الطلاق في مصر: بين الواقع والمأمول وكيفية الوقاية منه؟

الطلاق

الطلاق في مصر: بين الواقع والمأمول و كيفية الوقاية منه؟

بقلم/عزة الفشني

تشهد المجتمعات الحديثة خاصةً المجتمع المصري زيادة ملحوظة في نسبة الطلاق مما يعكس تغيرات جوهرية في القيم الإجتماعية والعلاقات الزوجية هذه الظاهرة تثير العديد من التساؤلات حول أسبابها وتأثيرها على الأفراد والمجتمع..في هذا السياق يصبح من المهم دراسة العوامل التي تساهم في زيادة نسبة الطلاق والبحث عن حلول بناءة لتعزيز إستقرار العلاقات الزوجية تابع التقرير على تريندات.

من المؤسف أن ظاهرة الطلاق انتشرت بشكل ملحوظ و أصبحت من أبرز الظواهر الإجتماعية في مجتمعاتنا الحديثة وهي لا تقتصر على بلد أو ثقافة بعينها بل تتزايد في مختلف أنحاء العالم الأمر الذي جعلها قضية تستحق الإهتمام والدراسة

تنوع أسباب الطلاق

تتنوع أسباب الطلاق منها الإختلافات الثقافية و الإجتماعية و الإقتصادية بين الزوجين إلى جانب ضغوط الحياة الحديثة و عدم التوافق في الطموحات و الغيرة المفرطة و الخيانة وتغير الأدوار الإجتماعية بين الرجل والمرأة بالإضافة إلى غياب التواصل الفعّال بين الزوجين

ان معدل حالات الطلاق فى مصر إرتفع إلى أرقام قياسية و أصبحت مصر في مقدمة دول العالم في حالات الطلاق

غياب دور الدين

يقال أن المرأة المصرية التى كانت مشهورة بقدرتها على الصبر أصبحت أقل صبراً وأكثر حدة في التعامل مع زوجها خاصةً بعدما دخلت مجال العمل وأصبح لديها دخل مستقل تستطيع به الإستغناء عن الزوج والعيش فى استقلالية مع أبنائها بعيداً عن تحكم الزوج فى حياتها كما أن غياب دور الدين فى الحياة الزوجية وعدم التوافق الفكرى والتوافق فى الطباع والشخصية وعدم تحمل المسئولية والأنانية من كلا الزوجين وسوء معاملة الزوج من ضرب وإهانة وتدخل الأهل فى حياتهم وعدم القدرة على التعامل مع الخلافات بشكل أكثر حكمة تعد هذه العوامل من أبرز الأسباب التى تؤدى إلى حدوث الطلاق

وإذا تعمقنا أكثر نجد من بين الأسباب الجوهرية للطلاق الإختلاف فى أسلوب تربية الأسر للأبناء وأصبحوا غير مؤهلين على تحمل المسئولية فنجد أن البنت لا تهيأ أن تكون زوجة ولا الولد أيضا فى تحمل المسئولية لذلك عندما يتزوجون تكون لديهم صدمة زواجية إلى جانب الندية فأصبح هناك صراع شديد بين الإحتياجات فنجد أن كلا الزوجين يريد أن يحقق إحتياجاته بأنانية مطلقة دون النظر إلى الطرف الآخر كما أنهم يفتقدون إلى عنصر الإحترام وأى إختلاف فى وجهات النظر ممكن أن يتحول إلى مشاجرة يستخدم فيها تبادل الألفاظ غير اللائقة التى قد تؤدى فى النهاية إلى الطلاق السبب التالى لحدوث الطلاق هو أن التربية المجتمعية بها نوع من أنواع الصراع بين الرجل والمرأة حيث نجد أن كل فرد داخل الأسرة لابد أن يكون له الرأى الأخير .. كما أن الإعلام ومجلس المرأة و قانون الأحوال الشخصية ساعدوا فى وجود هذا الصراع .

إن نسبة الطلاق في مصر مفزعة ولكن الخطأ الكبير هو سوء الإختيار وعدم التكافؤ الفكري والثقافي والعقلي وآخرهم تدخل الأهل من الطرفين بشكل كبير في الحياه الزوجية

مرحلة التكوين و الإعداد

الأمر يحتاج الي ما قبل اللجوء إلي المصالحات وما قبل الزواج أيضاً هو مرحلة التكوين والإعداد والتجهيز مرحلة الوعي والنضوج ومعرفة لماذا ساتزوج وان الزواج لا ينتهي بعد الرقصة والصورة ورحلة الزواج
الوعي والنضج يحتاج الرجوع إلي الخلف ليبدأ بسؤال الآباء لماذا تريدون أن تزوجوا أبناءكم رغم عدم جهازيتهم؟!

منظومة مكتملة

ربما نحتاج أن نغير النمط السائد منذ سنين في توجيه الخطاب إلى المرأة حين نريد الحديث عن البيوت وإصلاحها كأن الرجل ضيف شرف و زائر عابر

وأنا بصدق أؤمن أن الرجل هو أساس البيت لا المرأة وأرى من التناقض العجيب أن نطيل الحديث عن قيادة وقوامة ونحن نرى الرجل زائراً لا دور له سوى أن يأمر فيطاع وتشب المشاحنات عن الطاعة

الزواج “منظومة” مكتملة”.. وعلى مدار سنين طوال اجتزئ منها ما يصلح للخناقات وإطالة الجدل لا للبناء.

الحد من الظاهرة

وللحد من هذه الظاهرة المفزعة يجب التركيز على التوعية بأهمية اختيار شريك الحياة المناسب ودعم الأزواج الجدد بمبادرات توعية حول كيفية التعامل مع الضغوط والمشاكل الزوجية كذلك الإستشارات الزوجية لها دور فعال في مساعدة الأزواج على تجاوز الخلافات بطرق صحية

أيضاً لابد من تصحيح مفهوم الزواج وعمل ندوات تثقيفية قبل الزواج بمرحلة كافيه مع مراعاه الكشف النفسي والإجتماعي للزوجين قبل الزواج

إن ظاهرة الطلاق قضية معقدة لها أبعاد إجتماعية ونفسية وإقتصادية يجب التعامل معها بجدية من قبل المجتمع والمؤسسات المختصة فالطلاق لا يؤثر فقط على الزوجين بل على الأسرة والمجتمع ككل لذا من الضروري تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم وتقديم الدعم النفسي والإجتماعي للمقبلين على الزواج لكي يصبح الزواج علاقة قائمة على الإحترام والتفاهم وليس مجرد عقد قد ينتهي بالإنفصال.

أؤمن أن هناك الكثير من الرجال الراشدين الذين يحسنون المعاملة سواء استمرت العلاقات الزوجية أو انتهت.عندهم من المروءة وحسن الفهم ما يكفي..لكن الصوت الأعلى والحضور الأظهر لمن هم على خلاف ذلك.. للأسف!

ومجتمعنا ملئ بالارتباكات وتداخل الأدوار ورغبات الإنتقام وسوء الإدارة..وخلل ليس بقليل في إدراك المسؤوليات

ولذا أظن أن للرجال الفضلاء العقلاء دوراً غاية في الأهمية في مخاطبة الرجال الآخرين.

كاتبة المقال

عزة الفشنى

Related posts

مجلس الوزراء يقر 9 قرارات مهمة خلال اجتماعه الأسبوعي

تشريح نقدي لرواية سردية وطن للكاتب الليبي محمد عياد المغبوب

بالفيديو .. بعد مرور 42 عاما على وفاتها..مفاجأة مدوية في طريقة وتاريخ وفاة ميمي شكيب