كتب / ماجد مفرح
في تحول دراماتيكي لم يشهده سوق السيارات المصري منذ سنوات، دخل وكلاء السيارات في سباق محموم لخفض الأسعار، ما أدى إلى تراجع غير مسبوق في قيمة العديد من الطرازات، هذا التراجع الحاد، الذي وصفه خبراء بأنه “معركة طاحنة”، أدى إلى استعادة المستهلكين لموقع القوة بعد سنوات من الارتفاعات الجنونية وظاهرة “الأوفر برايس”.
المنافسة المحمومة تقلب موازين القوى
يشهد السوق حاليًا حالة من الانفجار التنافسي، حيث لم تعد الشركات تكتفي فقط بتقديم تخفيضات نقدية، بل امتدت المنافسة لتشمل عروض تسهيلات في الدفع، برامج صيانة مجانية، وضمانات ممتدة. هذا المشهد الجديد أتى نتيجة عوامل اقتصادية حاسمة، أبرزها تحرير سعر الصرف وتيسير إجراءات الاستيراد، وهو ما سمح بضخ كميات هائلة من السيارات الجديدة في السوق المحلية.
اللواء عبد السلام عبد الجواد، عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية، أكد أن السوق يمر بـ”نقطة تحول”، مشيرًا إلى أن توفر الدولار بشكل فوري للوكلاء والتجار من البنك المركزي كان له دور كبير في تسريع عملية الاستيراد، مما أزال الحواجز التي كانت تعيق دخول السيارات وأنهى حقبة “الأوفر برايس”.

تراجع أسعار السيارات في مصر
400 ألف جنيه في 24 ساعة.. رقم غير مسبوق
في تصريحات خاصة، كشف عبد الجواد عن مثال صارخ على حدة المنافسة، حيث قال إن إحدى السيارات شهدت تراجعًا بقيمة 400 ألف جنيه في يوم واحد فقط، وهو ما كان يُعد أمرًا لا يمكن تصوره قبل بضعة أشهر، هذا التراجع السريع يعكس الضغط الهائل على الوكلاء لتصريف المخزون المتراكم وإعادة جذب العملاء.
وأوضح أن الوكلاء أصبحوا الآن يبيعون بالأسعار الرسمية، مع تقديم خصومات كبيرة للموزعين الذين بدورهم ينقلون هذه التخفيضات إلى المستهلك النهائي، مما أعاد الثقة للمشتري بعد سنوات من التلاعب بالأسعار.
توازن بين العرض والطلب يدفع نحو الانهيار
وفقًا لعبد الجواد، فإن الطلب المحلي على السيارات لا يتجاوز 140 إلى 160 ألف سيارة سنويًا، وهو رقم متواضع مقارنة بحجم السوق المحتمل، هذا الفارق الكبير بين المعروض من السيارات والطلب الفعلي عليها هو ما دفع الوكلاء إلى التخلي عن الأرباح الكبيرة، وبدأت بعض الشركات تبيع بأسعار التكلفة أو حتى بخسارة صافية بهدف وحيد وهو تحريك عجلة المبيعات والحفاظ على حصتها السوقية.
ويتوقع الخبراء أن يستمر هذا الاتجاه النزولي في الأسعار خلال الأشهر القليلة القادمة، خاصة مع اقتراب موعد وصول موديلات 2026 إلى السوق، هذا الأمر سيدفع الشركات لتقديم المزيد من العروض والمزايا لتصفية المخزون من الموديلات الحالية، مما يبشر بمزيد من الانتعاش للمستهلكين الذين ينتظرون الحصول على سيارة بسعر عادل.