الرئيسية » الصخرة الصلبة:مآلات اختيار يحيى السنوار رئيسًا لحركة حماس

الصخرة الصلبة:مآلات اختيار يحيى السنوار رئيسًا لحركة حماس

by وفاء عبد السلام
0 comments

الصخرة الصلبة:مآلات اختيار يحيى السنوار رئيسًا لحركة حماس

 

 

الصخرة الصلبةمآلات..بعد استشهاد إسماعيل هنية في طهران ، اجتمع قادة حماس ليتفقوا على اختيار قائد جديد ينوب عن هنية في أداء مهامه السياسية في المكتب السياسي للحركة ، فاختير بالإجماع القائد العام للمكتب العسكرى يحيى السنوار، في صدمة صاعقة للاحتلال و احتفاء دولي و إقليمي شعبي لتعيينه دون حتى معرفة الأسباب و الخليفات العسكرية و التاريخية التى تحوم حوله .

 

بقلم /مصطفى نصار

 

فكما قال أسامة حمدان عضو المكتب السياسي أن حماس تعلم تمامًا ما تتطلبه المرحلة ، فتم بناءً على تلك المتطلبات اختيار السنوار رئيسًا للمكتبين السياسي و العسكري ، و تلك المتطلبات لن تخرج عن إنهاء الإبادة الجماعية و تصفير السجون و إنهاء التواجد الإسرائيلي في غزة. بالإضافة لما سبق، فإن تاريخ و سمات شخصية السنوار كفيلة باختياره بجدارة لأسباب كثر تتضمن تطبيق الخطط و الرؤى العسكرية الخاصة به منذ العام ٢٠١٢ .

الصخرة الصلبة:مآلات

الصخرة الصلبة:مآلات

يتمتع السنوار أيضًا بمواقف و مسوغات المفاوض البارع الصبور العنيد ، و ما صدر منه في السجن من تعطيل مفاوضات إطلاق سراحه لاستقلاله عدد الأسرى المتفق بالإفراج عنهم لإرادته القوية و الصلبة لتبيض السجون الإسرائيلية من الاسرى الفلسطينين و إغلاق هذا الملف بلا عودة غير تحديه للسجناء عبر نبرات شديدة الاقتضاب و التحدي حينما قال لهم على سبيل المثال أنه إن كان هو سجين عندهم اليوم ، فسيكون هو السجين لديه عقب خروجه منه ، أي أن مهندس لتفاصيل عملية طوفان الأقصى منذ تواجده في السجن ، و لعل هذا ما أكد عليه الرائد بنيامين ملطياشتين أن السنوار يتمتع بشخصية جرئية صلبة صعبة المراس مخادع وجه لنا ضربة صعبة و مؤلمة .

تلك اللطمة المؤلمة التي تحدث عنها هذا الرائد الصهيوني أرادها حماس أيضًا لالمام السنوار أيضًا بتفاصيل الشخصية الإسرائيلية النفسية و الذهنية بشكل يجعل من السهل إرباكهم و التلاعب بهم ، و هو ما حدث بالفعل عندما أكد لهم بحركة مخادعة في تقرير قديم للتلفزيون الإسرائيلي حينما سئل السنوار عن سياسته في حالة إطلاق سراحه أنه سيلجأ “لحالة سلام طويلة المدى”لم لدى إسرائيل من ٢٠٠رأس نووية ، في إشارة واضحة أنه أرضى غرور و عجنهية الاحتلال المبني عليها لتحقيق سيطرة مزيفة كمثل البلطجي الفارغ الذي يكسب من ابتزاز و مضايقات المارة نفوذًا و قوة .

السبب الأخير لاختيار حماس للسنوار قطع الطريق لأي تضليل أو تدليس من الوسطاء غرضها فقط خروج الاحتلال بمكاسب أكبر أو خسارة رمادية غرضها ظهور هالة حول الاحتلال حتى ولو دبلوماسية ، و هو ما يتعارض كليًا مع عناد و صلابة و تعنت السنوار المجدي الذي حقق أهدافه في السجن جزئيًا لولاه حبسه الانفرادي لمدة عامين.

غير أن السنوار شخصية مجمع عليها من أعضاء المقاومة الإسلامية بقوتها و تحديها و تخطيطه الاستراتيجي البارع ، الذي أصاب بصواريخه المحلية في الصنع تل أبيب في حرب سيف القدس عام ٢٠٢١ عقب أحداث الشيخ جراح ، و تلك الحقيقة لها مآلات داخلية تحقق وعده بأن غزة ستصبح مدينة لفضح المتأمرين و المنسقين ، و بالفعل غزة فعلتها بطريقة إعجازية يعجز الفم عن النطق بكلمات تفي حقها ، و كذلك القلم ليس بجدير للتعبير عما نتج عن الطوفان المبارك .

المرعب يقود مفاوضات الفرصة الأخيرة :الدلالات الداخلية لتعيين السنوار

حدثت حالة من الصدمة و الجدل بين الإسرائيلين بمجرد إعلان تعيين السنوار رئيسًا للحركة خلفًا لهنية ، لعلمهم الجيد و العميق أن السنوار شخصية صعبة مثقفة و مفاوض يمتلك العديد من الكروت ليخرج بأكبر قدر من المكاسب للحركة و الشعب الفلسطيني كافة و على رأسهم الأسرى الإسرائيلين الذي لا يبالي بهم رئيس الوزراء مما زاد الشقاق و التصدع في المجتمع المتشرذم بالأصل .

و هذا ما أكده المحللين الإسرائيلين بمختلف توجههاتهم اليميني و العلماني ، حيث استطرد الجميع بلا استثناء من روعي كايس لماكس نودو اليميني و المقرب من نتنياهو شخصيًا ، مما يخلق حالة من الغليان و السخط العام لاغتيال هنية بتسرع .

تعطي أيضًا سرعة الاجتماع السياسي و العسكري للحركة عليه دلالة على سرعة القرار و وحدة الحركة بعكس ما أشيع قبل اختياره و ممارسة التكهنات و التخمينات من خالد مشعل لمؤمن أبي حسين دون جدوى ، ما جعل ديفيد آرون ملير المستشار السابق للأمن القومي يؤكد أن حماس تزداد قوة و أنها لم تضعف قط و اختبار السنوار خير دليل على ذلك ، و أن أي أحد يتعين عليه دراسة الحركة أولًا قبيل الدراسات الخاطئة التي لن تؤدي إلا لمزيد من الكوارث و الأزمات المزمنة للاحتلال .

الارتباك و التلاعب :الدلالات الخريجية لتولي السنوار رئيسًا لحماس

و تلك الأزمات التي جعلت مسؤولي
من المخابرات المركزية الأمريكية يوم السبت الماضي أن يخبروا نتنياهو بأن ييسر المفاوضات لما تعانيه إسرائيل من تبعات الحرب من انهيارات متتالية في كافة المجالات مثل الاقتصادي و الاجتماعي و الملاحي ، و أن الاستمرار في الحرب قد يكتب نهاية الكيان كما قال أليكس ماكجوجور العقيد المتقاعد في البحرية الأمريكية، و هذا ما أكد الرئيس جو بايدن بتحركاته السياسية من دعم لا محدود لها آخره مالي بحوالي ٢٠ مليار دولار لتعجيل القضاء عليها إن استطاعوا ذلك.

حسن استخدام السنوار كذلك للحليف الإيراني و تأجيل انطلاق الحرب الإقليمة عن طريق جعل إيران عونًا له ووسيلة لابتزاز و تهديد الاحتلال الإسرائيلي بشكل أكثر عملية غرضه فقط تثبيت الموقف الرابح للحركة في المفاوضات ، و جعل حلفاء إسرائيل في المنطقة في توتر سياسي و دائم على كراسيهم ، و تحول الأمر لحرب اقليمية شاملة . بعبارة أخرى، جعل السنوار فشل المفاوضات قشة المنطقة و فرصتها الأخيرة قبل الحرب الإقليمية .

غير ذلك ، فإن الاحتفاء الكبير بالسنوار خريجيًا يعطي فكرة عن الوحدة العضوية للشعوب و توقفهم جميعًا خلف مقاومتهم الباسلة ، و يثير نوعًا من الانفصال و الانسلاخ الصارخ بين الأنظمة و الشعوب ، فأزمة الشعوب بدأت و لم تنته إلا بالتحرير أما أزمة الأنظمة فبالت و انتهت بعدم إيجاد فائدة حقيقة لهم من دعم المقاومة غير اتهامات مكررة و توترات متتالية على المناصب ، فانتهاء المنصب عند النظام العربي أهم من لقاء الله يوم القيامة .

اقرأ أيضا بايدن وسياسة البطش والتجويع لحل القضية الفلسطينية .. القادم اصعب
فإن تعيين السنوار رئيسًا للحركة خارجيًا يعني أيضًا أن المقاومة لن تموت و أنها فكرة حية بداخل الأنفس العربية الأصيلة ، لقيام الدول العربية ذاتها على أصول استعمارية معوجة تتماهي مع الاحتلال حتى من قبل نشأته و قيامه ، مثل دعم الرعيل الأول منهم للاختيار لدولة فلسطين لاحتلالها في القاهرة في مارس عام ١٩٢٠ ، و قيام السعودية الثالثة بمباركة بريطانية بعد تهجير الشريف حسين و قتل حكام الممالك المتنازعة على اغتيال عبد العزيز أل سعود .

اقرأ أيضا التصعيد الأخطر والرد المصري على سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00