الحصاد المر .. هزيمة إسرائيل والتضحيات الضخمة عبر التاريخ لفتح وحماس 

 

 

الحصاد المر .. متوالية الخطأ عن صلابة حماس و قوتها .

فمن الأخطاء التاريخية أن المحتل يظن دائمًا بحتمية قتل الروح النضالية باستراتيجيات و حركات صبيانية سخفية مثل قتل القادة أو المدنيين العزل و اتخاذهم كدروع بشرية إما لقوة الروح أو مالك الروح و ديمومتها المستمرة ، في إشارة لاستخدام الترويع و القتل و التنكيل ظنًا منه أن ذلك سينهيه سريعًا و يبتر جذوره العميقة الضاربة .

 

أما ما يجاهله أي محتل أن الروح و العقيدة التحريرية إن اتصلت بفك الاستعمار و التخلص منه اشتدت و أصقلت فولاذًا حولها قوامه التضحيات و مكوناته الأشلاء و الدماء ،

مثلما تؤكد الفيلسوفة الأمريكية نويل مكافي أن اللاوعي السياسي إن اتصل بالنفس بات مستقلًا أكثر لا يستخدم إلا للتفكير في إعادة التكوين و التهئية حتى و لو بلغ أنه وصل تحت عيون العدو .

و تلك مفارقة عجيبة حيث أنها تبثت بحق أن موت الرجال يؤتي برجال أشد بأسا و أقوى منعة ، و فتح لها سجل أقدم من حماس في ذلك لإنها كانت ذات ثقافة صلبة صائبة تعتمد عليها استجابة للعدوان .

و في ذلك ، نذكر فقط الحادثة الشهير التي كانت سببًا في نقل الحركة للكويت حيث تحركت الحركة بعد تعاونها مع الأردن شعبيًا فقدمت لها كافة الالتزامات و الأسلحة و انتصرت في أول معركة فعليًا في عام ١٩٦٨ أي بعد النكسة بعام في ٥ ساعات فقط برغم ضحايها البالغة عددهم المئة شهيد ، و قلة عدد قتلى العدو .

الحصاد المر

و لهذا الأمر مارس العدو ألاعيبه المفضلة في التفرقة بينهم فجعل ملك الأردن عبد الله الأول في نهاية المطاف يقتل و يعمل الأسلحة فيهم حتى نفاهم للكويت برفقة مؤسسي الحركة أحمد الشقيري و ياسر عرفات و وقوع حادثة أيلول/سبتمبر الأسود عام ١٩٧٠ ، التي اعتبرت أول حرب أهلية في التاريخ بين الشعبين الأردني و الفلسطيني ، حتى مات الشقيري بعدها بعام و نصف في عام ١٩٧١ ،

حركة فتح

و انتقلت الحركة لجناح ياسر عرفات بالكلية ، حتى توفي عرفات بعد حصاره في مدينة رام الله و انتقاله للموت بأحد مستفشيات باريس في ٢٠٠٤ بعد مسيرة نضال شابها خطئية أوسلو التى تعتبر ، وفقًا لمحللين و محامين كثر ، جناية تاريخية أسلمت إسرائيل زمام الأمور في الضفة و القدس .

حركة حماس

 

فوفقًا لجوزيف ناي ، توظيف القوة يحدد بمدى رؤية النتيجة العملية لها و فاعلية الاستخدام المباشر ، أو بعبارة أخرى الاستخدام الأعمى للعنف و القوة الغاشمة تجلب نتائج عكسية قد تهدم أي دولة من الأصل . فما بالكم بدولة احتلال تواجه معارضة و تحدي و مواجهة شعبية عالمية من شعوب أفاقت على كابوس إبادة جماعية و كيل بمكيالين في وسائل الإعلام بطريقة حقيرة و استعلالية و تروج الأكاذيب في أغلب ما يغطى صحفيًا ،

بعكس المقاومة التي طالما نقلت الصور الحقيقة لحركات التحرير الطبيعي عبر تاريخها الواسع ، و أن متوالية الخطأ في الاحتلال الإسرائيلي نتيجة استعلاء و تفاخر و فتح المجال له من الدول الغربية بفعل ما يحلو له ،

كمختل أعطى سلاح ليصفي الجميع فما استطاع أن يقرب هدفه إلا بعد خسارة جودة سلاحه ،

في وسط ندية و عناد الطرف الآخر نفسه و ثقته بالأسلحة في تشابه واضح لما قاله إدوارد سعيد عن الضعف الإسرائيلي في البنية السياسية في استخدامه و تمثيله للعنف مما يجعله تحت صفيح ساخن يحتاج فقط للحظة اشتعال مناسبة.

.

منذ عملية السابع من أكتوبر، سعى الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق أي انتصار عسكري أو استراتيجي واضعُا لذلك في بداية الأمر أمرًا يستحيل تحقيقه يتمثل في القضاء التام على حركة حماس في غزة بذراعيها العسكري و السياسي

وذلك دون أن يضع في اعتباره أن حماس فكر قبل أن تكون أسلحة و صواريخ و أنظمة و هياكل ، و أن الحلم هذا سيكتب الفصل الأخير من عمر الاحتلال الإسرائيلي اللقيط ،

مكررًا نفس السياسات الخاطئة نفسها، معتبرة ذلك انجازًا عسكريًا و منفذين بذلك متجاهلين حجم كارثية النتائج و أثرها الرجعية التي أذاقتها لهم المقاومة.

و بعد شهرين من تأكد نتنياهو نفسه من استحالة القضاء على حماس ، توسع في عشوائية القصف و جعل غزة غير قابلة للحياة من باب التحكم على الأهالي و جعلهم شوكة و خنجر في ظهر المقاومة للقضاء عليهم دون أن يتذكر أن المقاومة من صلب و أصل معدن الأهالي ،

بل أزاد الدكتور جوزيف مسعد لينقلها لمرحلة الديمومة الشعبية الممتدة للمسألة الفلسطينية كلها من ١٩٤٨ حتى الطوفان ، و ستمدد حتى التحرير لإنها مبنية بالأصل على شروط و مبادئ شعبية .

و عطفًا على ذلك، فإن إسرائيل قتلت الشيخ المؤسس أحمد ياسين المؤسس للحركة عام ٢٠٠٤ ، و عبد العزيز الرنتسنتي عام ٢٠٠٥ ، و عماد الغول في عام ٢٠٠٧ بعد قتلهم لابنه بلال ، و نزار ريان في ٢٠٠٩ ،

و كذلك يحيى عياش عام ١٩٩٨ ، و عماد عقل ١٩٩٦ . و مع عمليات القتل المعادة و المكررة بات من المفهوم تحقق حقيقة أن كلما زاد عنف الاحتلال اقتربت نهايته الحقيقة و الواقعة للأبد كما يؤكد جدعون ليفي و عميرة هس .

Related posts

كيف تصبح تريند وتصبح حديث السوشيال ميديا .. معلومات ذهبية

للإحتفاء باليوم الوطني للسعودية ل94 ..فعاليات متنوعة في عدة مدن سعودية

الملك عبدالعزيز آل سعود .. صنع تاريخ  المملكة ورسم جغرافيتها بتوحيده للبلاد