الرئيسية » الشاشات والتكنولوجيا تسرق أحلام الطفولة

الشاشات والتكنولوجيا تسرق أحلام الطفولة

تم نشر المقال بصحيفة اليوم الدولى عدد مايو

by محمد عجاج زيدان
0 comments
الشاشات والتكنولوجيا تسرق أحلام الطفولة

الشاشات والتكنولوجيا تسرق أحلام الطفولة تابع التفاصيل على تريندات.

ونحن في غفلة عنهم ……

أحذر من لص التكنولوجيا الخفي…

خطر يهدد أطفالنا ونحن في غفلة عنه….

الشاشات والتكنولوجيا تسرق أحلام الطفولة

أصبحنا في زمن مخيف كل شيء مباح، وأصبحت شاشات التكنولوجيا لص خفي يسرق أحلام الأطفال ويغتالها في صمت ، علي مسمع وأعين الوالدين دون التنبيه للخطر المحيط بأطفالهم ، فالآباء والأمهات في غفلة عن أولادهم باعتقادهم إن التكنولوجيا تلعب دورًا مهمّاً في بناء شخصية الأطفال واليافعين،

بقلم : زينب النجار 

لا شك بإن التطور التكنولوجي الذي يشهده عالمنا المعاصر ساعد علي العديد من الاختراعات المفيدة التي بدأت تدخل في تفاصيل حياتنا اليومية والتي أصبحت جزأ لا يتجزأ من ضروريات الحياة حيث لا يمكن الاستغناء عنها، وأصبحت بديلا عن مقدمي الرعاية ، فأصبح الوالدين يعتمدون علي التطبيقات وأجهزة التكنولوجيا الحديثة التي تكون مزودة بألعاب جذابة وألوان ساطعة واصوات صاخبة تضمن بقاء الأطفال مشغلين بعيد عنهم ، ولا يعلمون إن هذا الاعتماد المكثف علي الشاشات والتكنولوجيا يجلب متاعب ومضاعفات لا يمكن التغافل عنها ، فإن الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية يؤثر علي صحة الطفل ويسبب في زيادة نسبة الدهون لدى الأطفال، ويحد من فرص التفاعل الاجتماعي التي تعد ضرورية لنموه المعرفي والثقافي والعاطفي بالإضافة إلى تناقص ساعات النوم لديهم، والعكس صحيح. الأطفال الذين استخدموا التكنولوجيا من بين 3 إلى 4 ساعات في اليوم كانوا أكثر عرضة بنسبة 50% للوقوع في سلوكيات خطيرة وتأثيرات سلبية على سلوك الطفل والمراهق، من حيث انعكاس أساليب العنف والسلوكيات السلبية التي لا تنتمي إلى قيمنا الإسلامية العظيمة وعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة…

فلماذا لم يلجأ الأهالي إلي نزع شاشات الهواتف والاجهزة الذكية ، نحتاج إلي وقفة حقيقية نحتاج إن نعيد أطفالنا إلي اللعب والرياضة نحتاج نعيدهم إلي الحركة وروح التحدي ونبض الحياة الحقيقية …
أين دور الأهل في تعزيز ثقافة الحوار المفتوح أين الدعم وإظهار المسئولية ..

لماذا لم يفكر الآباء والأمهات بنزع الأجهزة من أطفالهم و تحفيزهم علي ممارسة الرياضة ، فعندما تنزع الهاتف من بين يدي طفلك، لا تسلبه شيئًا، بل تهديه كل شيء. تهديه التركيز، والثقة بالنفس والانضباط، واحترام الذات، والقدرة على المواجهة. وعندما تجبره علي ممارسة الرياضة فأنت لا تزرع فيه العنف، بل تزرع فيه القوة على مقاومة العنف، وتعلمه أن الانتصار لا يكون بالضرب، بل بالتحكم والسيطرة على النفس أولًا ، فالرياضة بديل حضاري ، كما أنها أفضل من الجلوس بالساعات علي شاشات رقمية تؤثر علي صحة طفلك

الشاشات والتكنولوجيا تسرق أحلام الطفولة

الشاشات والتكنولوجيا تسرق أحلام الطفولة

فالرياضة مثل السباحة والملاكمة والكاراتيه وألعاب القوي كغيرها من الرياضات القتالية، لا تخلق أطفالًا عدوانيين، بل أطفالًا أقوياء، متزنين، يعرفون متى يدافعون عن أنفسهم، ومتى يتراجعون. تُعلمهم الالتزام والانضباط، وتحرر طاقتهم من قيد الأجهزة إلى عالم الحركة والتحدي والتطور ، مسؤوليتك كأب أو أم ، إن تراقب سلوك طفلك لا يعني أن تتحكم فيه، بل أن تقوده نحو ما ينفعه. أمنحه فرصة ليجرب الرياضة، ليخوض التحدي، ليقع ويقوم، ليخسر وينتصر ، لا تتركه أسيرًا لمنصات التواصل، بل أفتح له باب التواصل الحقيقي
مع مدرب ونادي ، ومع أصدقاء جداد
و مع نفسه…

فعندما يمارس الطفل الرياضة لأول مرة فهو يدخل مدرسة حياة واسعة سيتعلم الصبر، والتحمل، والاحترام، والاعتماد على النفس سيخرج كل توتره بشكل آمن وصحي، وسيرى نفسه بطلًا، لا متابعًا سلبيًا …
فيجب علي الأهالي معالجة الأمر بدلاً من الاستسلام له وتوفير أنشطة بديلة عن لص التكنولوجيا ، بوضع قواعد واضحة تحدد عدد الساعات التي يسمح فيها باستخدام الشاشات وأجهزة التكنولوجيا وتخصيص المزيد من الوقت مع الأسرة لأبناء بعيدين عن الأجهزة واستثمار طاقاتهم في الرياضة ..

فدور الأهل مهم جدًا في تنشئة الأطفال في هذا السن، فدورهم ليس يشمل توفير الاحتياجات الأساسية فقط بل هو أبعد من هذا فتقديم الدعم العاطفي والتوجيه والرعاية عناصر ضرورية ومهمة لنمو الطفل وتقدمه ..

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00