بأيدٍ سعودية وتقنيات متقدمة…صوت الحرم يصل القلوب نشارككم الحدث على تريندات.
في إنجاز تقني هو الأكبر من نوعه على مستوى دور العبادة في العالم، أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين تدشين أحد أضخم الأنظمة الصوتية عالميًا في المسجد الحرام بمكة المكرمة. وتمتد المنظومة الجديدة لتغطي كل ركن من أركان المسجد الحرام وساحاته والتوسعات والطرقات المحيطة به، لتشكل نقلة نوعية غير مسبوقة في إيصال صوت الأذان والإمامة والخطب للمصلين والزوار بجودة نقية ووضوح فائق.
كتب: هاني سليم
انجاز غير مسبوق بأيدٍ وطنية
تم تنفيذ هذا المشروع العملاق بمشاركة 120 مهندسًا وفنيًا سعوديين متخصصين في هندسة الصوت، والإلكترونيات، والتقنيات الرقمية، يعملون بشكل يومي على متابعة جودة الأداء الصوتي وضبطه بدقة عالية بما يتناسب مع الظروف الصوتية المتغيرة داخل المسجد الحرام.
وتعكس هذه الجهود التزام الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين برفع مستوى الخدمات في المسجد الحرام باستخدام أحدث الحلول التقنية، بما يعزز من التجربة الروحية والوجدانية للمصلين والزوار من مختلف أنحاء العالم.
21 نظامًا صوتيًا مستقلاً
من أبرز ما يميز هذه المنظومة الصوتية العملاقة هو وجود 21 نظامًا صوتيًا مستقلاً، وهو ما يتيح تحكمًا مرنًا وشاملًا في توزيع الصوت على مختلف أجزاء الحرم، بحيث يمكن تخصيص كل نظام لمنطقة معينة مثل صحن المطاف، المسعى، الساحات الخارجية، أو التوسعات، دون التأثير على باقي أجزاء المسجد. هذا التوزيع يضمن نقل الصوت بدقة دون صدى أو تأخير، ويوفر استجابة فورية في حال حدوث أي خلل أو حاجة للتعديل.
أكثر من 8 آلاف سماعة لتغطية 650 ألف متر مربع
وتشمل المنظومة 8,000 سماعة عالية الجودة منتشرة داخل المسجد الحرام وساحاته الخارجية، بما في ذلك التوسعة السعودية الثالثة، بالإضافة إلى الطرق المحيطة بالمسجد. وتم تصميم توزيع السماعات بعناية هندسية تراعي طبيعة العمارة الإسلامية والضوضاء المحيطة، بحيث يصل الصوت بوضوح إلى كل مصلٍ دون تداخل أو تشويش.
وتغطي هذه الشبكة الصوتية مساحة ضخمة تصل إلى 650,000 متر مربع، وهو ما يجعلها واحدة من أكبر التغطيات الصوتية في العالم لموقع ديني، ويضعها في مصاف المشاريع التقنية الرائدة عالميًا.
ميكروفونات متطورة وكاميرات ذكية لمتابعة الإمام
النظام مزود أيضًا بأكثر من 100 ميكروفون موزعة بعناية لالتقاط أصوات المؤذنين والأئمة والخطباء، وتعمل هذه الميكروفونات بتقنيات متقدمة تشمل حساسات صوت دقيقة تُعرف بقدرتها على التقاط الصوت بشكل طبيعي ومتوازن، حتى في الأوقات التي تشهد ازدحامًا كبيرًا.
كما يرتبط النظام الصوتي بشبكة من الكاميرات الذكية الموجهة لمتابعة حركة الإمام أثناء الصلاة، وهو ما يتيح تنسيقًا دقيقًا بين الصوت والصورة، خصوصًا عند نقل الصلاة عبر التلفزيون أو البث المباشر على المنصات الرقمية.
بأيدٍ سعودية وتقنيات متقدمة…صوت الحرم يصل القلوب
غرف تحكم مركزية ونظام احتياطي دائم
ولضمان الأداء المستقر دون أي انقطاع، تم إنشاء 6 غرف تحكم مركزية موزعة في أنحاء المسجد الحرام وساحاته، تدير العمليات الصوتية بدقة عالية وتعمل على مدار الساعة. وتتكامل هذه الغرف مع نظام احتياطي تلقائي يُفعّل بشكل فوري في حال حدوث أي خلل في الصوت، مما يضمن عدم انقطاع الأذان أو الخطبة أو التلاوة في أي لحظة.
اندماج مع أنظمة البث الإعلامي
وتتصل المنظومة أيضًا بأنظمة البث المباشر التابعة للتلفزيونات والمحطات الإعلامية المحلية والدولية، ما يتيح نقلًا فوريًا عالي الجودة للصلاة من المسجد الحرام إلى ملايين المشاهدين حول العالم. ويأتي ذلك تماشيًا مع أهمية المسجد الحرام كأهم مركز روحي للمسلمين ومقصد عبادي يربط المسلمين أينما كانوا.
تجربة سمعية تتماشى مع روحانية المكان
يتجاوز هذا المشروع كونه مجرد تطوير تقني؛ بل يُعد امتدادًا لروحانية المكان ومكانته الدينية، حيث يسهم في إيصال صوت الأذان وتلاوة القرآن والخطب إلى المصلين بشكلٍ يلامس القلوب ويعزز الخشوع، عبر تقنية تضيف نقاءً واستقرارًا في الصوت داخل أجواء مهيبة لا مثيل لها.
دعم لرؤية السعودية 2030
تأتي هذه الخطوة كجزء من أهداف رؤية المملكة 2030، التي تسعى للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة في الحرمين الشريفين وتحقيق جودة حياة عالية للزوار والحجاج والمعتمرين، من خلال تسخير التكنولوجيا المتقدمة في إدارة وتطوير الحرمين.
