المتحف المصري الكبير .. مصر منذ عهد التوحيد والمسمى تاريخيا بالدولة القديمة في التاريخ الفرعوني القديم من حوالي عام 3100 قبل الميلاد عندما تم توحيد البلاد على يد الملك مينا (أو نارمر) موحد القطرين مملكتي مصر العليا والسفلى.
بقلم : سيد البالوي

هذه الدولة القديمة التي ازدهرت خلالها حضارة “بناة الأهرامات” وتطورت الفنون والهندسة وأسست لثقافة الوحدة والترابط الجغرافي والعقائدي والاقتصادي وما زلنا حتى اليوم نعتز بفكرة الوحدة والدفاع عنها التي أصبحت ضمن شروط قسم اليمين الدستورية للدولة المصرية حتى اليوم.
وبعد عصر الدولة القديمة تأتي الدولة الوسطى في العصر الفرعوني والتي أستمر حكمها تقريبًا من عام 2040 إلى 1782 قبل الميلاد، بدأت بعد إعادة توحيد مصر تحت حكم منتوحتب الثاني، وشهدت ازدهارًا كبيرًا في الفن والأدب والزراعة والمشروعات النافعة للشعب، ويطلق عليها أحيانًا “العصر الذهبي” لمصر، قبل أن تنتهي بسقوط الأسرة الثالثة عشرة وغزو الهكسوس لمصر.
العصر الفرعوني وعصر الإنتصارات
بعدها جاءت دولة العظماء دولة الانتصار العظيم الدولة الحديثة في العصر الفرعوني هذه الدولة التي بلغت مصر أوج قوتها كإمبراطورية عظمى، وسجل التاريخ ملوكًا عظماء في هذه الفترة مثل أحمس الأول وتحتمس الثالث ورمسيس الثاني.

وهنا دعني أتوقف بصفتي قارئ للتاريخ ومحلل لنقاط القوة والضعف والتشابه بين الحقب التاريخية ودعني اختصر هذه فترات التي سأذكرها من باب السرد التاريخي ولكني أرها فترات لم تعبر عن الشخصية المصرية الحقيقية وهي التي تبدأ من وقت
العصر الروماني والفتح الاسلامي
من بداية الاحتلال الروماني الذى أصبحت مصر من خلاله ولاية رومانية بعد سقوط البطالمة ثم الفتح الإسلامي والذى بما حمل من عدالة وثقافة إلا أنه جعل من مصر دولة تابعة للخلافة وليست دولة قائدة مستقلة بشخصيتها وقرارها فمنذ العام 641 م، أصبحت مصر جزءًا من الخلافة الإسلامية، ثم تطورت فيها دول مثل الطولونية والأيوبية والمملوكية ومن الانصاف أن فترة صلاح الدين الايوبي التي شهدت انتصار كبير في معركة حطين الحاسمة عام 1187م، وتحرير بيت المقدس تعد من أقوى فترات الدولة المصرية الإسلامية عزة وازدهار عسكري وسيادي وبعد فترات من الضعف والقوة في دولة المماليك جاء الانتصار الكبير للجيش المصري بقيادة السلطان سيف الدين قطز جيش التتار بقيادة كتبغا في معركة عين جالوت الحاسمة التي وقعت في 3 سبتمبر 1260م. شكلت هذه الهزيمة أول هزيمة كبيرة للمغول منذ عهد جنكيز خان وأنهت زحفهم الذي أسقط الخلافة العباسية، مما أحيا الدولة المملوكية وحافظ على بقاء الدولة الإسلامية بفضل الجيش المصري.

الاحتلال العثماني وحكم محمد على
بدأ الاحتلال العثماني لمصر عام 1517م بعد هزيمة دولة المماليك في معركة الريدانية، لتصبح مصر ولاية تابعة للدولة العثمانية ونهاية حكم المماليك الذي استمر حتى عام 1805م. ورغم وجود الوالي العثماني، وخلال هذه الفترة وقعت مصر تحت احتلال أجنبي أخر وهو الحملة الفرنسية على مصر وسوريا (1798-1801م) وبعد طرد الفرنسيين.
عصر محمد علي والدولة العلوية
تولى محمد علي باشا حكم مصر في 9 يوليو 1805، عندما وافق السلطان العثماني على تعيينه واليًا عليها، بعد ثورة الشعب والعلماء على الوالي العثماني السابق خورشيد باشا. ويُعتبر هذا الحدث علامة محورية في تاريخ مصر الحديث، حيث يُعدّ محمد علي مؤسس الأسرة العلوية ومؤسس مصر الحديثة الذي تولى السلطة عام 1805م، وبدأت مصر تستعيد نفوذها كولاية عثمانية شبه مستقلة، حتى احتلتها بريطانيا عام 1882م.

الجمهورية القديمة وعودة الحاكم المصري
من وقت الدولة الفرعونية بالعهد القديم عهد التوحيد وعصر الدولة الوسطى وعصر الانتصار العظيم على الهكسوس بقيادة أحمس الأول وتحتمس الثالث ورمسيس الثاني هذه الأسماء البارزة والقادة المصريين الأشداء لم يحكم مصر مصري حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة تنظيم الضباط الأحرار فقد تم الإطاحة بالنظام الملكي وتأسيس الجمهورية المصريه بأول رئيس مصري يتولى حكم مصر وهو الرئيس محمد نجيب ثم تولى الرئيس جمال عبد الناصر ثم قائد الانتصار العظيم الرئيس محمد أنور السادات ومن بعده أستمر الرئيس محمد حسني مبارك بسياسة الحفاظ والمحافظة بدون إحداث أي ازدهار كبير يمكن أن يكون بارز تاريخيا.

الجمهورية الجديدة وعصر القوة
قف هنا بكل احترام وشموخ للشعب المصري الذى رفض تولى عصابة متطرفة استغلت فترة ضعف عابرة سببها تراخي نظام وتفشي الفساد المالي والسياسي فمن ثورة شعب في الخامس والعشرين من يناير عام 2011 الى ثورة شعب في الثلاثين من يونيو عام 2013بتلاحم الجيش مع الشعب في الثورتين يسجل إرادة أمة ترفض التابعية وترفض الوصاية وتعلن عودة مصر العظيمة بقيادة القائد العظيم عبد الفتاح السيسي يعيد مجد الأجداد ويجدد بناء الدولة على كافة المستويات في عصر الجمهورية الجديدة برؤية وبناء وقوة أساسها العلم والتخطيط والاستقلال في كل شيء، فما يتم في مصر اليوم يفوق خيال كل توقع وكم كبير من الإعمار والأعمال لا تحتويه كتب ولا تحصيه سجلات سنفرغ لذلك سلسلة مقالات توثيقية ولكن بمناسبة افتتاح المتحف الكبير الذى يعيدنا الى عصور الوحدة وبناة الاهرام وعظماء مثل أحمس الأول وتحتمس الثالث ورمسيس الثاني وجب علينا في حق وطناً وتنويراً لعقول أبنائنا الكتابة والنشربما يحقق ويرسخ لثقافة الفهم الصحيح والوعي الوطني بأهمية تعظيم تاريخنا ودعم مشروعاتنا الوطنية التي تعيد لمصرنا عصر القوة والعظمة.
