الحلم وقود الروح .. لا تجعل الإستسلام للحاضر يحرمك من أن تحلم

الحلم وقود الروح .. لا تجعل الإستسلام للحاضر يحرمك من أن تحلم

 

بقلم الباحثة/ زينب محمد شرف

 

الحلم وقود الروح لا تجعل الإستسلام للحاضر يحرمك من أن تحلم، ولا تطفئه بصعوبة اللحظة، وفي زحمة الواقع وصعوبة التحديات اليومية قد تشعر بأن الحلم رفاهية لا مكان له في عالمٍ يطحنه الروتين، والضغوط.

ولعل كثيرين منا مرّوا بلحظات فقدوا فيها الشغف، واكتفوا بالاستسلام للحاضر بما فيه من مشقة، ودون أن يجرؤ على النظر إلى الغد أو التطلع إلى ما هو أفضل، ولكن هل يُعقل أن نُطفئ نور الحلم لأن الحاضر مظلم؟ وهل يُجدي أن نغلق أبواب الأمل فقط لأن الرياح عاصفة؟

 

الماضي ليس مكانًا للإقامة

 

الماضي ليس مكانًا للإقامة، بل محطة نتوقف عندها لنتعلّم، ولذلك انظر إلى الماضي بعين الامتنان لا الندم، وسير نحو حاضرك بقلبٍ مليء بالأمل والطموح، ولا تجعل من الماضي مسكنك، بل اجعله معبرًا إلى مستقبلك.

وإن الاستسلام للحاضر لا يعني فقط القبول بالواقع، بل قد يكون تخليًا غير واعٍ عن الأحلام، وتجميدًا لإرادتك في التعبير، كأنك توقّع صمتًا دائمًا على ما لا يليق بعقلك ومشاعرك اليوم، الرضا بالحاضر لا بأس به، لكن الاستسلام له انطفاء بطيء لما يمكن أن يكون.

ولذلك ما مضى مضى، وانت ما زلت عايش تملك القرار، تخلص من ثقل الماضي، ما دمت تشعر فأنت حيّ، وما دمت تسعى فأنت أقوى من كل يأس.

احلم، الحلم ليس خيالًا ساذجًا، بل هو أول خطوة نحو واقع مختلف:

اؤكد لك أن الحلم ليس خيالًا ساذجًا، بل هو الدافع الأول لكل إنجاز تحقق في علمك، والسعداء، والناجحين في وقت كانوا يملكون الحلم فقط، لكنهم تمسكوا به، ولم يسمحوا للحظة الراهنة أن تسجن رؤاهم، وترفض مشاعرهم، وإنسانتيهم.

ربما يكون الحاضر صعبًا مليئًا بالعقبات، وقد لا ترى فيه بصيصًا واضحًا للأمل، ولكن الحلم يمنحك القدرة على تجاوز هذا الحاضر على خلق الدافع للاستمرار، والسير بخطى ثابتة نحو ما تطمح إليه، وكل ما تحتاجه هو الجراءة، الواقع ليس نهاية الطريق، بل بدايته.

لذلك غدًا لا يتطلب ظروفًا مثالية، بل روحًا تقاوم، وعقلًا يؤمن، ونفسًا تتوق إلى ما تتمنى اليوم، لتعيش مره أخرى، بشكل أخر وأفضل من الأمس.

 

تنفس وتمسك بالأمل

 

ومن هذا المنطلق لا تجعل الاستسلام للحاضر يحرمك من أن تحلم، لأن الحلم قد يكون المفتاح الوحيد الذي يفتح لك أبواب الغد، ولا تجعل إختيار الماضي كل حاضرك، بل اجعل منه درسًا تتجاوزه، لا سجنًا تبقى فيه، أترك العقل يحلل، والقلب يشعر، وبينهما تُبنى أعظم الإنجازات، وختامًا المستقبل لا ينتظر المترددين.

 

كاتبة المقال الباحثة/ زينب محمد شرف

Related posts

وردة الجزائرية فى ذكرى ميلادها .. أسرار تنشر لأول مره “حب وألم ودموع”

مجلس الوزراء يقر 9 قرارات مهمة خلال اجتماعه الأسبوعي

تشريح نقدي لرواية سردية وطن للكاتب الليبي محمد عياد المغبوب