بقلم: مصطفى كمال الأمير
بين السيسي وترامب .. هل يشهد العالم مفاجأة تاريخية بفوز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، بعد أن كان الرئيس الراحل أنور السادات أول عربي يحصل عليها عام 1979؟
منذ توليه الرئاسة عام 2014، عمل السيسي على منع اندلاع أربع حروب كبرى، وقاد جهود وساطة متواصلة بين إسرائيل والفلسطينيين ، في محاولة لإحياء السلام على أرضه .
كما نجح في إبرام اتفاق بين إيران وهيئة الطاقة الذرية الدولية
حتي بعدما قصف ترامب مواقعها النووية بطائرات ” الشبح”
لأول مرة يجرؤ عليها رئيس أمريكي منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 هذه الجهود جعلت كثيرين يعتبرون ترشيح السيسي للجائزة أمرًا مستحقًا .
ترامب.. صراعات تحت شعار السلام
على الضفة الأخرى، يبرز اسم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ، لكن سجله يثير جدلًا واسعًا.
فقد اتسمت سياساته بالنزعة التوسعية ومحاولات فرض الهيمنة، من فنزويلا إلى إيران،
ومن طموحات الاستحواذ على جرينلاند وقناة بنما، إلى بناء الجدار مع المكسيك.
الأخطر ، دعمه لمخططات تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، وإصراره على إجهاض حلم الدولة الفلسطينية المستقلة.
نوبل بين الاستحقاق والمفارقة
رغم هذه السياسات، يطمح ترامب ويطلب الفوز بجائزة نوبل للسلام.
مثلما طلب ونجح في ترسيم أول بابا أمريكي للكرسي البابوي في الفاتيكان .
إلا أن مجرد ترشيح ترامب يثير مخاوف من أن تتحول الجائزة إلى فضيحة أخلاقية،
خصوصًا بعدما عرقل ستة قرارات لمجلس الأمن كانت تدعو لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، المستمر منذ أكثر من 700 يوم.
وبغطاء أمريكي ، واصلت إسرائيل اعتداءاتها التي طالت طهران عاصمة إيران وعواصم عربية من بيروت الي صنعاء ودمشق ، وصولًا إلى قصف الدوحة لأول مرة.
هذه التطورات أبرزت هشاشة التحالفات الصغيرة، وأكدت أن الدول المستقلة بقرارها – مثل مصر – تبقى الاستثناء الوحيد في المنطقة، إذ لم تسمح القاهرة بوجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها.
ضرورة التحالف العربي الإسلامي
القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة عام 2025 أعادت إلى الواجهة مطلب إنشاء حلف عسكري عربي–إسلامي. السعودية وباكستان أعلنتا عن اتفاقية دفاع مشترك ، فيما استأنفت مصر وتركيا مناوراتهما البحرية بعد قطيعة استمرت 12 عامًا.
مهما كانت نتائج المعارك السياسية والعسكرية، فإن غزة ستظل أيقونة مقاومة بطولية في وجه آلة الحرب المدعومة أمريكيًا وأوروبيًا. 750 يومًا من الصمود صنعت ملحمة، بينما بقيت القاهرة شامخة تحمي الأمة كما تحمي الأهرامات أسرار التاريخ.
تحيا مصر 🇪🇬