يُعدّ العنف ضد الزوجات، الذي قد يتصاعد إلى القتل، ظاهرة اجتماعية خطيرة ومركبة تنبع من مجموعة من العوامل الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، وتتفاقم أحياناً بسبب المواقف السلبية للأهل والمجتمع.
بقلم : ميادة عابدين
تطور العنف إلى القتل
غالباً ما يمر العنف الأسري بدورة تتصاعد فيها التوترات، يليها فعل عنف، ثم فترة هدوء ومصالحة، مما قد يجعل الضحية تظل عالقة في العلاقة المسيئة بسبب العزلة والخوف ونقص الموارد.
العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث القتل تشمل:
السعي للسيطرة والهيمنة ؛ يعتقد المسيء أحياناً أن لديه الحق في السيطرة على شريكتة ؛ بالإضافة إلي تصاعد الإساءة ؛ يبدأ العنف غالباً بأشكال نفسية أو لفظية أو جسدية بسيطة ثم يتطور إلى أشكال أكثر حدة مع الوقت.
غياب الردع
قلة الإبلاغ عن الحوادث أو التغاضي عنها يمنح الجاني شعوراً بالإفلات من العقاب؛ وجود الأسلحة أيضا يؤدى من توايد احتمالات وقوع جرائم القتل بين الشريكين بشكل كبير عند توفر الأسلحة.
دور الأهل
يمكن أن يكون دور الأهل سلبياً أو إيجابياً في هذه الظاهرة؛ التورط السلبي (التغاضي والصمت) حيث يساهم الأهل أحياناً في تفاقم المشكلة عبر الضغط على الضحية وإجبار الزوجة على العودة إلى بيت الزوجية رغم تعرضها للعنف، خوفاً من “الفضيحة” أو الوصم الاجتماعي.
إن اعتبار العنف القوى ضمن المشكلات عائلية خاصة يجب حلها داخل الأسرة فقط، يجعل اكتشافها صعباً ؛ بالإضافة إلي نقص الدعم و عدم توفير ملاذ آمن أو دعم مالي ونفسي للزوجة، مما يعزلها ويزيد تبعيتها للجاني.
لاشك أن الدور الإيجابي للأهل يلعب دوراً حيوياً عبر توفير مساحة آمنة ؛تقديم الدعم الفوري والمأوى للضحية؛ بالإضافة إلي التبليغ عن الحوادث وتشجيع الإبلاغ عن العنف للجهات المعنية الشرطة أو مراكز العنف الأسري
فضلا عن التوعية؛ تعليم الأبناء والبنات مبادئ الاحترام المتبادل ورفض العنف بكافة أشكاله.
إن الحلول المقترحة للحد من الظاهرة، تتطلب معالجة هذه الظاهرة تضافر الجهود على مستويات ؛سن وتفعيل قوانين صارمة وضرورة وجود قوانين واضحة وشاملة ضد العنف الأسري تضمن محاسبة الجناة بلا أعذار ؛توفير خدمات دعم متخصصة إنشاء المزيد من الملاجئ الآمنة، وخطوط المساعدة الساخنة، وخدمات الاستشارة النفسية والقانونية للضحايا.
في النهاية رفع الوعي المجتمعي و تغيير الثقافة السائدة التي تبرر العنف أو تتغاضى عنه، من خلال حملات توعية مكثفة في وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والدينية ؛إشراك الأهل والمجتمع ؛ تنظيم ورش عمل وجلسات توعية للأهالي حول مخاطر العنف ودورهم في الوقاية منه وحماية الضحايا.
الكاتبة واستشارى العلاقات الأسرية والنفسية ميادة عابدين.



