يمثل هذا المعرض تحليلا شاملا للمشاركة الاستراتيجية للهيئة العامة للرعاية الصحية في النسخة الافتتاحية من المعرض العربي للاستدامة. وقد أظهرت الهيئة دورا استباقيا في عرض التجربة المصرية الرائدة في تطبيق منظومة التغطية الصحية الشاملة، مؤكدة التزامها بتعزيز أنظمة رعاية صحية مستدامة ومرنة ومبتكرة في جميع أنحاء المنطقة العربية تابع التفاصيل على تريندات.
كتب باهر رجب
تضمنت الإنجازات الرئيسية لمشاركة الهيئة الرسائل المؤثرة التي نقلها الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة، والمشاركة القوية خلال الجلسة رفيعة المستوى حول إدارة الرعاية الصحية المستدامة،
والاهتمام العام الكبير والثقة التي حظي بها جناح الهيئة. كما أسهمت هذه المشاركة في تعزيز التعاون الإقليمي، ونقل المعرفة، وجذب الاستثمارات.
وتنظر الهيئة العامة للرعاية الصحية إلى المستقبل برؤية واضحة لمواصلة ريادتها في تطوير الصحة المستدامة، مؤكدة دورها في بناء مشهد رعاية صحية أكثر قوة و إنصافا واستجابة،
بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة العالمية والإقليمية.
تمهيد الطريق للرعاية الصحية المستدامة في العالم العربي
تكتسب مشاركة الهيئة العامة للرعاية الصحية في النسخة الأولى من المعرض العربي للاستدامة أهمية استراتيجية بالغة،
حيث أقيم هذا الحدث تحت رعاية جامعة الدول العربية، ونظمه تحالف شركاء جامعة الدول العربية للاستدامة،
الذي يعد أكبر تحالف عربي في مجال الاستدامة ويضم نخبة من المؤسسات والقيادات الحكومية والخاصة.
يؤكد هذا السياق المكانة التأسيسية و الرفيعة لمستوى المعرض على الصعيد الإقليمي،
ويضع مشاركة الهيئة ضمن أجندة تنمية عربية أوسع ومتعددة القطاعات.
إن هذا الإطار يسلط الضوء فورا على الوزن الاستراتيجي لمشاركة الهيئة، مشيرا إلى أنها لم تكن مجرد حضور، بل كانت انخراطا مدروسا في منتدى إقليمي محوري للاستدامة.
مميزات مشاركه الهيئة الصحية
تميزت مشاركة الهيئة العامة للرعاية الصحية بكونها نشطة ومتعددة الأوجه، حيث تضمنت جناحا خاصا عرضت فيه نماذج من تجاربها الناجحة،
بالاضافه إلى جانب مشاركتها الطبية في تقديم الفحوصات السريعة للزوار.
يوضح هذا النهج المزدوج التزام الهيئة بالقيادة في السياسات الاستراتيجية وتقديم الخدمات الصحية العامة العملية،
مما يبرز قدراتها التشغيلية. إن الجمع بين العرض الاستراتيجي والخدمة العامة المباشرة يمثل نهجا شاملا،
ويعزز مصداقية الهيئة ككيان قادر على تصور وتنفيذ مبادرات الصحة المستدامة.
النسخه الاولى
إن مكانة المعرض “النسخة الأولى” ورعايته من قبل “جامعة الدول العربية“، تشير إلى أهميته التأسيسية في تشكيل أجندة الاستدامة الإقليمية.
بالاضافه الى ذلك فإن مشاركة الهيئة “الفعالة” و”رعايتها الطبية” في هذا الحدث الافتتاحي رفيع المستوى لم تكن مصادفة.
علاوة على ذلك فإن هذا الانخراط الاستباقي و البارز، خاصة في منصة إقليمية ناشئة ولكنها ذات أهمية استراتيجية بالغة،
يشير إلى استراتيجية مدروسة وبعيدة النظر من قبل الهيئة لتأسيس وتوطيد نفوذها وخبرتها في مجال الرعاية الصحية عبر العالم العربي منذ البداية.
هذا يضع الهيئة كعامل تمكين وقائد فكري رئيسي، بدلا من مجرد مشارك.
مشاركه الهيئة لتحقيق أهدافها
كما ربط المعرض بوضوح مشاركة الهيئة بالسياق الأوسع لتحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة،
لا سيما ضمن إطار منظومة التأمين الصحي الشامل في مصر.
علاوة على ذلك يوضح هذا الارتباط رؤية استراتيجية متماسكة، تربط الأنشطة المحددة، للهيئة بأهداف، السياسة، الصحية، الوطنية، والدولية، الشاملة، مما يعزز التزامها بالأجندات الصحية العالمية.
البصمة الاستراتيجية للهيئة العامة للرعاية الصحية:
عرض الابتكار والمرونة
أظهرت الهيئة العامة للرعاية الصحية حضورا قويا ومتعدد الأوجه في المعرض، تمثل في جناح خاص صمم لعرض
“نماذج من تجاربها الناجحة في مجال الاستدامة الصحية“.
وقد قدم هذا الجناح تجسيدا ملموسا للتقدم الذي أحرزته مصر في تطوير أنظمة رعاية صحية مرنة ومستدامة. وإلى جانب العروض التوضيحية، شاركت الهيئة بفاعلية في تقديم
“الفحوصات السريعة لزوار المعرض“.
هذا التقديم العملي للخدمات الصحية المباشرة للجمهور يؤكد التزام الهيئة بتقديم منافع صحية فورية إلى جانب مناقشتها للسياسات الاستراتيجية.
إن هذا المزيج من العرض الاستراتيجي والخدمة العامة المباشرة يسلط الضوء على النهج الشامل للهيئة،
الذي يجمع بين القيادة والقدرات التنفيذية العملية في قطاع الرعاية الصحية.
وقد أبرز الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية، عددا من الرسائل المحورية التي رسمت ملامح استراتيجية الهيئة وتطلعاتها المستقبلية:
التعاون الدولي وتبادل الخبرات:
أكد الدكتور السبكي على “الأهمية الكبيرة” التي توليها الهيئة “للتعاون الدولي وتبادل الخبرات”.
وشدد على ضرورة “استكشاف سبل الشراكة على المستويين الإقليمي والدولي”
بهدف صريح هو “بناء نظام صحي مرن و مستدام قادر على التكيف مع تطورات العصر والاستجابة الفاعلة لاحتياجات المواطنين”.
التصريحات
علاوة على ذلك توضح هذه التصريحات بوضوح استراتيجية الهيئة المنفتحة على الخارج، إدراكا منها بأن النجاح المحلي يمكن تعزيزه بشكل كبير، وأن التحديات المعقدة يمكن التخفيف من حدتها من خلال الجهود التعاونية الدولية.
هذا يضع الهيئة كداعم استباقي للدبلوماسية الصحية العالمية والتعلم المشترك.
إن تركيز الدكتور السبكي القوي على “التعاون الدولي” و”تبادل الخبرات” من أجل “نظام صحي مرن و مستدام” يتجاوز مجرد التحسين التعاوني.
ففي المشهد العالمي الحالي، خاصة في حقبة ما بعد الجائحة، تعد أنظمة الصحة القوية والقابلة للتكيف مكونات حاسمة بشكل متزايد للأمن القومي والإقليمي.
من خلال السعي الحثيث للشراكات ونقل المعرفة، لا تركز الهيئة فقط على تعزيز النتائج الصحية المحلية،
بل تساهم استراتيجيا في الأمن الصحي الإقليمي والمرونة الجماعية. يشير هذا الموقف الاستباقي إلى بصيرة استراتيجية عميقة في بناء دفاع تعاوني ضد الأزمات الصحية المستقبلية التي تتجاوز حتماً الحدود الوطنية.
عرض قصص النجاح في الاستدامة والابتكار الصحي:
أشار الدكتور السبكي إلى هدف الهيئة في “عرض قصص نجاحاتها في تعزيز الاستدامة والابتكار الصحي”.
وأكد أن الهيئة “تمضي بخطى واثقة نحو تحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة، ضمن إطار منظومة التأمين الصحي الشامل”.
هذا يضع الهيئة كنموذج رائد للدول العربية الأخرى،
لا سيما فيما يتعلق بتجربتها في التأمين الصحي الشامل، وهو مسعى معقد وطموح.
كما يؤكد قيادة الهيئة في التنفيذ العملي لسياسات وإصلاحات الصحة المستدامة.
الخطط المستقبلية لنظام صحي أكثر مرونة:
كما تضمنت تصريحات رئيس الهيئة عرضا لـ “خطط الهيئة المستقبلية لبناء نظام صحي أكثر مرونة”. يوضح هذا نهجا تطلعي و قابلا للتكيف،
يقر بالطبيعة الديناميكية، لتحديات الرعاية الصحية والحاجة المستمرة، للابتكار والتكيف، والتحسين لضمان استقرار النظام، و استجابته على المدى الطويل.
المعرض كمنصة للريادة والاستثمار والشراكات:
صاغ الدكتور السبكي بوضوح مشاركة الهيئة كـ
“خطوة مهمة نحو تعزيز ريادتها في مجال الرعاية الصحية المستدامة“.
وأشار أيضا إلى مساهمتها في
“تسليط الضوء على جهودها في التحول الأخضر”، فضلا عن دورها في “تسهيل جذب الاستثمارات الذكية والشراكات الاستراتيجية،
وفتح آفاق تعاون جديدة على المستويين الإقليمي والدولي”.
الاهداف
يكشف هذا عن الأهداف الاستراتيجية متعددة الأوجه التي تكمن وراء حضور الهيئة: ليس فقط للعرض، بل للاستفادة بفاعلية من المنصة للتأثير على السياسات، وتطوير الأعمال، وتعبئة الموارد الضرورية لنمو القطاع.
إن الأهداف المعلنة المتمثلة في “تعزيز الريادة”، و”جذب الاستثمارات الذكية”، و”فتح آفاق تعاون جديدة” تكشف عن استراتيجية متطورة تتجاوز مجرد العلاقات العامة أو تبادل المعلومات.
التجربة
من خلال عرض “تجربتها الرائدة في التغطية الصحية الشاملة” و”قصص نجاحاتها في تعزيز الاستدامة الصحية” بشكل بارز، تستخدم الهيئة بفاعلية القوة الناعمة.
تتيح هذه الاستراتيجية لمصر، من خلال الهيئة، أن تضع نفسها كمركز إقليمي للابتكار والاستثمار في الرعاية الصحية.
لا يهدف هذا فقط إلى جذب رأس المال والخبرات إلى القطاع الصحي المصري، بل يسهل أيضاً “تصدير” نموذجها الناجح في التأمين الصحي الشامل وأفضل ممارساتها إلى الدول العربية الأخرى.
هذا الترابط بين الدبلوماسية الصحية والتنمية الاقتصادية يخلق نظاما بيئيا متبادل المنفعة يعزز مكانة مصر الإقليمية، ويسرع نمو قطاعها الصحي،
وربما يفتح أسواقا جديدة للخدمات والتقنيات الصحية المصرية.
قيادة الحوار: رؤى من الجلسة رفيعة المستوى حول إدارة الرعاية الصحية المستدامة
شهد المعرض العربي للاستدامة تنظيم جلسة نقاشية رفيعة المستوى بعنوان “إدارة الرعاية الصحية المستدامة: استراتيجيات من أجل مستقبل مرن”. وقد ترأست هذه الجلسة الدكتورة نعمة سعيد عبد، ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر.
يضفي هذا الانخراط المباشر من قبل منظمة الصحة العالمية مصداقية دولية كبيرة على المناقشات ويؤكد الأهمية العالمية لموضوع الرعاية الصحية المستدامة.
إن وجود منظمة الصحة العالمية يشير إلى أن المناقشات تتماشى مع أفضل الممارسات الدولية و الأجندات الصحية العالمية،
مما يرفع من أهمية الجلسة إلى ما هو أبعد من السياق الإقليمي أو الوطني البحت، ويضع الهيئة العامة للرعاية الصحية كمشارك فاعل في الخطاب الصحي العالمي.
تميزت الجلسة بمشاركة رفيعة المستوى من قيادات الهيئة وخبراء في الرعاية الصحية،
مما يعكس التزاما بنهج شامل ومتعدد الأطراف في معالجة تحديات الرعاية الصحية المستدامة. وقد شملت قائمة المتحدثين نخبة من الخبراء من مختلف القطاعات:
قيادات الهيئة العامة للرعاية الصحية:
الدكتور أحمد حماد (مستشار رئيس الهيئة للسياسات والنظم الصحية ومدير عام الإدارة العامة للمكتب الفني لرئيس الهيئة)، الدكتورة سالي عبدالرؤوف (مساعد المدير التنفيذي لشئون تهيئة المنشأت ومدير عام الإدارة العامة لشئون الأفرع بالهيئة)، والدكتورة نرمين عاشور (مدير وحدة الاستدامة والتحول الأخضر بالهيئة).
يبرز حضورهم الخبرة الداخلية للهيئة وتوجهها الاستراتيجي.
القطاع الخاص المصري:
الدكتور حاتم الملا (المدير التنفيذي لمستشفى الناس)، والدكتور محمد عمارة (الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات بهية). يشير إدراج قادة من المستشفيات الخاصة البارزة إلى التزام الهيئة بالحوار والتعاون بين القطاعين العام والخاص في تقديم الرعاية الصحية.
صناعة الأدوية العالمية:
الدكتور هشام شفيق (مدير الشئون الحكومية و الاستدامة بشركة أسترازينيكا). تؤكد هذه المشاركة الدور الحيوي لشركات الأدوية العالمية في الابتكار وسلاسل الإمداد ومبادرات الاستدامة ضمن النظم البيئية للرعاية الصحية.
المنظمات الدولية غير الربحية/التنموية:
الدكتورة رانيا السيد (المدير الإقليمي لمنظمة باثفايندر في مصر والشرق الأوسط). يقدم هذا المنظور الحيوي حول برامج الصحة العامة، والمشاركة المجتمعية، وتحديات التنمية داخل قطاع الرعاية الصحية.
مديرو الجلسة:
الدكتورة أسماء سلمان (مدير عام الإدارة العامة للتسويق وتنمية الأعمال والمشرف على ملف السياحة العلاجية بالهيئة)، والدكتورة نرمين عاشور (مدير وحدة الاستدامة والتحول الأخضر بالهيئة).
وقد ضمنت أدوارهما تركيز المناقشات على الأولويات الاستراتيجية للهيئة.
التنوع
إن التكوين المتنوع للجنة، الذي يشمل قيادات الهيئة، ومجموعات المستشفيات الخاصة الكبرى، وشركة أدوية عالمية عملاقة (أسترازينيكا)، ومنظمة تنمية دولية بارزة (باثفايندر إنترناشيونال)،
هو مؤشر قوي على إدراك الهيئة الاستراتيجي بأن “إدارة الرعاية الصحية المستدامة” أكثر تعقيدا من أن تعالج بالجهود الحكومية وحدها.
يشير الإدراج المتعمد لأصحاب المصلحة المتنوعين هؤلاء إلى التحول نحو نهج النظام البيئي الشامل.
الإدراك
وهذا يعني أن الهيئة تدرك أن المرونة الحقيقية للنظام الصحي تتطلب جهودا متكاملة و تعاونية عبر سلسلة القيمة الصحية بأكملها.
ويشمل ذلك السياسات وتوفير الخدمات العامة، وابتكار القطاع الخاص، والبحث الدوائي والإمداد، والتدخلات الصحية العامة على مستوى المجتمع.
هذا الانخراط متعدد القطاعات هو مؤشر حاسم على استراتيجية صحية ناضجة، تطلعية، وعملية تهدف إلى بناء مرونة شاملة.
بينما لا تفصل البيانات المتاحة نقاط المناقشة المحددة، فإن عنوان الجلسة،
التحديات
“إدارة الرعاية الصحية المستدامة: استراتيجيات من أجل مستقبل مرن”
يشير بقوة إلى التركيز على التحديات المعاصرة الحرجة في الرعاية الصحية. ومن المرجح أن تكون هذه التحديات قد شملت الاستدامة المالية وتخصيص الموارد بكفاءة في الأنظمة الصحية، و الاستدامة البيئية داخل الرعاية الصحية مثل.
( مبادرات المستشفيات الخضراء، وإدارة النفايات، والمرونة المناخية)، ودور التحول الرقمي والابتكار التكنولوجي في تعزيز كفاءة الرعاية الصحية وإمكانية الوصول إليها،
الاستراتيجيات
واستراتيجيات تطوير القوى العاملة في الرعاية الصحية والاحتفاظ بها وبناء القدرات، والاستعداد للأزمات وآليات الاستجابة، وبناء مرونة النظام ضد الصدمات المستقبلية (مثل الأوبئة والكوارث الطبيعية)،
وضمان العدالة والوصول الشامل ضمن إطار التأمين الصحي الشامل.
إن معالجة هذه الموضوعات تضع الهيئة في طليعة الجهات التي تتصدى لأكثر القضايا إلحاحا التي تواجه الرعاية الصحية الحديثة،
مما يدل على التزامها بحل المشكلات الاستباقي والبصيرة الاستراتيجية.
التأثير والمسار المستقبلي:
تعزيز النمو وتوسيع النطاق
شهد جناح الهيئة العامة للرعاية الصحية في المعرض العربي للاستدامة “إقبالاً واسعاً من الزوار والمهتمين”. يشير هذا المستوى العالي من المشاركة إلى فضول كبير من قبل الجمهور والمهنيين على حد سواء. وقد أظهر اهتمام خاص بـ
“تجربة الهيئة الرائدة في تطبيق منظومة التغطية الصحية الشاملة“،
مما يعكس الرغبة في فهم النموذج المصري للتأمين الصحي الشامل. بالإضافة إلى ذلك، استفاد الزوار بفاعلية من “الفحوصات الطبية السريعة” التي قدمها فريق الرعاية الصحية التابع للهيئة،
مما يدل على تقديم خدمة صحية عامة ملموسة. يعكس هذا الاستقبال الإيجابي “الثقة المتزايدة في قدرات الهيئة وإمكاناتها التقنية والبشرية”.
إن الإقبال الواسع والذكر الصريح لـ “الثقة المتزايدة” في جناح الهيئة العامة للرعاية الصحية يمثل أكثر من مجرد نجاحات عرضية؛ إنها تمثل تأكيدا جماهيريا كبيرا لـ
“التجربة الرائدة في تطبيق منظومة التغطية الصحية الشاملة“.
يمكن أن يكون هذا الدعم الجماهيري الملموس بمثابة حافز قوي لتشجيع الدول العربية الأخرى، أو حتى الهيئات الدولية، على النظر بجدية في تبني أو تطبيق نماذج تغطية صحية شاملة مماثلة.
إنه يوفر دليلا مقنعا و واقعيا على التنفيذ الناجح والاستقبال الجماهيري الإيجابي، مما يمكن أن يقلل بشكل كبير من المخاطر المتصورة
ويعزز مكانة الهيئة كجهة مصدرة للمعرفة ذات مصداقية وفعالية في مجال التأمين الصحي الشامل.
وقد أوضح الدكتور السبكي صراحة أن مشاركة الهيئة في المعرض تعمل كالية لـ “تسهيل جذب الاستثمارات الذكية والشراكات الاستراتيجية“.
كما تم تحديد المعرض كمنصة لـ
“فتح افاق تعاون جديدة على المستويين الإقليمي والدولي“.
البعد الاقتصادي
يسلط هذا الضوء على البعد الاقتصادي الحاسم في استراتيجية الهيئة.
من خلال عرض إنجازاتها ورؤيتها المستقبلية، تهدف الهيئة إلى الاستفادة من نجاحاتها لتأمين الموارد المالية اللازمة، ونقل التكنولوجيا، والخبرات التعاونية المطلوبة للتنمية المستدامة وتوسيع قطاع الرعاية الصحية في مصر.
هذا يضع الهيئة كممر للنمو الاقتصادي ضمن المجال الصحي.
يهدف “تحالف شركاء جامعة الدول العربية للاستدامة“،
وهو الجهة المنظمة، صراحة إلى
“تطوير السياسات المشتركة، ودعم الشراكات الفاعلة، وتسريع التحول نحو تنمية عربية خضراء وشاملة ومستدامة”.
وفي هذا السياق، تعد مشاركة الهيئة العامة للرعاية الصحية “فرصة متميزة لنقل الخبرات المصرية وتوسيع نطاق تأثير التجربة الرائدة في التغطية الصحية الشاملة”.
هذا يضع الهيئة كلاعب رئيسي في تنسيق السياسات الإقليمية، ونشر المعرفة، وبناء القدرات، لا سيما في المجالات الحيوية للتأمين الصحي الشامل والممارسات الصحية الخضراء.
كما يؤكد دور مصر القيادي في دفع عجلة التنمية المستدامة عبر المنطقة العربية.
حيث إن البيان الصريح بأن مشاركة الهيئة هي “فرصة متميزة لنقل الخبرات المصرية وتوسيع نطاق تأثير التجربة الرائدة في التغطية الصحية الشاملة”،
والذي يقع ضمن إطار “تحالف شركاء جامعة الدول العربية للاستدامة”، يشير إلى استراتيجية مدروسة و طموحة لتصدير النموذج المصري للتأمين الصحي الشامل.
يتجاوز هذا مجرد تبادل الدروس المستفادة؛ إنه يتعلق بالتأثير الفعال على السياسات الصحية الإقليمية، وتطوير البنية التحتية، وربما حتى نماذج تقديم الخدمات الصحية. من خلال إظهار إصلاح صحي ناجح وواسع النطاق، تضع الهيئة مصر كقائد إقليمي قادر على توجيه ومساعدة الدول العربية الأخرى نحو تحقيق أهدافها الصحية المستدامة.
علاوة على ذلك يمكن أن تفتح هذه المساهمة في المرونة الصحية العربية الجماعية أيضا أسواقا جديدة للخدمات والتقنيات والخبرات الصحية المصرية، مما يخلق اقتصادا صحيا إقليميا.
الخلاصة: التزام الهيئة العامة للرعاية الصحية الدائم بمستقبل صحي ومستدام
تؤكد مشاركة الهيئة العامة للرعاية الصحية في النسخة الافتتاحية من المعرض العربي للاستدامة نجاحا استراتيجيا وتأثيرا ملموسا.
وقد رسخت هذه المشاركة دور الهيئة كجهة رائدة في مجال الصحة المستدامة و محفزا محوريا للتعاون الإقليمي في الرعاية الصحية.
لقد أثبت حضور الهيئة تأثيرا إيجابيا متعدد الأوجه:
عرض فعال للابتكار، تعزيز حوار حاسم متعدد الأطراف، جذب استثمارات حيوية، بناء ثقة الجمهور والمهنيين، والمساهمة في نقل المعرفة على المستوى الإقليمي.
تؤكد الهيئة العامة للرعاية الصحية التزامها الراسخ
بتحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة ومهمتها المستمرة في بناء نظام صحي مرن و مستدام قادر على الاستجابة للاحتياجات والتحديات المتغيرة.
وستواصل الهيئة سعيها الدؤوب نحو التعاون الدولي وتبادل الخبرات كركيزة أساسية ودائمة لمساعيها الاستراتيجية المستقبلية.
وتتمثل رؤية الهيئة الشاملة في المساهمة بشكل كبير في بناء مشهد رعاية صحية أكثر مرونة و إنصافا واستدامة، ليس فقط لمواطني مصر، بل للمنطقة العربية بأسرها، مما يعزز مكانتها
كقائد فكري ومنفذ للسياسات الصحية على المستوى الإقليمي.