الرئيسية » الصحة النفسية أساس الرفاهيه.. طريق نحو حياة متوازنة ومليئة بالمعنى

الصحة النفسية أساس الرفاهيه.. طريق نحو حياة متوازنة ومليئة بالمعنى

by باهر رجب
0 comments

بقلم / سامية البابلى

الصحة النفسية ليست فقط غياب الأزمات، بل هي حالة داخلية من السلام والقدرة على التكيّف والعمل والعطاء في حياة يومية مليئة بالتحديات. هذا المفهوم يتوافق تمامًا مع تعريف منظمة الصحة العالمية: “لا صحة بدون صحة نفسية” .

لماذا صحتنا النفسية هي لبّ الرفاهية؟

في عالم يتسارع فيه إيقاع الحياة ويزداد فيه الضغط والتوتر، تبرز الصحة النفسية كأحد أهم العوامل التى تحدد جودة حياة الإنسان.

فالرفاهية الحقيقية لا تقتصر على الثراء المادي أو النجاح المهني، بل تنبع من عمق الاستقرار النفسي والعاطفي الذي يشعر به الفرد. إن الصحة النفسية هي الأساس الذي ترتكز عليه كافة جوانب الحياة الأخرى، وهي المحرك الأساسي للسعادة والإنتاجية والنمو الشخصي.

 تأثير الصحة النفسية على الصحة الجسدية

تؤثر الصحة النفسية بشكل مباشر وعميق على الصحة الجسدية. فالضغط النفسي المستمر والقلق والاكتئاب يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية جسدية متعددة مثل أمراض القلب، وضعف جهاز المناعة، ومشاكل الجهاز الهضمي، والصداع المزمن. على النقيض، الأشخاص الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة يميلون إلى اتباع أنماط حياة صحية، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول طعام متوازن، والحصول على نوم كافٍ.

 

 الأداء في العمل والحياة المهنية

تلعب الصحة النفسية دوراً محورياً في الأداء المهني والإنتاجية. الموظفون الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة يظهرون مستويات أعلى من الإبداع والابتكار، ويتمتعون بقدرة أكبر على التركيز والتفكير ، ويمتلكون مهارات أفضل في التواصل والعمل الجماعي. كما أنهم أقل عرضة للغياب عن العمل والإرهاق المهني.

 

 العلاقات الاجتماعية والأسرية

الصحة النفسية الجيدة تمكن الأفراد من بناء علاقات قوية ومستقرة مع الأسرة والأصدقاء والزملاء. فالأشخاص الذين يتمتعون بصحة نفسية سليمة يتواصلون بشكل أفضل، ويظهرون تعاطفاً أكبر، ويتمتعون بقدرة على حل النزاعات بطرق بناءة. هذا يؤدي إلى شعور أكبر بالانتماء والدعم الاجتماعي، مما يعزز من شعورهم بالرفاهية والسعادة.

 استراتيجيات الوقاية وتعزيز الصحة النفسية

يمكن تعزيز الصحة النفسية من خلال ممارسات يومية بسيطة مثل ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على نظام نوم صحي، وتناول طعام متوازن. كما أن قضاء وقت في الطبيعة وممارسة الهوايات المفضلة يساهم في تحسين المزاج وتقليل الضغط النفسي.

وأيضا بناء علاقات إيجابية صادقة مع الأسرة والأصدقاء، التعاطف مع الآخرين

تعلم مهارات الضغط النفسي، والتعامل مع التحديات بطرق إيجابية

 

الرابطة الوثيقة بين الصحة النفسية ورضا الحياة

في النهاية، عندما نعتني بصحتنا النفسية، فإننا نستثمر في قدرتنا على العيش بكامل إمكاناتنا،. وعلى مواجهة تحديات الحياة بثقة ومرونة، وعلى بناء علاقات قوية ومعنوية، وعلى الإسهام بشكل إيجابي في مجتمعاتنا. الصحة النفسية ليست مجرد غياب المرض، بل حضور السلام والرضا والنمو المستمر في حياتنا.

الصحة النفسية ليست فخامة تُهدى للبعض، بل حق أساسي ومحرك لكرامة الإنسان وسعادته.

 

كاتبة المقال

الأستاذة سامية البابلى

كاتبة كتابة مقالات ومراجعات الكتب وتبدع في الفن التشكيلي والديكوباج وتؤمن بأن التعبير الإبداعي بالكلمة والريشة .

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00