اضطراب الشخصية النرجسية : بين الثقة المفرطة والعلاقات المعقدة

الشخصية النرجسية

كتب باهر رجب

دليل شامل عن الشخصية النرجسية

ماهية الشخصية النرجسية

الشخصية النرجسية

(Narcissistic Personality DisorderNPD)

هي اضطرابات شخصية تتميز بنمط سلوكي يتضمن شعورا مبالغا فيه بالأهمية الذاتية، الحاجة المستمرة إلى الإعجاب والتقدير من الآخرين، وعلاوة على ذلك نقصا في التعاطف مع مشاعر الآخرين. يشتق مصطلح “نرجسية” من الأسطورة اليونانية عن نرجس، الذي وقع في حب انعكاس صورته في الماء. كما يمكن أن تظهر النرجسية كسمة شخصية طبيعية بدرجات متفاوتة أو كاضطراب سريري إذا كانت تؤثر سلبا على حياة الفرد و الآخرين تابع المقال على تريندات.

وصف الشخصية النرجسية

الشخص النرجسي غالبا:

– يمتلك شعورا مبالغا فيه بالعظمة والأهمية الذاتية.

– يتوقع الإعجاب والتقدير المستمر من الآخرين.

– يبالغ في تقدير إنجازاته ومواهبه.

– يفتقر إلى التعاطف مع مشاعر الآخرين أو احتياجاتهم.

– يميل إلى استغلال الآخرين لتحقيق أهدافه الشخصية.

– يظهر غطرسة أو سلوكيات متعجرفة.

– يشعر بالغيرة من الآخرين أو يعتقد أن الآخرين يغارون منه.

– يهتم بشكل مفرط بالسلطة، النجاح، الجمال، أو الحب المثالي.

التشخيص

كذلك يتم تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية بناء على معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، وتشمل:

1. شعور مستمر بالعظمة (في الخيال أو السلوك).

2. الحاجة إلى الإعجاب المستمر.

3. نقص التعاطف مع الآخرين.

4. وجود خمسة أو أكثر من السمات التالية:

– المبالغة في تقدير الذات.

– الانشغال بالتخيلات حول النجاح أو القوة أو الجمال.

– الاعتقاد بأن الفرد “مميز” ولا يمكن فهمه إلا من قبل أشخاص مميزين آخرين.

– استغلال العلاقات بين الأشخاص.

– الشعور بالاستحقاق (توقع معاملة خاصة).

– الغطرسة أو التصرف بتعالى.

الملاحظات:

– حيث أن التشخيص يتطلب تقييما من متخصص في الصحة العقلية (طبيب نفسي أو معالج).

– كما يجب التفريق بين النرجسية كسمة شخصية طبيعية واضطراب الشخصية النرجسية.

– غالبا ما يصعب تشخيص النرجسيين لأنهم نادرا ما يطلبون العلاج بأنفسهم، لاعتقادهم بأنهم لا يعانون من مشكلة.

العلاج

علاوة على ذلك علاج الشخصية النرجسية قد يكون تحديا بسبب مقاومة الفرد للاعتراف بوجود مشكلة. ومع ذلك، تشمل الخيارات العلاجية:

1. العلاج النفسي (العلاج بالكلام):

   – العلاج المعرفي السلوكي (CBT):

يساعد على تغيير الأنماط الفكرية السلبية وتحسين الوعي الذاتي.

   – العلاج الديناميكي النفسي:

يركز على استكشاف الدوافع اللاواعية والتجارب المبكرة التي شكلت الشخصية.

   – العلاج الجماعي:

قد يساعد في تحسين التفاعلات الاجتماعية والتعاطف مع الآخرين.

2. العلاج الأسري:

– يساعد في تحسين العلاقات مع أفراد الأسرة الذين قد يتأثرون بسلوكيات الفرد النرجسي.

3. العلاج الدوائي:

– لا يوجد دواء محدد لعلاج اضطراب الشخصية النرجسية، ولكن يمكن استخدام الأدوية لعلاج الأعراض المصاحبة مثل الاكتئاب أو القلق.

4. التدخلات الذاتية:

– تعلم مهارات التنظيم العاطفي، تحسين التواصل، وتطوير التعاطف.

ملاحظات العلاج:

– يتطلب العلاج التزاما طويل الأمد.

– نجاح العلاج يعتمد على استعداد الفرد للتغيير.

– قد يكون من الصعب بناء علاقة علاجية بسبب ميل النرجسي للدفاع عن النفس.

الأهداف العلاجية

1. تعزيز الوعي الذاتي وفهم تأثير السلوكيات على الآخرين.

2. تحسين القدرة على التعاطف مع مشاعر الآخرين.

3. تطوير علاقات صحية ومتوازنة.

4. تقليل الشعور بالاستحقاق والغطرسة.

5. إدارة الانفعالات و الاستجابات العاطفية بشكل أفضل.

6. تحسين القدرة على التعامل مع النقد أو الفشل.

الاستراتيجيات

1. المعالجين:

– بناء علاقة علاجية قوية مبنية على الثقة.

– استخدام تقنيات مثل الإنعكاس (mirroring) لتعزيز شعور الفرد بالتقدير.

– التركيز على الأهداف العملية والملموسة.

2. للأفراد الذين يتعاملون مع نرجسيين:

– وضع حدود واضحة في العلاقات.

– تجنب المواجهات العاطفية الحادة.

– التركيز على التواصل الهادئ والحازم.

3. النرجسي نفسه:

– ممارسة التأمل واليقظة لتحسين الوعي الذاتي.

– الانخراط في أنشطة تعزز التواضع، مثل العمل التطوعي.

– طلب ملاحظات بناءة من أشخاص موثوقين.

الإيجابيات

– الثقة بالنفس:

النرجسيون غالبا يمتلكون ثقة عالية تجعلهم قادة فعالين.

– الطموح:

دافعهم للنجاح يمكن أن يؤدي إلى إنجازات كبيرة.

– الجاذبية:

قد يكونون ساحرين و جذابين في البداية.

– القدرة على اتخاذ القرار:

يميلون إلى اتخاذ قرارات سريعة وواثقة.

السلبيات

– نقص التعاطف:

يؤدي إلى علاقات سطحية أو متوترة.

– الحساسية المفرطة للنقد:

قد يتفاعلون بغضب أو دفاعية.

– الاستغلال:

الميل لاستخدام الآخرين لتحقيق أهدافهم.

– صعوبة الحفاظ على العلاقات:

بسبب سلوكياتهم المتعجرفة أو المطالبة.

– الشعور بالعزلة:

قد يشعرون بالوحدة بسبب صعوبة بناء علاقات عميقة.

المعوقات

1. مقاومة العلاج:

النرجسيون غالبا لا يرون حاجة للتغيير.

2. الدفاعات النفسية:

مثل الإنكار أو التبرير، مما يعيق التقدم العلاجي.

3. صعوبة التعاطف:

يجعل من الصعب بناء علاقات علاجية أو اجتماعية فعالة.

4. التوقعات غير الواقعية:

قد يتوقعون نتائج فورية أو معاملة خاصة.

5. العلاقات المتوترة:

قد يؤدي سلوكهم إلى صراعات مع العائلة أو الأصدقاء.

الحلول

1. تثقيف الذات:

فهم طبيعة الاضطراب يساعد في التعامل معه.

2. العلاج المستمر:

الالتزام بجلسات علاجية طويلة الأمد.

3. دعم الآخرين:

إشراك الأسرة أو الأصدقاء في العملية العلاجية.

4. تطوير مهارات التواصل:

تعلم كيفية الاستماع والتفاعل بشكل إيجابي.

5. إدارة التوقعات:

تحديد أهداف واقعية للعلاج والعلاقات.

ملاحظات إضافية

– النرجسية كسمة مقابل الاضطراب:

ليست كل السمات النرجسية تشير إلى اضطراب. السمات النرجسية الخفيفة قد تكون مفيدة في سياقات معينة (مثل القيادة أو الإبداع)، ولكن الاضطراب يسبب ضررا كبيرا.

– التأثير على الآخرين:

العيش أو العمل مع شخص نرجسي قد يكون مرهقا عاطفيا، لذا من المهم وضع حدود صحية.

– الثقافة و النرجسية:

كذلك بعض الثقافات أو البيئات (مثل وسائل التواصل الاجتماعي) قد تعزز السمات النرجسية، مما يجعل من الصعب تمييز الاضطراب.

الخلاصة

علاوة على ذلك اضطراب الشخصية النرجسية هو حالة معقدة تتطلب فهما عميقا وتدخلات متخصصة. على الرغم من التحديات، يمكن تحقيق تحسينات من خلال العلاج النفسي، الدعم الاجتماعي، والالتزام بالتغيير. إذا كنت تتعامل مع شخص نرجسي أو تشك بأنك تعاني من هذه السمات، فإن استشارة متخصص في الصحة العقلية هي الخطوة الأولى نحو التحسن.

Related posts

عمر الإنسان هل يُقاس بالسنوات أم بعدد اللحظات التي عاشها بقلبٍ حي ؟!

وردة الجزائرية فى ذكرى ميلادها .. أسرار تنشر لأول مره “حب وألم ودموع”

مجلس الوزراء يقر 9 قرارات مهمة خلال اجتماعه الأسبوعي