كتبت: مريم سمير البدراوي
يُعد تكييف الهواء وسيلة لا غنى عنها في فصل الصيف، إذ يساعد على خفض درجة الحرارة والسيطرة على الرطوبة، مما يخفف من آثار موجات الحر. لكن خبراء الصحة يحذرون من أن هذه الأجهزة قد تتحول، في بعض الحالات، إلى مصدر لمخاطر صحية خطيرة إذا لم تتم صيانتها بشكل جيد تابع المزيد على تريندات.
متلازمة «المباني المريضة»
يطلق الأطباء مصطلح «متلازمة المباني المريضة» على مجموعة من الأعراض التي تظهر بعد قضاء وقت طويل في أماكن مكيفة الهواء. تشمل هذه الأعراض الصداع، والدوار، واحتقان أو سيلان الأنف، والسعال المستمر، وتهيّج الجلد، إضافة إلى صعوبة التركيز والشعور بالإرهاق.
وتزداد فرص الإصابة بهذه الأعراض في بيئات العمل المغلقة أو المستشفيات، حيث تتفاقم المشكلة مع طول مدة البقاء داخل المبنى، بينما تتحسن الأعراض عادة عند مغادرته.
بكتيريا الفيلقية والأبخرة الكيميائية
في حال تعطّل أنظمة التكييف أو سوء صيانتها، قد تطلق أبخرة كيميائية ضارة من مواد التنظيف والمبرّدات، مثل البنزين والفورمالديهايد، وهي مواد مهيجة للجهاز التنفسي.
كما يمكن أن تتحول الأنظمة المهملة إلى بيئة مثالية لنمو بكتيريا «الفيلقية المستروحة»، المسببة لمرض الفيالقة، وهو التهاب رئوي خطير ينتقل عبر استنشاق رذاذ ماء ملوث، خاصة من أحواض المياه الساخنة أو أنظمة التكييف الكبيرة.
العدوى الفطرية والفيروسية
الرطوبة المتراكمة داخل أنظمة التكييف قد تشجع على نمو فطريات ضارة مثل الرشاشيات والبنسليوم، وهي تهدد بشكل خاص الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، ومرضى زراعة الأعضاء أو الغسيل الكلوي، بالإضافة إلى الأطفال الخدج.
كما رصدت دراسات إصابات فيروسية، مثل انتشار «نوروفيروس» في إحدى رياض الأطفال بالصين، بسبب تكييف ملوث.
وفي المقابل، يمكن للتكييف النظيف والمُعقّم أن يحد من انتشار فيروسات محمولة جوًا، منها فيروس كورونا.
جفاف الأغشية المخاطية وخطر العدوى
الجلوس لفترات طويلة في أماكن منخفضة الرطوبة قد يسبب جفاف الأغشية المخاطية في الأنف والحلق، مما يقلل من قدرتها على التصدي للبكتيريا والفيروسات.
وينصح الأطباء بضرورة تنظيف الفلاتر بانتظام وتغييرها عند الحاجة، لضمان بقاء الهواء الداخل للمنزل خاليًا من الملوثات والجراثيم
