كتبت: وفاء عبدالسلام
قد يبدو المشي للخلف تصرفًا غريبًا أو غير معتاد، لكنه في الحقيقة يُعد من أكثر التمارين فاعلية للحفاظ على صحة الجسم والعقل. فوفقًا لعدد من الدراسات العلمية الحديثة، فإن هذا النوع من المشي لا يساعد فقط على تقوية المفاصل وتحسين اللياقة البدنية، بل يسهم أيضًا في تعزيز صحة الدماغ وإطالة العمر الافتراضي.
تشير الأبحاث إلى أن تغيير اتجاه الحركة من الأمام إلى الخلف ينشّط عضلات الجسم بطرق مختلفة تمامًا عن المشي التقليدي، مما يمنح المفاصل والعضلات تمرينًا أكثر توازنًا وأقل ضغطًا. وقد وصفت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية هذه الطريقة بأنها من أبسط وأكثر الوسائل فعالية لتحسين الحركة وتقليل الألم لدى مختلف الأعمار.
فوائد مذهلة للمفاصل والعمود الفقري وتحسين الحركة
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة «جراحة وأبحاث العظام» أن المشي للخلف يمكن أن يكون وسيلة علاجية فعّالة للأشخاص المصابين بالفصال العظمي في الركبة، وهي حالة تسبب آلامًا مزمنة وتيبسًا في المفاصل. فقد لاحظ المشاركون الذين مارسوا المشي للخلف عدة مرات أسبوعيًا لمدة ستة أسابيع تحسنًا واضحًا في وظيفة الركبة وانخفاضًا في مستوى الألم مقارنةً بمن استمروا على المشي للأمام فقط.
ويرجع ذلك إلى أن الخطوات القصيرة والهبوط اللطيف أثناء المشي للخلف يقللان من الضغط الواقع على المفاصل، مما يحميها من التآكل ويُحسن مرونتها بمرور الوقت.
كما أظهرت دراسة أخرى نُشرت في مجلة «بلوس وان» أن المشي للخلف ساعد في تخفيف آلام أسفل الظهر المزمنة، إذ يعمل على تحسين حركة الحوض واستقرار العمود الفقري، وهو ما يخفف الضغط عن الفقرات ويقلل من حدة الألم المستمر.

تمرين ذهني متكامل يعزز التوازن ويحرق المزيد من السعرات
إلى جانب فوائده الجسدية، يُعد المشي للخلف تمرينًا ممتازًا للدماغ. فبحسب موقع «كليفلاند كلينك»، يعزز هذا التمرين من التركيز والوعي المكاني، ويقوي العلاقة بين الدماغ والعضلات، مما يُساعد على تحسين التوازن وسرعة رد الفعل.
كما يحرق المشي للخلف سعرات حرارية أكثر من المشي للأمام بنفس الوتيرة، نظرًا للجهد العضلي الإضافي المطلوب للحفاظ على التوازن والسيطرة على الحركة.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ يشجع هذا النوع من المشي على اتخاذ وضعية جسدية سليمة، لأن الشخص يحتاج إلى البقاء منتصبًا ومتيقظًا أثناء المشي لضبط خطواته بشكل دقيق.
في النهاية، يمكن القول إن المشي للخلف ليس مجرد تمرين بدني فحسب، بل هو أسلوب حياة بسيط يمكنه أن يمنحك صحة أفضل، وعمرًا أطول، وعقلاً أكثر يقظة واتزانًا.
