الرئيسية » الذكاء الاصطناعي.. معركة القرن بين البقاء والسيطرة

الذكاء الاصطناعي.. معركة القرن بين البقاء والسيطرة

by باهر رجب
0 comments

  بقلم/ إيمان سامي عباس 

الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد برنامج على الكمبيوتر أو أداة تسهّل حياتنا اليومية، بل صار ثورة شاملة تغيّر شكل العالم. اليوم تدور معركة كبرى بين الولايات المتحدة، التي تحاول الحفاظ على زعامتها العالمية، والصين التي وضعت هدفًا واضحًا: أن تصبح الدولة الأولى في هذا المجال بحلول 2030.

كل طرف يعرف أن التأخر يعني الخروج من سباق الكبار، لذلك تضخ الدول مليارات في البحث والتطوير. لكن الذكاء الاصطناعي لا يؤثر فقط في القوة السياسية، بل يضرب سوق العمل بقوة.

تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي تشير إلى أن 85 مليون وظيفة قد تختفي بحلول 2025، مقابل 97 مليون وظيفة جديدة تحتاج مهارات عالية في تحليل البيانات والبرمجة وإدارة الأنظمة الذكية. الخطر الحقيقي هو الفجوة بين أصحاب المهارات البسيطة الذين قد يجدون أنفسهم خارج اللعبة، وبين القادرين على مواكبة العصر.

الأمر لا يقف عند الوظائف. الأخطر أن الذكاء الاصطناعي دخل مجال الحروب. تخيلوا طائرات مسيّرة تقتل من دون تدخل بشري، أو أنظمة ذكية تحدد مصير المعركة في ثوانٍ. من يطلق النار؟ جندي؟ آلة؟ أم خوارزمية بلا قلب ولا ضمير؟ هنا تكمن الكارثة.

وفي الاقتصاد، الذكاء الاصطناعي أصبح أثمن من الذهب والنفط. من يملك البيانات الضخمة، والحوسبة السحابية، والشرائح الإلكترونية العملاقة، يملك مفاتيح اقتصاد القرن الحادي والعشرين. أمريكا تراهن على شركاتها الكبرى، الصين تبني مصانعها العملاقة، وأوروبا تحاول اللحاق بالركب.

العالم إلى أين؟

لكن وعلي الرغم من كل هذا فأن الصراع ليس اقتصاديًا وعسكريًا فقط، بل هو أيضًا صراع على القيم. الغرب يتحدث عن الحرية والخصوصية، بينما الصين تربط كل شيء بسلطة الدولة. ومن يفرض معاييره في الذكاء الاصطناعي، سيفرض رؤيته على العالم كله.

نحن أمام لحظة فاصلة في تاريخ البشرية. إما أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى وسيلة للتعاون وحل مشكلات كبرى مثل المناخ والغذاء، أو يصبح أداة للصراع والسيطرة. والمؤشرات للأسف تقول إننا أقرب للسيناريو الثاني، لعالم تحكمه الخوارزميات وتسيطر عليه القوى الكبرى.

الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية، بل لغة القوة الجديدة. من يتأخر يُقصى، ومن يتقدم يحكم. إنها معركة القرن، معركة العقول والبيانات والخوارزميات، التي ستحدد شكل العالم لعقود قادمة.

كاتبه المقال

إيمان سامي عباس

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00