بقلم: عزة الفشني
بعبع الثانوية العامة .. فزاعة الثانوية العامة تلك الظاهرة التي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط التعليمية والإجتماعية في مصر.. تعتبر امتحانات الثانوية العامة نقطة تحول حاسمة في حياة الطلاب مما يجعلها مصدراً للقلق والتوتر ليس فقط للطلاب بل أيضاً لأولياء الأمور والمجتمع بأسره. هذا الخوف المستشري يطلق عليه “فزاعة الثانوية العامة” فما هي أبعاد هذه الظاهرة؟ وكيف يمكن التعامل معها؟
مرحلة الثانوية العامة تعد من أهم المراحل التعليمية في مصر حيث تحدد مستقبل الطلاب وتشكل مصيرهم الأكاديمي.
إن هذه المرحلة تعتبر معركة حقيقية حيث يواجه الطلاب بعبع الثانوية العامة الذي يمثل الخوف والرهبة في وجه المستقبل
الثانوية العامة: المعركة الكبرى
هذه المرحلة تتطلب من الطلاب الصبر والاجتهاد والتفاني، إنها المرحلة التي يحتاج فيها الطلاب إلى الدعم والتشجيع من أولياء الأمور والمجتمع
فهى التي تحدد مستقبلهم.
اقرأ ايضا: البكالوريا تعيد تشكيل مستقبل طلاب الثانوية العامة؟ قراءة في تصنيف الكليات “
لكسر بعبع الثانوية العامة
– يجب علي الطلاب ومن قبلهم أولياء الأمور تغيير فكرتهم عن الثانوية العامة
– ضرورة توعيتهم أن الثانوية العامة ليست النهاية بل هي مجرد بداية
– يجب علينا دولة ومؤسسات دعم الطلاب لتحقيق النجاح والتفوق
هكذا نستطيع كسر بعبع الثانوية العامة ونقدم مستقبلًا أفضل للطلاب. والسؤال الذي لطالما يراود الكثيرين؟ وهل دخول كليات القمة هو دليل على النجاح والتوفيق في الحياة؟
إن هذا السؤال يعتبر من الأسئلة الهامة التي تطرح نفسها في المجتمع المصري.. دخول كليات القمة يعتبر هدفًا يسعى إليه العديد من الطلاب وأولياء الأمور في مصر ولكن هل يعني ذلك أن دخول كليات القمة هو دليل على النجاح والتوفيق في الحياة؟
اقرأ ايضا: في ختام معسكر طبرقة.. الأهلي يواجه البنزرتي التونسي ودياً غداً
الإجابة بمنتهى البساطة
لا .. دخول كليات القمة ليس بالضرورة دليلاً على التوفيق في الحياة ، فالنجاح والتوفيق يعتمد على عوامل عديدة وليس فقط على دخول كليات القمة ، والأهم هو أن يختار الطالب التخصص الذي يتناسب مع ميوله واهتماماته وأن يعمل جاهداً لتحقيق النجاح في حياته.
والأمثلة على ذلك كثيرة ومتنوعة
فهناك أشخاص دخلوا كليات قمة ولم يتمكنوا من النجاح والعكس تماماً هناك أشخاص دخلوا كليات ليست قمة ولكنهم نجحوا بشكل كبير في حياتهم .
فأنا على يقين تام من خلال محاكاة الحياة أن الحصول على مجموع كبير ليس أبداً مقياس للتفوق في الدراسة أو فى الحياة العملية بعد ذلك ولا تعكس مستوي الطالب الحقيقي.. وهذا المعتقد للأسف الشديد أفرز لنا اسوأ المهنيين من المهندسين والأطباء والمحاسبين وغيرهم الكثير لكن هذا لا ينفى أبداً وجود كوادر من أمهر التخصصات فى مجال الهندسة و الطب و غيرهم.
من الضروري أن نعى أن التفوق موجود فى كل المجالات وليست كلية بعينها ولا يوجد فيما يسمى بكليات قمة لكن القمة هى أن تصل فى مجالك للقمة وهذا يحدث بالفعل فى الدول المتحضرة.
ويجب أن لا ننسى أن ثورة يوليو أقامت طبقة وسطى كانت العمود الفقرى لمجتمع صحى سليم متعافى فتحت الأبواب أمام التعليم المتوسط الذى أخرج أمهر الصناع فى جميع المجالات وقد لجأ إليه الكثيرين من الذين وجدوا ضالتهم فيه وملأت المصانع بالمهره من عمال دارسين وكانوا جزءاً من الطبقة الوسطى أما الآن فمن لا يحصل على مجموع يذهب للمدارس الخاصة التى لا تعلمهم سوى الأمية حتى أن الشهادة الجامعية أصبحت من أجل التقدم للزواج فى عصر الإنفتاح.

أصبحت الشهادة الجامعية ورقة لا قيمة لها في الوقت الحالي
لقد حان الوقت للقضاء على هذه الفزاعة أو ما يسمى بأسطورة كليات القمة و كليات القاع وما ينتج عنه من ضغط على الطالب واستنزافه معنوياً.
فى رأيى المنظومة التعليمية يجب أن تتغير تغيير جذري خاصةً فيما يتعلق بكليات القمة وما تسببه من ذعر وقلق لدى الطالب إذا لم يحصل على المجموع الذى يؤهله لدخولها وهذا التغيير من شأن وزير التربية والتعليم ورئيس الوزراء … والأفضل أن يتم إلغاء نظام الثانوية العامة على أن تقوم كل كلية بعمل إختبارات للقبول والدراسة فيها أسوة بالدول الأوروبية
خلاصة القول:
يجب علي الطلبة الإتجاه نحو البرمجة أو البيزنس أو الذكاء الإصطناعي .
بعدما تحول إتجاه دول العالم إلي الصناعة والتكنولوجيا والإنتاج .
وبإنتهاء عصر ما يسمونه بكليات القمة حينها نستطيع القول أن جميع التخصصات مهمة وذات قيمة.
مقال للكاتبة
الأستاذة / عزة الفشن