العلاقة الزوجية مبنية على التفاهم والمحبة والمودة والرحمة، وتنمو وتزداد بالحب والألفة وتقديم التنازلات من كل طرف للاستمرار في الانسجام أما إذا ظهرت المشاكل وأصبح العيش المشترك مستحيلاً، فإن الإسلام يقدم لهم الحل، ولا يجبرهم على الحفاظ على الحالة الزوجية.
وفي هذه الحالة فإن الطلاق ليس سيئاً كما يظن البعض، لكن من السيئات أن المرأة المطلقة في مجتمعاتنا تسمى “امرأة فاشلة” لأنها كلمة غير عادلة للمرأة العربية ، وفيها إهانة كبيرة لمشاعر المرأة التي ربما مرت بتجارب صعبة للغاية مع رجال ليس لديهم أخلاق الرجولة أو الدين، مما اضطرها إلى طلب الطلاق ،ولذلك فإن كثيراً من هذه الأسماء الغريبة والعادات الجاهلية منتشرة في مجتمعاتنا، والتي نهى عنها الإسلام وحاربها.
هناك العديد من المشاكل النفسية التي تواجه المرأة بعد الطلاق، مثل انعدام الثقة بالنفس ، نظرة قاسية من المجتمع وكأنها امرأه ينقصها شيء لإنها الآن تحمل لقب “مطلقة”، ولكنها لم يكن ينصها شيئاً أو امرأه فاشلة كما يوصفها البعض ربما تكون نجحت في التخلص من رجل فاشل، وهناك العديد من القضايا الحاسمة المحيطة بأسباب الطلاق وعدد من الاسئلة الجرحه التي تجد نفسها محاطة بها.
أيضا:تعزيز الثقة بالنفس والتعامل مع التحديات التي قد تواجهها.
وعلى الرغم من تطور الحياة وانفتاح الثقافات على العالم والمساواة التي تحققت بين الرجل والمرأة، إلا أن المرأة المطلقة لا تزال تواجه العديد من المشاكل بسبب نظرة المجتمع لها بنظرة قاسية قاتلة تجعلها أسيرة لماذا ينظر لها المجتمع بهذة الطريقة ولماذا يعاقبها على شيئاً لم ترتكبه ويحكم عليها ظلماً وكأنها ارتكبت جريمة أو فاحشة رغم الظروف القاسية التي تعرضت لها وأدت إلي طلاقها.
بعد أن هدأت الصدمات التي تعرضت لها المرأة بعد الطلاق من المجتمع إلا أن بعض الصدمات الأخرى تعاود الدخول وتتجدد، وهذا بالإضافة إلى توفر الكثير من الوقت الذي يمكن للمرأة أن تخصصه لنفسها بعد الطلاق، كفرصة لها للبدء في إعادة تأسيس نفسها من جديد ومساعدة نفسها للوصول إلى ٳقتناعها بأنها ليست النهاية، بل بداية جديدة.
وقد تواجه المرٲة العديد من الٲثار النفسية والجسدية بعد الطلاق مثل الٲكئتاب ،والٲمراض القلبية ، وتشير الدراسات ٲن المطلقين ٲكثر عرضة للٳصابة بٲمراض القلب والٲوعية الدموية.
المزيد:الأم .. نهر حنان متدفق يعطى بلا حدود ولاينتظر مقابل
لا أحد ينظر إلى الرجل بنظرة سيئة، لماذا، ولا أحد يلقي اللوم على الرجل دائماً يلقون اللوم على النساء فقط ، رغم أن هناك رجالاً هم المخطئون وهم المعتدون في العلاقة الزوجية، وبسبب تصرفاتهم تدهورت العلاقة ووصلت إلى الطلاق ، وللأسف فإن هذا المجتمع يعاني من هذا المرض المنتشر بشكل كبير فدائماً نسمع الحديث عن المرأة أنها فاشلة في زواجها ونلقي اللوم عليها، بينما لا نلوم الرجل سيء الخلق والسكير وقليل الدين والخائن على طلاقه لمجرد أنه رجل .
ورغم نظرة المجتمع السيئة للمرأة المطلقة ورغم معاناتها وظروفها النفسية بشكل عام، إلا أنه لا أحد يذكر أن بعض المطلقات يتفرغن لتربية أطفالهن،ولا أحد يذكر حجم المعاناة الرهيبة التي تعرضن لها من أجل توفير العيش الكريم لها ولي اولادها ، لٳن هناك بعد الٲباء حين يطلقون ،يطلقون الأبناء اولاً قبل الزوجه.
وفي مجتمعاتنا يقع عبء الطلاق كله على عاتق المطلقة وحدها، وكأن الزوج معفى تماماً من هذه المسؤولية وعلى الرغم من التحديات والصعوبات التي تواجهها المرأة المطلقة، إلا أن الطلاق ليس النهاية، بل قد يكون بداية جديدة لحياة أفضل لها.
يجب تغير نظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة، لم يعش أحد منا تجربتها أو معاناتها أو الموقف الذي دفعها إلى الطلاق.
1 comment