تعودهم على انشاء الاساطير ، ومحاولة نسب ذلك الى ماضيهم ، فقد نسبا التمثالان إلى أحد الابطال اللاتينيين ويدعى “ممنون” الذي اشترك في حرب طراودة، وحدث أن قتله “اخيل” أحد الابطال اليونانيين في تلك الحرب. وكان ممنون يعتبر ابنا للفجر “ايوس” وزعموا أن هذاالبطل الذي مات مقتولا، كان يحييّ أمه مع نسمات كل صباح بصوت حزين.
ولاندري ماعلاقة اثار مصر باساطير حرب طروادة ، الا اذا كان الهدف سرقة التاريخ وطمس الحقائق .
وتزايدت أهمية الأسطورة التى كانت تحاك حول هذين التمثالين من قبل الاغريق ، إلى أن قرر أحد الأباطرة الرومان حوالى عام 200م إصلاح الشقوق وما تصدع منالتمثالين، فتوقف الصوت إلى الابد، وبطلت مزاعم الاغريق وتدليسهم، وبقت الحقيقة الواقعة ، وهى أن هذين التمثالين العملاقين ، هما ما تبقى من اثار الملك (امنحتبالثالث)، بطيبة. وهو أحد ملوك الاسرة الثامنة عشرة وهى اقوى اسرة حاكمة في التاريخ المصري القديم… دمتم بسلام .
تلفيق الاغريق : وقفة حول تزييف الاغريق لتاريخنا
الاغريق
