الرئيسية » برعاية ولي العهد.. الرياض تحتضن النسخة الثانية من مؤتمر تنمية القدرات البشرية

برعاية ولي العهد.. الرياض تحتضن النسخة الثانية من مؤتمر تنمية القدرات البشرية

برعاية ولي العهد.. الرياض تحتضن النسخة الثانية من مؤتمر تنمية القدرات البشرية

by هاني مجدي سليم
0 comments

برعاية ولي العهد.. الرياض تحتضن النسخة الثانية من مؤتمر تنمية القدرات البشرية

في مشهد يُجسد طموحات المملكة العربية السعودية ورؤيتها الطموحة نحو بناء مستقبل أكثر إشراقاً وإنسانية، انطلقت في العاصمة الرياض أعمال النسخة الثانية من “مؤتمر تنمية القدرات البشرية”، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ورئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية — أحد البرامج الرئيسة لرؤية المملكة 2030 التي وضعت الإنسان في صدارة أولوياتها التنموية.

كتب: هاني سليم 

ويُعقد هذا الحدث الفكري والاقتصادي البارز على مدار يومين، في رحاب مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، تحت شعار ملهم “ما بعد الاستعداد للمستقبل”، شعار يعكس بوضوح رؤية المملكة الثاقبة والتزامها الاستراتيجي بالاستثمار طويل الأمد في الإنسان، باعتباره حجر الأساس في عملية بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.

استثمار في الإنسان.. حجر الأساس في رؤية 2030

لقد أدركت المملكة أن التحديات الكبرى التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين، سواء في الاقتصاد أو التقنية أو البيئة أو التعليم، تتطلب إعداد جيل جديد يمتلك مهارات غير تقليدية، يتمتع بمرونة فكرية، وقادر على التكيف السريع مع التغيرات المتسارعة. ومن هنا، جاء تنظيم هذا المؤتمر ليكون منصة عالمية تُسهم في تشكيل وعي جديد حول كيفية إعداد الإنسان ليقود مستقبل التنمية المستدامة.

المؤتمر، الذي يستقطب أكثر من 300 متحدث من قادة العالم وصنّاع السياسات والخبراء الدوليين، يعد ملتقى نوعياً يجمع بين العقول المفكرة من مختلف دول العالم، حيث يجري من خلاله طرح أكثر من 100 جلسة حوارية ونقاشية، تتناول أحدث الرؤى والأفكار والتجارب في مجالات تنمية الإنسان والتعليم والتوظيف، مع التركيز على كيفية تسخير الابتكار والتكنولوجيا لصناعة مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً للبشرية جمعاء.

تكنولوجيا التعليم.. قفزة نحو المستقبل

واحدة من أبرز محاور المؤتمر تتمثل في استكشاف كيف يمكن للتقنيات المتقدمة — مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وعلوم البيانات — أن تحدث ثورة حقيقية في أساليب التعليم التقليدي، عبر تهيئة بيئات تعلم ديناميكية تشجع على التعلم مدى الحياة، وترسخ ثقافة التطوير الذاتي المستمر، بما يمكن الأفراد من اكتساب المهارات التي تتواءم مع احتياجات سوق العمل في الحاضر والمستقبل.

وفي زمن أصبحت فيه المهن تتغير بوتيرة سريعة، وتظهر وظائف جديدة وتندثر أخرى، لم يعد يكفي امتلاك شهادة جامعية أو دبلوم مهني، بل أصبحت الحاجة ماسة إلى تعليم مرن، يُكسب الأفراد القدرة على إعادة تشكيل مهاراتهم باستمرار لمواكبة تحولات سوق العمل العالمي.

مجتمع مترابط وقيم مشتركة

لم يغفل المؤتمر الجانب الإنساني والاجتماعي من معادلة التنمية؛ إذ يسلط الضوء على أهمية ترسيخ منظومة من القيم المجتمعية الأصيلة التي تشكل نواة لبناء مجتمعات متماسكة، قادرة على التكيف مع متغيرات العالم المتسارع، وتجاوز التحديات المشتركة، سواء على المستوى المحلي أو العالمي.

إذ تؤمن المملكة بأن التنمية الحقيقية لا تقتصر على بناء بنى تحتية صلبة أو تحقيق أرقام نمو اقتصادي مرتفعة، بل تبدأ أولاً ببناء إنسان واعٍ، متسلح بالقيم، منفتح على العالم، ومؤمن بقدرته على التغيير الإيجابي.

شراكات عالمية وحلول مستدامة

المؤتمر لا يتوقف عند حدود النقاشات النظرية، بل يسعى لتفعيل الشراكات الدولية وتعزيز التعاون العابر للحدود، من خلال إتاحة منصة تفاعلية تُمكّن الأفراد والمؤسسات من ابتكار حلول حقيقية ومستدامة لقضايا تنمية الإنسان في مجتمعاتهم، سواء عبر مشروعات تعليمية، اقتصادية، بيئية، أو اجتماعية.

هذه الروح التعاونية تعكس رؤية المملكة 2030، التي ترى أن بناء المستقبل مسؤولية جماعية، تتطلب تنسيق الجهود على المستويات المحلية والعالمية، لتخطي الحواجز الجغرافية والثقافية، والتوجه معاً نحو أفق تنموي مشترك يحقق الرخاء للجميع.

امتداد لنجاح النسخة الأولى.. وخطوة نحو الغد

وتأتي هذه النسخة الثانية من المؤتمر استكمالاً لما حققته النسخة الأولى من نجاحات لافتة، حيث أثمرت عن إطلاق حوارات عالمية مفتوحة حول ضرورة تطوير نماذج جديدة في إعداد الإنسان لمواجهة تحديات العصر الحديث، بما في ذلك التحول الرقمي، العولمة، والاستدامة.

ولم يكن اختيار الشعار “ما بعد الاستعداد للمستقبل” عبثياً، بل هو دعوة للتفكير فيما هو أبعد من التحضير النظري للمستقبل، نحو الانتقال إلى الفعل، والتخطيط الواقعي، والعمل المشترك لصناعة واقع جديد، يقوده الإنسان الواعي، المتعلم، القادر على التغيير والابتكار.

مؤتمر تنمية القدرات البشرية بالرياض ليس مجرد فعالية دولية عابرة، بل هو مشهد حيّ يعكس كيف تحوّلت المملكة إلى مركز إقليمي وعالمي لحوار الفكر وصياغة السياسات التي تضع الإنسان في صدارة أولويات التنمية.

في عالم يتغير كل يوم، يبقى استثمار الدول في قدرات شعوبها هو الضمانة الحقيقية لاستدامة التنمية وازدهار الأوطان، والمملكة تؤكد عبر هذا المؤتمر أنها اختارت الإنسان ليكون عنوان المرحلة المقبلة، وصانع مستقبلها الواعد.

المزيد: نقابة الموسيقيين: توضح موقفها من إطلالة محمد رمضان في أمريكا

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00