الفجوة بين الأجيال اختلافات أم فرص للحوار؟

الفجوة بين الأجيال اختلافات أم فرص للحوار؟

بقلم الباحثة / زينب محمد شرف

الفجوة بين الأجيال ليست جدارًا، بل جسرًا يمكن بناؤه بالحوار في كل مجتمع، تتوالد أجيال تحمل معها رؤى، وقيمًا، وتجارب مختلفة، وبينما يُنظر إلى هذه التباينات على أنها فجوة تفصل بين الأجيال، فإنّ السؤال الأهم ليس ما إذا كانت هذه الفجوة موجودة، بل هل هي مصدر للصراع والانقسام، أم فرصة لفتح.

أبواب الحوار وتبادل الخبرات ..ما هي الفجوة بين الأجيال؟
الفجوة بين الأجيال ليست جدارًا، بل جسرًا يمكن بناؤه بالحوار، والاختلاف في التفكير، والأساليب، والقيم، والأولويات بين جيل وآخر أمر طبيعى، وغالبًا ما تظهر هذه الفجوة في جوانب مختلفة من اهمها:
التكنولوجيا، وُلد الجيل الجديد في بيئة رقمية، فيها يمسك الطفل الهاتف بيده، لكنه بحاجة إلى من يعلّمه كيف يمسك الحياة، حيث لم يعد الأطفال يسألون كيف تصنع اللعبة؟ بل كيف أحصل على شاحن.
التعليم والعمل، تختلف نظرة الأجيال إلى الوظائف، حيث يرى الجيل القديم الاستقرار أولوية، في حين يبحث الجيل الجديد عن الشغف والمرونة، لذلك هم جيل بحاجه إلى دراسة الذكاء العاطفي كما يدرّس لغات البرمجة.


القيم الاجتماعية، تتبدل النظرة إلى مفاهيم مثل الحرية، والأسرة، والدين، وفقًا للسياقات الزمنية، والقيم ليست إرثًا يُحمل، بل مسؤولية تُنقل، لذلك من واجبنا أن نترك لأبنائنا بيئة أخلاقية لا تقل عن اهتمامنا بترك بيئة طبيعية نظيفة.
أسباب الفجوة – الفجوة بين الأجيال تبدأ حين نظن أن أفكارنا صالحة لكل زمان ومكان.

التطور السريع للتكنولوجيا

والمعلومات، والاختلاف في تجارب النشأة والتعليم، والتحولات السياسية والاقتصادية في العالم، ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وتأثيرها على الشباب، اعلم أن الزمن لا يعيد نفسه، لذلك لا تتوقع من الجيل الجديد أن يعيد خطواتك.

هل الفجوة تهدد التماسك الاجتماعي؟

قد تؤدي الفجوة إلى سوء الفهم أو التوتر في العلاقات الأسرية والمهنية، إذا غاب الاحترام المتبادل، فمثلاً، قد يرى الجيل الأكبر الشباب بأنهم “سطحيون” أو “متمردون”، بينما يرى الجيل الأصغر الكبار بأنهم “متشددون” أو “غير منفتحين”، ولكن هذا التباين لا يعني بالضرورة صراعًا، بل يمكن تحويله إلى مصدر قوة إذا أحسنا استثماره.


فرص للحوار والتكامل:
الاستماع الفعّال، يجب أن يستمع كل جيل للآخر دون أحكام مسبقة، إذا أردت أن تُقلّص الفجوة بينك وبين ابنك، فابدأ بالاستماع، لا بالنصيحة، وإذا لم نصغِ إلى الشباب اليوم، فلن نجد من يصغي لنا غدًا.
الاعتراف بالاختلاف، لا يعني اختلاف الرأي ضعف العلاقة، بل تنوعها، لذلك من لا يفهم اختلاف الجيل الذي يليه، سيظل غريبًا في بيته.
التعلّم المتبادل، الشباب يصنعون المستقبل، وهذا يعنى أن الآباء يزرعون القيم، والأبناء يزرعون الأفكار، وكل جيل له ثماره.
إشراك الأجيال في صنع القرار، سواء في الأسرة أو المؤسسات، الاختلاف بين الأجيال ليس خطأً، بل فرصة للتعلُّم والنضج.
ومن هذا المنطلق، الفجوة بين الأجيال أمر طبيعي، بل وصحي ايضًا، وإدارتها يجب ان تكون بالحكمة والانفتاح عليه، بدلاً من النظر إليها كجدار فاصل، ويجب علينا ايضًا رؤيتها كجسر يمتد بين الماضي والمستقبل، حتى تلتقي عليه التجارب، والخبرات، والرؤى، لكي يتحول الاختلافات إلى فرص حقيقية للحوار، وبناء مجتمع أكثر تماسكًا وإنسانية، وختامًا جيل الشباب يملك الشجاعة لطرح الأسئلة، والجرأة لتغيير الإجابات، أعطِى الشباب ثقة، وراقب كيف يحركون الجبال.

كاتبة المقال
الباحثة / زينب محمد شرف

Related posts

نور الشريف أسطورة الفن التي لم تختزل في لقب واحد

مصر تنشئ محطتين منفصلتين لتخزين الطاقة في أسوان والبحر الأحمر

الحنين إلى الماضي : رحلة عاطفية لعالم مضى ذكريات ومشاعر لا تنسى