العنف ضد المرأة: أسبابه وعلاجه وكيفية التصدي له

العنف ضد المرأة: أسبابه وعلاجه وكيفية التصدي له

العنف ضد المرأة.…ليس المقصود بالعنف ضد المرأة ما يقع عليها من إيذاء بدني أو لفظي فقط، ولكن ما تتعرض له المرأة من عنف بالإيذاء النفسي أشد وأخطر أنواع العنف.

بقلم: سيد البالوي

تزامنًا مع انطلاق فعاليات حملة الستة عشر يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، وجب علينا تعريف العنف وأسبابه وكيفية علاجه والتصدي له.

أولاً: تعريف العنف
العنف هو كل استخدام للقوة ضد إنسان سواء كان رجلًا أو طفلًا أو امرأة. وقد يكون العنف لتحقيق الإخضاع والسيطرة أو الإيذاء البدني بدوافع أخرى، مما يُصيب الواقع عليه بالأذى الجسدي أو النفسي. وجميع أنواع العنف مُجرَّمة قانونًا حال ثبوت وقوعها.

 

ويُعد العنف ضد المرأة من أخطر السلوكيات المدمرة للمجتمع لما تمثله المرأة من مكانة وأهمية وجود، فهي من تحافظ على بناء وتماسك وقوة المجتمع وإخراج أجيال تتمتع بعقول مستنيرة وبيئة اجتماعية صالحة.

ثانيًا: أسباب العنف ضد المرأة
1. العادات والتقاليد والأعراف : بعض المجتمعات تتبنى عادات وتقاليد تعتبر المرأة أدنى من الرجل، مما يؤدي إلى تبرير العنف ضدها. بعض المجتمعات تتخذ من الدين وسيلة لذلك، إما عن طريق منابر دينية بعيدة عن صحيح الدين أو اتباع لموروثات على أنها من الدين وهي خرافات لا أساس لها، مثل عادة “ختان الإناث”.

2. الضعف الاقتصادي: قد يكون للضعف الاقتصادي دور في زيادة العنف ضد المرأة، حيث قد يلجأ الرجل إلى العنف كوسيلة للسيطرة على المرأة من أجل تشغيلها تحت ادعاء المساعدة في بناء الأسرة أو ابتزازها كي يأخذ راتبها أو يطالبها بأخذ ميراثها، مما يوقعها في مشاكل مع أسرتها ويحول العنف إلى دائرة أكبر سببها فشل الرجل في تحمل مسؤولية الإنفاق على الأسرة.

3. غياب الوعي القانوني: قد يكون هناك ضعف عند بعض النساء بعدم معرفة القوانين التي تحفظ حقها والتي تحمي المرأة من العنف، مما يجعلها أكثر عرضة للاعتداء.

4. التعليم: قد يكون للجهل والقلة في التعليم دور في زيادة العنف ضد المرأة، وذلك لما يسببه من عدم قدرة لدى المرأة على الوصول لحياة معيشية مستقرة. فالتعليم يمكن المرأة من الحصول على عمل مناسب، وعدمه يجعلها عُرضة للقيام بأعمال قد تكون غير مناسبة أو إهانة للمرأة، وقد تعرض حياة المرأة للخطر، مثل تشغيل السيدات في أعمال النظافة بالشوارع والطرق، مما يجعلها أكثر عُرضة للإيذاء والمهانة.

5. التأثيرات الثقافية: قد تؤثر الثقافة والمجتمع على تصورات الناس حول دور المرأة، مما قد يؤدي إلى تبرير العنف ضدها ولا أعني بالثقافة الفنون والآداب فقط كم يظن البعض فالثقافة تشمل كل حياة الإنسان.

-علاج العنف ضد المرأة وكيفية التصدي له

اتخذت الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الكثير من الخطوات الهامة في الحد والتصدي لكل مظاهر العنف ضد المرأة، وذلك من خلال تمكين المرأة وزيادة نسبة التعليم وإطلاق الكثير من المبادرات الشبابية الخاصة بالفتيات والمرأة، وتقديم الكثير من برامج الدعم للأسرة والتوعية المجتمعية.

ولكن يبقى أن المرأة جزء من المجتمع تتأثر تأثرًا كبيرًا بثقافة الأب والأخ والزوج والابن، وهذا يجعلنا بحاجة إلى عمل مجتمعي شامل يصحح الثقافة العامة لجميع أفراد المجتمع، بما يخلق بيئة تعايش تمكن المرأة من حياة كريمة تكون فيها كالشجرة المثمرة فكريًا وإبداعيًا وسلوكيًا.

ويجب ألا يقتصر دورنا في حماية المرأة على عدد من الأيام، بل يجب أن نتشارك جميعًا في نشر ثقافة الوعي بالسلوك المجتمعي الصحيح النابع من احترام إنسانية المرأة كعقل مفكر قبل أن تكون أيقونة الجمال في هذا الكون.

👁 عدد المشاهدات : 5,009

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *