الرئيسية » سحائب الفاشية الأمريكية…سقوط الديمقراطية الأمريكية و بدء التغول اليميني .

سحائب الفاشية الأمريكية…سقوط الديمقراطية الأمريكية و بدء التغول اليميني .

by مروه ابوسوسو
0 comments
الفاشية الأمريكية

سحائب الفاشية الأمريكية …سقوط الديمقراطية الأمريكية و بدء التغول اليميني تابع القراءة مع تريندات.

سحائب الفاشية الأمريكية …بدأت السحائب الخاصة بالفاشية الأمريكية بثلاثة أبعاد واضحة منذ عودة ترامب على مدار أقل من شهرين، و تشتمل على الصهيونية المسيحية ، و اليمينية المتطرفة ، و تشكيل السياسة الداخلية و الخارجية لتتماشى مع العمودين الأوليين ، مما يهدد الديمقراطية الأمريكية بالانهيار المدوي ، و كذلك الانزلاق السريع نحو السلطوية ، أو الحرب الأهلية المتوقعة من عقود طويلة .
 
كتب :مصطفى نصار

عودة مرتقبة و بعث انتقامي ….حينما تتحول أمريكا لمزرعة!!

ذكر عودة الفاشية الأمريكية يبدو أمرًا غريبًا عند ذكر الموضوع لأول وهلة ، ليس فقط لريادة الولايات المتحدة في الديمقراطية ، بل الأمر تاريخيًا معقد قليلًا ، لإنه معتمد في المقام الأول على التفاصيل الكثيرة المتناولة لملابسات نشأة الولايات المتحدة نفسها باعتبارها دولة حقوقية و عادلة ، و لهذا يغلب الغموض و التساؤلات الملحة عند الحديث عن الفاشية الأمريكية ، و لعل النقاشات الفلسفية المطولة حول المثالية الأمريكية باعتبارها دفاعًا عن اللبيرالية الأمريكية بشكل أوحد و حصري ، و تضم تلك المدرسة الفلسفية الكثير من الناس مثل جون رولز و مايكل ساندل و جوزايا رويس مؤسس مدرسة فلسفة المعرفة ، و كذلك المدرسة البراغماتية كافة مثل الفلاسفة جون ديوي و وليم جيمس ، و أهم المدافعين عن السياسة الأمريكية مثل روبرت كابلان، و هنري كسجسنير .

من ناحية أخرى،  يؤكد تيار عارم من الأكاديميين المناهضين للسياسة الأمريكية علاوة على بعض اليسارين بمختلف توجهاتهم و آرائهم على أصولية الفاشية تاريخيًا و ثقافيًا باعتبارها نزعة توسيعية ، جذر تاريخي يعبر عن روح الإبادة الجماعية للسكان الأصليين التي قامت على أصلًا الولايات المتحدة،  متضمنًا مفكرين بارزين مثل نعوم تشومسكي،  و هوارد زن ، و ناثان روبنسون ، و وولف ،و كذلك تيموثي ساندر المؤرخ الأمريكي الشهير الذي ضمن بطريقة غير مباشرة احتواء الولايات المتحدة على جميع بذور السلطوية في كتابه حول الطغيان .

ما يزيد جذرية الأمر لدى الفريق الآخر نشأة أمريكا ذاتها ، و بناء قوتها على الدماء و النهب مثلها مثل أي دولة  شأنها شأن بريطانيا و فرنسا و ألمانيا ، و تنتهي بتطور الدولة الناهبة ، و اغتنائها بشكل كبير ، وضخم جعل منها إمبراطورية، فضلًا عن وقائع تاريخية عنصرية مثل القوانين العنصرية في عهد الرئيس أبراهام ليكون ، و فصل البيض و رفعتهم لمكانة أعلى من السود ، و أخيرًا المكارثية المتطرفة التي دأبت على اتهام المنتقدين للسياسة الأمريكية الخارجية بالخيانة و العمل لدى الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة ، و كذلك التعامل الديني مع القضية الفلسطينية المحض ، و الذي زاد في عصري ترومان و رونالد ريجيان بسبب خليفتهما الدينية .
 
رسخت تلك اليمينية المتطرفة عدة أهداف أخرى على رأسها تحويل الولايات المتحدة لمزرعة صهيونية و حديثة خليفة ، مستخدمًا الأصل الإبادي من إرثها المستخدم مع السكان الأصليين ، مما شكل أرضية خصبة لعودة مرتقبة حدثت مرتين ، أولهما عندما رسخ الرئيس الأمريكي عصر “التكوين ” بحد تعبير الأستاذ الفخري للعلوم السياسية جون جوديس في كتابه عصر التكوين ، و الأخرى في عهد ريجان دائم التكرار و التنويه على أهمية معركة هرمجدون حتى قالت عنه الكاتبة غريس ديفيز في كتاب النبوة و السياسة أن هذه الرؤية حولت ريجان لمبشر بانتصار إسرائيل، لكن الأمر تحول مع ولاية ترامب الثانية .

نسخة أمريكية من الدكتاتورية…أمريكا نحو طريق السلطوية الشمولية .

أصولية و ثبوت تاريخي و اجتماع نفسي .

في مقال للفيلسوف الأمريكي من أصل إيراني حميد دباشي قبيل تولية ترامب رسميًا ، طرح أن الأمريكيين محصورون بين خيارين متطرفين ، أحداهما اختيار الفاشية اليمينة ، أو الإبادية و التزمت اليساري المتمركز حول الأيدولوجية اللبيرالية ، و النيولبيرالية، مما يمهد لخسارة نكراء أو دمار شامل سينسف الولايات المتحددة من الجذور الأساسية التي بنيت عليها ،  ممهدًا الطريق الواسع للسلطوية و الشمولية بسبب النظام الأمريكي نفسه كما أكد الخبراء السياسيين لإن عودة ترامب ” تمثل تحولًا ضخمًا في بنية الاقتصاد و السياسة الأمريكية “، لكن ما لم يتوقعه أحد التغييرات المفزعة ، و المرعبة التي تخطيت كونها اقتصادية محلية ، لتتحول بالتبعية لأزمات مركبة و معقدة تؤسس لمكارثية فاشية جديدة بحد قول المحلل العسكري كريس هيجدز .

بالعودة لمقالات كريس هيجدز ، من المثير للاهتمام ثبوت الفاشية الراسخة منذ اللحظة الأولي الذي أعلن فيها قيام إعلان حقوق الإنسان في ١٨٠٤ ، لتنتهي تطوراته السريعة بتتابع مفاجيء للجميع لم يتوقعه حتى النقاد و المحللين مثل ستقين والت ، و لوكان واي ، وستفين ليفندسكي الذي جزما في مقال لهم في مجلة الشئون الخارجية فيرون بوليسي أن أمريكا ستخرج جمهورية موز أو إمبراطورية ساقطة و متدهورة ، و الحقيقة أن كل الدلائل الحادثة خلال أسبوع فقط من اعتقال سياسي لطالب ، و التحريض على زوجته ، و نقد الكاتب ذوي الميول اليمينة المتطرفة توماس فريدمان له في مقالين منفصلين أسبوعيًا بأنه انقلب على كل السياسات الثابتة خارجيًا و داخليًا و قلب شعارات الحرية و الخبرة للولاء و الدفاع!!

لم يقتصر الأمر فقط على تعيين المتصهين في الدولاب البيضاوي ، بل تخطى ليصل لتخفيض الدعم المقدم للجامعات الأمريكية و إلغاء وزارة التعليم الأمريكية، مشعلًا الوضع حول ترسيخ السلطوية بترسيخ الجهل المحض ، و تثبيت جذر مجتمعي له تاريخ مظلم يحاول إخفاءه بالقانون و التعليم .

اتخذت الجذور القبيحة ، و القميئة عدة صور ، على رأسها تجارة العبيد و المعاملة المهينة ، و الوحشية منها مثل فصل السود عن البيض ، و إصدار الأحكام العنصرية بحق الزنوج برغم اعتراف الدستور بكونهم مواطنين أمريكيين لكن الأمر تحول لحرب أهلية بين الولايات الشمالية و الجنوبية فاز بها الشمالية بقيادة الرئيس أبراهام ليكنون ، ليترسخ في الوعي الجمعي الأبيض الامتهان التلقائي للسود ، ووصلت الإهانة و الحط من قدر الأفروأمريكين في الحافلات العامة ، و المواقف حتى أعلن عن جداول الذهاب و العودة ، مشعلين الساحة لحركة المقاومة السوداء لفرض المقاطعة لمنتجات و حافلات البيض لمدة ٥ سنوات بين عامي ١٩٣٠ل١٩٣٥ .

إسرائيل أولًا :تنفيذ عكسي للوعود الترامبية 

بعكس ما وعد ترامب منتخبيه في الفترة الثانية ، توجه الرجل البرتقالي لاتخاذ إجراءات،  و بناء سياسات متماهية مع إسرائيل بدء من مفاوضات استعلائية و متعجرفة بشكل جعله يهدد غزة بالجحيم في بداية حكمه في يناير و انتهاء فاعتقال محمود خليل و التهديد بترحيله ، و ترحيل الطبيبة اللبنانية رشا علوية ، كما وجه بتهديد لليمن ، و شن الغارات الغشيمة ، و العشوائية التي ما زادت الحوثيين إلا هجومًا عنيفًا على السفن التجارية، و فزع شديد عند  ترامب لتهديد السيطرة الضخمة الأمريكية على العالم بامتلاكهم الأسلحة الصواريخية ، و المسيرات أيضًا .

ما يعزز فرضية دعمه الفج و الإسناد الواقعي للكيان المحتل إمداده الضخم و الكبير للأسلحة ، لدرجة جعلت الكاتب و المحلل الأمريكي من أصل أردني معين رباني في مقال بوضوح أن ترامب “سيعمل على دعم إسرائيل بشكل لم يفعل سابقًا ” ، معللًا ذلك بأن ترامب دعم بحوالي ٣٦مليار دولار ، علاوة على علاقة مريم و شلدون أندرسون ملك القمار ، و جرائد إسرائيل مثل إسرائيل اليوم و إسرائيل الآن التي تدعم السردية الصهيونية ضد الفلسطينيين ،و تبرر الإبادة الجماعية بخلاف بعض الوسائل اللبيرالية المناهضة لسياسة الاحتلال الإسرائيلي مثل شبكتين نداء محلي ، و جريدة هآرتس .

عطفًا على ما سبق ، إثبات الولاء لإسرائيل من ترامب جاء وفق قواعد جديدة قديمة ، معتمدًا على استحقاقية بالغة ، و إعطاء الكارت الأخضر لإسرائيل لفتح جبهات جديدة تشتمل على ٤ بلدان ، لبنان و سوريا و غزة و الضفة الغربية،  للضغط المباشر على المقاومة و الشعب الفلسطيني لقبول خطة التهجير القسري من غزة لمصر ، أو على أقل تقدير من غزة للضفة ، أو قبول الخطة العربية بطرد حماس مما مهد الطريق للمظاهرات الطلابية و الاحتجاجات في الجامعات المختلفة على رأسها كولومبيا، و بروان ، بل إن الأمر وصل لتنديد يهود أمريكيين بالجنون الذي فعله ترامب مثل مقال أستاذ علم السياسة دانييال دانسيرا في مجلة فورين بوليسي .

خلق هذا السعار المجنون و الممزوج بالفوقية ، و الغرابة الشديدة أزمات دستورية عدة ، أي بعبارة أخرى خلق نوعًا من الحنق القانوني و الغضب الشرعي لتجاهل ترامب النظر في رفض قاضيين فيدراليين بشأن ترحيل رشا علوية ، و اعتقال محمود خليل ، و إخضاع الزوار من الدول الأوربية للتفتيش بذريعة حفظ السلم و الأمن العاميين مثل حادثة الباحث الفرنسي في علوم الفضاء ، و التي تحولت بدورها رفضت ، و ندبت فرنسيًا و أمريكيًا على المستويات الأكاديمية و الصحفية و الاجتماعية باعتباره إجماعًا رافضًا للقرارات الصدامية .

سلطوية خصبة لحرب أهلية مقبلة .

ترسم كل تلك السياسات الصدامية ، و المجنونة التي تناهض طبيعة المجتمع الأمريكي و خصائصه أرضية خصبة للحرب الأهلية بصورتها النقية و الصافية المعبرة عن نموذج توماس هوبز عن الليفاثان، و هو وحش ضخم له الكثير من العواقب السلبية التي تزعزع استقرار الدول و ثباتها ، و لسوء الحظ الولايات المتحدة لها تجربة سالفة الذكر في الحرب الأهلية التي خالفت كوارث عميقة لا تزال أثارها موجودة حتى اليوم ،مما يعكس عودة نموذج الحرب الأهلية المذكور في كتاب فتنة للفيلسوف الإيطالي جورجيو أغامبين، حتى مع انتهاء حكم ترامب ستخسر البلاد نموذج الدولة الحديثة، و المدافعة الأوحد عن حقوق الإنسان، لتتحول لإمبراطوية قيد السقوط بعكس ما ذكر الباحث و السياسي دانييال إيمورجوو في كتابه كيف تخفي إمبراطورية.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
    -
    00:00
    00:00