الرئيسية » بالتفاصيل .. مصر‬⁩ تطيح بخطة ⁧‫«⁧ترامب»‬⁩ الخاصة بعملية التهجير

بالتفاصيل .. مصر‬⁩ تطيح بخطة ⁧‫«⁧ترامب»‬⁩ الخاصة بعملية التهجير

by دعاء علي
0 comments

 

بالتفاصيل .. في سياق النقاشات الإجتماعية والسياسية، تظهر دائماً إتجاهات متعارضة بين من يدعو إلى “التهجير” الولايات المتحدة ، ومن يدعو إلى “التعمير” جمهورية مصر العربية، هذه المفاهيم تعكس رؤى مختلفة حول كيفية التعامل مع التحديات التي تواجه المجتمعات، سواء كانت إقتصادية، سياسية، أو إجتماعية.

بقلم/ نبيل ابوالياسين

* دعوة “ترامب” للتهجير


إن التهجير هنا لا يعني بالضرورة النزوح الجغرافي، بل يمكن أن يشير إلى فكرة “التخلص” من المشكلات أو الأفراد أو الأفكار التي يُنظر إليها على أنها عائق أم مخطط خبيث يحاك له من عقود ويتم إستغلال الوضع الحالي بعدما تم تهيئتة من خلال القتل والابادة والتدمير، وهذا الإتجاه غالباً ما يدعو إلى، إلى إزالة العناصر التي تعتبر معيقه، سواء كانت بشرية مثل التهجير القسري أو فكرية مثل التخلص من الأفكار التقليدية، وتدمير البنى التحتية لبناء جديدة خاصة لهم وفق المخطط الخبيث، حتى لو كان ذلك يعني خسائر بشرية ومادية، وفي بعض الحالات، قد يكون الدعوة للتهجير مرتبطة بأجندات سياسية أو عرقية تهدف إلى إعادة تشكيل التركيبة السكانية.

خطة مصر للتعمير
التعمير يعكس رؤية أكثر إيجابية وبناءً، حيث يركز على إصلاح ما هو موجود بدلًا من التخلص منه، وهذا الإتجاه يدعو إلى بناء ما دمره الإحتلال الصهيوني لقطع الطريق على المخطط الصهيوأمريكي من خلال تعزيز القيم المشتركة والتعاون العربي البناء والخلاص هنا دعاة التهجير”واشنطن وتل أبيب يرون أن الحلول الجذرية تأتي من خلال التغيير القسري أو الإزالة، ودعاة التعميرمصر والدول العربية يؤمنون بأن الحلول تكمن في الإصلاح والبناء التدريجي، كلا الإتجاهين يعكسان رؤى مختلفة للتعامل مع التحديات، ويعتمد إختيار أي منهما على السياق والقيم التي يؤمن بها المجتمع.

* هل تطيح مصر بخطة ترامب بشأن غزة؟

تتسارع الأحداث في المنطقة منذ تولي” ترامب” الرئاسة ومخططه بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، جعلت قادة العالم وخاصة العرب، ينطلقون في تحركات متسارعة، ونتساءل: هنا هل تنجح مصر في حشد العرب والمسلمين وبعض الغرب ضد خطة الرئيس الأمريكي بشأن غزة؟، فقد شاهدنا وشاهد الجميع عقب اللقاء الذي جمع ملك الأردن “عبدالله الثاني” بالرئيس الأمريكي “دونالد ترامب “، والذي تلىّ التصريحات الهذلية والمتوعدة بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى “مصروالأردن”، توجهت كل الأنظار نحو مصر، التي قام رئيسها “عبد الفتاح السيسي” بكل جرأة بتأجيل زيارتةُ إلى واشنطن للقاء ترامب ، وتٌحَضِرُ “مصر” الآن خطة إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها لنسف الأحلام الترامبية بـ”ريفييرا” شرق أوسطية على فلسطينية.

التصريحات الهذلية وتراجع الهيمنة

في عالم يتسم بالتحولات السريعة والتداخل المعقد بين القوىّ السياسية والاقتصادية، تبرز ظاهرة تراجع الهيمنة كإحدى أهم السمات التي تُشكل ملامح النظام الدولي المعاصر، ولم يعد هذا التراجع مقتصراً على العوامل التقليدية كالتغيرات الجيوسياسية أو التحديات الإقتصادية، بل إمتد ليشمل عوامل أكثر دقة وتأثيراً، مثل التصريحات الهذلية والقرارات غير المدروسة التي تصدر عن القيادات السياسية الأمريكية وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، وهذه التصريحات والقرارات التي غالباً ما تكون إنعكاساً لسياسات قصيرة النظر أو لرغبة في تحقيق مكاسب آنية، تسهم في إضعاف الثقة الدولية وتقويض المكانة الإستراتيجية للولايات المتحدة التي كانت تُعتبر قوىّ عظمىّ، ومن خلال هذا المقال، سنستعرض كيف تؤثر التصريحات غير المدروسه والقرارات المتسرعة في تراجع الهيمنة الأمريكية، وكيف يمكن لهذه الممارسات أن تُسرع من تحول موازين القوى على الساحة العالمية.

* كيف تؤثر التصريحات غير المدروسه والقرارات المتسرعة في تراجع الهيمنة

تؤثر التصريحات غير المدروسة والقرارات المتسارعة بشكل كبير في تراجع هيمنة الولايات المتحدة، وهذه الممارسات الترامبية يمكن أن تقوض الثقة الدولية وتضعف التحالفات لها، وتُسرع من فقدان النفوذ الإستراتيجي، وفيما يلي بعض الآليات التي تساهم في هذا التراجع “تقويض الثقة الدولية، إضعاف التحالفات والعلاقات الدبلوماسية، تسريع ظهور قوى منافسة، تأثير سلبي على الاقتصاد، تآكل الصورة الدولية، زيادة العزلة الدولية”، وفي النهاية التصريحات غير المدروسة والقرارات المتسرعة ليست مجرد أخطاء تكتيكية، بل هي مؤشرات على ضعف الإستراتيجية وفقدان الرؤية طويلة المدىّ، وهذه الممارسات تسهم بشكل مباشر في تراجع الهيمنة من خلال تقويض الثقة، وإضعاف التحالفات، وتسريع ظهور قوى منافسة لذلك؛ فإن الحفاظ على الهيمنة يتطلب حكمة في القرارات ووعياً بتبعات التصريحات على الساحة الدولية، وهذا ما تفقده واشنطن الآن وخاصةً بعد عودة السياسة الترامبية الشعبوية.

تحذيرات أوروبية للعرب من «ترامب»

في عالم تتصارع فيه المصالح وتتنوع الرؤى، تبرز الخلافات بين الحلفاء كإحدىّ التحديات التي تعكس تعقيد العلاقات الدولية، وهذه الخلافات التي غالباً ما تنشأ بسبب نهج سياسي متباين أو إختلاف في وجهة النظر، يمكن أن تؤدي إلى توترات تهدد تماسك التحالفات وتقوض الأهداف المشتركة، سواء كانت هذه الخلافات ناتجة عن سياسات داخلية أو رؤى إستراتيجية متضاربة، فإنها تذكرنا بأن التحالفات رغم قوتها ليست محصنة ضد التصدع عندما تتفوق المصالح الفردية على الرؤية الجماعية وهذا ما نشاهده الأن بين دول أوروبا وأمريكا.

 

حيثُ؛ إتهم الرئيس الألماني” فرانك فالترشتاينماير” نظيره الأمريكي” دونال ترامب” وإدارتة الجديدة بعدم إحترام القواعد والشراكة والثقة، داعياً الدول في جميع أنحاء العالم إلى عدم إتباع هذا النهج، وأضاف؛ أن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها وجهة نظر مختلفة تماماً عن وجهة نظرنا، وهي وجهة نظر لا تضع أي إعتبار للقواعد الراسخة والشراكة والثقة المتنامية!، وحذر العرب قائلاً؛ إننا نآمل أن يكون السادة الحكام العرب متنبهين لما تقدم أثناء تعاملهم مع “ترامب” وإدارتة بشأن غزة والقضية الفلسطينية.

هل هي بداية تصدع التحالفات الأوروبية مع واشنطن؟

التاريخ يُظهر أن التحالفات رغم قوتها الظاهرة ليست بمنأى عن التصدع، فالتغيرات في المصالح وإختلاف الرؤى الإستراتيجية والسياسية وتقلب الظروف الدولية، كلها عوامل يمكن أن تؤدي إلى تشققات في أعمدة التحالفات التي بدت يوماً غير قابلة للإهتزاز، وسواء كان ذلك بسبب تغير الأولويات أو صراعات داخلية، فإن تصدع التحالفات يذكرنا بأن التعاون الدولي، رغم أهميتة يظل هشاً أمام تغير موازين القوى وتعارض الأهداف، وقد نشاهد هذا في دول أوروبا الأن، ولاسيما “فرنسا” بعدما هاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ترامب قائلاً: إن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب “«عاد منتقماً»، وعلى أوروبا أن ترد على “صدمة ترامب الكهربائية”، وأضاف؛ أنه يجب على القارة في إشارةً منه لأوروبا أن تستجمع قواها وتؤمن مستقبلها، وفق ما جاء في صحيفة فايننشال تايم، وفي مقابلة في قصر الإليزيه دافع الرئيس الفرنسي عن حاجة أوروبا إلى “تكثيف قوتها” في مجالي الدفاع والإقتصاد، ووصف نهج سياسة “ترامب” بأنها بمثابة صدمة لدفع الإتحاد الأوروبي إلى الإستثمار في دفاعه وإنعاشه الإقتصادي والتكنولوجي.

النفوذ الأمريكي يتأكل وتزايد الإنتقادات الدولية لسياسيات «ترامب»

في عالم يشهد تحولات جيوسياسية متسارعة، بدأت ملامح تآكل النفوذ الأمريكي تظهر كواقع لا يمكن تجاهله، وبعد عقود من الهيمنة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، تواجه واشنطن اليوم تحديات متنامية من قوىّ صاعدة، وتراجعاً غير مسبوق في تأثيرها الإقتصادي والسياسي، فضلًاعن؛ سياسات داخلية وخارجية أثارت تساؤلات؛ حول قدرتها على الحفاظ على موقعها القيادي، وهذا التآكل ليس حدثاً عابراً بل هو نتاج تراكمي لسياسات متضاربة وتغيرات في موازين القوى العالمية، ويتبين هذا في معارضة “الصين” بقوة مخطط التهجير القسري لسكان غزة بشكل خاص والتهديدات”الترامبية” المتواصل التي طالت أغلب دول العالم بما فيهم الصين بشكل عام، وشدّدت الصين في وقت سابق على معارضتها لما وصفته بـ”التهجير القسري” للفلسطينيين، وقال الناطق بأسم الخارجية الصينية غيو جياكون في مؤتمر صحفي دوري إن “غزة للفلسطينيين وهي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، ونعارض بشدة التهجير القسري لأهالي غزة ولن نقبل به تحت أي ظرف.

وعلى خطىّ الهجوم فقد شاهدنا هجوم ناري من كوريا الشمالية على ترامب بشأن غزة ووصفتة بـ «اللص العنيف»، ونددت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية بإقتراح الرئيس الأميركي” دونالد ترامب” السيطرة على قطاع غزة ونقل الفلسطينيين منه، وإعتبرتة “تبجح وجعجعة فارغة”، متهمة الولايات المتحدة بالإبتزاز، وجاء في تعليق نشرتة وكالة الأنباء المركزية الكورية بأن آمال الفلسطينيين الضئيلة في الأمن والسلام تتحطم بسبب الإقتراح الترامبي وذكرت “الوكالة ” بأن العالم يغلي الآن مثل قدر العصيدة بسبب إعلان “ترامب” الصاعق والمخالف لكافة القوانين والأعراف الدولية، في إشارةً منها إلى محاولة “واشنطن” الإستيلاء على أرض غزة وتحويل القطاع الذي مزقته الحرب إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”!، وأضافت: الوكالة أنه يجب على أمريكا أن تستيقظ من أحلام اليقظة التي عفا عليها الزمن وأن تتوقف فوراً عن إنتهاك كرامة وسيادة الدول والشعوب الأخرى.

الشرق الأوسط والتعامل الترامبي بحسابات خاطئة

إن التعامل مع الشرق الأوسط يتطلب فهماً عميقاً لتعقيداتة التاريخية والثقافية والسياسية أيضاً ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة منفرده غالباً ما تقع في فخ إتخاذ قرارات بناءً على حسابات خاطئة أو رؤى مبسطة، مما يؤدي إلى نتائج عكسية تزيد من حدة التوترات بدلًا من حلها، وهذه الحسابات الخاطئة سواء كانت نابعة من سوء تقدير للمصالح شخصية”إسرائيل “، أو تجاهل للخصوصيات الإقليمية، وتسهم في تفاقم الأزمات وتقوض الجهود الرامية إلى تحقيق الإستقرار في منطقة تظل مفتاحاً للتوازنات العالمية، وهذا ما نوه عنه الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان ” بأن واشنطن تجري «حسابات خاطئة» في الشرق الأوسط، وقال “أردوغان” إن إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”تسيئ التقديروتجري حسابات خاطئة في ما يتعلق بالشرق الأوسط، ورفضت تركيا خطة ” ترامب” لإخراج أكثر من مليوني فلسطيني من غزة، وسيطرة واشنطن عليه وتحويله إلى ريفييرا الشرق الأوسط ، وأضاف “أردوغان” هجوم إسرائيل على غزة وصل إلى مستوىّ الإبادة الجماعية، وأدعو إلى إتخاذ إجراءات دولية ضد حكومة تل أبيب، مضيفاً؛أن تركيا وإندونيسيا وباكستان لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه تهجير الفلسطينيين قسرياً.

وختاماً: التصريحات غير المدروسة، خاصة تلك التي تتسم بالتهور أو العدوانية، يمكن أن تُفقد الدول مصداقيتها لدى حلفائها وشركائها الدوليين، عندما تفقد دولة ما ثقة الآخرين، يصبح من الصعب عليها قيادة التحالفات أو التأثير في القرارات الدولية، والقرارات المتسرعة التي لا تأخذ في الإعتبار العواقب طويلة المدىّ قد تؤدي إلى نتائج عكسية، مما يجعل الدول الأخرى تتجنب التعاون أو الدعم خوفاً من التبعات غير المتوقعة، والهيمنة تعتمد بشكل كبير على شبكة من التحالفات القوية والعلاقات الدبلوماسية المتينة، والتصريحات التي تسيء إلى الحلفاء أو القرارات التي تتجاهل مصالحهم يمكن أن تؤدي إلى تآكل هذه التحالفات، على سبيل المثال، قرارات مفاجئة مثل الإنسحاب من إتفاقيات دولية أو مهاجمة الهيئات الأممية وعدم إحتراف القانون الدولي، أو إلغاء دعم حلفاء تاريخيين يمكن أن تخلق فراغاً إستراتيجياً تستغله قوى منافسة لتعزيز نفوذها.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00