الجمارك الترامبية .. خسائر فادحة وعواقب وخيمة على سوق السيارات العالمي

الجمارك الترامبية

الجمارك الترامبية … قدرت بعض الدول المصنعة والمستوردة في قطاع السيارات، الخسائر الفادحة الناجمة عن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسوما جمركية على الواردات، بقيمة مليارات الدولارات، وبالطبع ستكون العواقب وخيمة كما ذكر مركز التجارة الدولية، وهو وكالة مشتركة بين منظمة التجارة العالمية والأمم المتحدة، ويهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال الصادرات، بمساعدة الدول النامية التي تمر بمرحلة انتقالية تابع مع تريندات التفاصيل.

تقرير: دعاء علي

تأثير الجمارك الترامبية على سوق السيارات

حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،خلال مؤتمر صحفي بشأن إعلان حزمة التعريفات الجمركية الجديدة الأربعاء الماضي، إننا سنفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على السيارات الأجنبية، وأن الوظائف والمصانع ستعود مجددا إلى الولايات المتحدة، متابعا إن الاتحاد الأوروبي يفرض علينا 10% من التعريفات و20% من الضرائب، وأن الولايات المتحدة على مدار عقود لم ترد على أي دولة فرضت عليها رسوما جمركية.

اليابان خسائر 17 مليار دولار

بينما قدر مركز التجارة الدولية أمس الجمعة أن اليابان قد تخسر صادرات سيارات محتملة إلى الولايات المتحدة بقيمة 17 مليار دولار بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على قطاع السيارات.

الجمارك الترامبية

وقالت جوليا سبايز مديرة قطاع التجارة ومعلومات السوق في مركز التجارة الدولية للصحفيين في جنيف “يشكل قطاع السيارات الياباني 20% من إجمالي صادرات البلاد، وتتجه غالبية الصادرات إلى السوق الأميركية”، مؤكدة: تعني الرسوم الجمركية المحددة بنسبة 25% على هذا القطاع والتي دخلت حيز التنفيذ أمس أن اليابان قد تخسر ما قيمته 17 مليار دولار من إمكانات التصدير إلى الولايات المتحدة وفقا لحساباتنا”.

حيث أظهرت دراسات  أجرتها رويترز أن الرسوم الجمركية تشمل ما تفوق قيمته 460 مليار دولار من واردات المركبات وقطع غيار السيارات سنويا.

نداءات للاتحاد الأوروبي بالرد القوي على ترامب

وقال مركز التجارة الدولية أن سلوفاكيا واليابان وهندوراس من بين الدول الأكثر تعرضا للآثار السلبية للرسوم الجمركية الأميركية على السيارات. وتمثل السوق الأميركية حصة كبيرة من صادرات قطاع السيارات في هذه الدول. وأشار المركز إلى أن اليابان قد تسعى إلى تنويع وجهات تصدير السيارات.

وقالت شركة أندرسون إيكونوميك جروب الاستشارية في تقريرها الخميس الماضي: إن الرسوم الجمركية الجديدة على السيارات قد تكلف المستهلكين الأميركيين أكثر من 30 مليار دولار من زيادة في أسعار السيارات وانخفاض في مبيعاتها في العام الأول من تطبيق الرسوم.

تحذيرات اتحاد صناعة السيارات الألماني

أما في ألمانيا صناعة السيارات، تشكل إحدى ركائز الاقتصاد الألماني وهي القطاع الصناعي الأكبر في البلاد.

بينما علق اتحاد صناعة السيارت الألماني “في دي إيه”، على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على واردات بلاده من دول العالم أجمع، مطالبأ الاتحاد الأوروبي بالرد عليها بقوة كونها ستُسبّب خسائر فادحة، وفقا لما ذكرته سكاي نيوز.

وفي بيان له قال الاتحاد الذي يمثل قطاع صناعة السيارات الألمانية، إنّ “الاتحاد الأوروبي مُطالب الآن بالعمل معا وبالقوة اللازمة، مع الاستمرار في التعبير عن استعداده للتفاوض”، محذرا من أن الخسارة لن تقتصر على ألمانيا بل ستطال المستهلك الأمريكي وصناعة السيارات الأمريكية نفسها.

وقال البيان “إن المستهلك الأمريكي سيعاني من جراء هذه الحمائية التجارية من ارتفاع معدل التضخم وتقلص نطاق المنتجات، وهو أمر من شأنه أيضا أن يقلل الضغوط على الشركات الأمريكية للابتكار ويضعف قدرتها التنافسية”.

وفي تحذير آخر، أوضح اتحاد صناعة السيارات الألماني في بيانه من أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب تمثل عبئا وتحدّيا كبيرا بالنسبة لصناعة السيارات العالمية وهو أمر من شأنه أن يؤثر أيضا على العمالة، مناشدا: بروكسل إبرام اتفاقيات للتجارة الحرة “مع أكبر عدد ممكن من المناطق في العالم” لكي يصبح الاتحاد الأوروبي “بطلا للتجارة العالمية الحرة والعادلة”.

وبحسب تصريحات ترامب، فإن كل واردات الولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبي ستخضع لتعرفة جمركية بنسبة 20%، أما الواردات من السيارات فتبلغ نسبة الرسوم الجمركيةالتي ستفرضها الولايات المتحدة عليها 25%.

كندا تكافح الرسوم الجمركية الأمريكية

وكانت كندا قد أعلنت فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات المصنعة في الولايات المتحدة ردا على رسوم ترامب،

وأكد رئيس الوزراء الكندي في بيان له: “سنكافح الرسوم الجمركية الأمريكية حتى يتم إلغاؤها”، مشيرًا، إلى أنّ الرسوم الجمركية مأساة، وأن علاقات التكامل العميقة السابقة مع الولايات المتحدة انتهت، فالرسوم الجمركية الأمريكية تستهدف الاقتصاد العالمي وليس بلادنا فقط.

بينما منحت الولايات المتحدة، استثناءات وإعفائات جزئية للسيارات المصنعة في بعض الدول، كالمكسيك وكندا، والتي تلتزمان بشروط اتفاقيات التجارة الحرة معها، ولن يُطلب من  شركات صناعة السيارات دفع رسوم على مكونات مثل المحركات وناقلات الحركة والبطاريات المصنوعة في الولايات المتحدة والتي يتم تركيبها لاحقاً في السيارات داخل المصانع المكسيكية أو الكندية.

تأثير الرسوم الجمركية على هذه الأنواع من السيارات

يتوقع خبراء أن يقلل هذا الإجراء من تأثير الرسوم الجمركية على بعض السيارات، مثل شيفروليه إكوينوكس الكهربائية، التي يتم تجميعها في المكسيك، ولكنها تحتوي على بطارية وأجزاء أخرى مصنوعة في الولايات المتحدة، لذلك ستدفع شركة جنرال موتورز رسوماً فقط على الجزء من السيارة المصنوع في الخارج.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز: أن قطع غيار السيارات، سوف تتأثر بالرسوم الجمركية والتي ستؤدي إلى زيادة تكلفة السيارات المصنعة في ميشيجان، وتينيسي، وأوهايو وولايات أميركية أخرى. ويرجع ذلك إلى أن معظم السيارات المنتجة في المصانع الأميركية تحتوي على مكونات مصنوعة في الخارج، والتي تمثل في كثير من الأحيان أكثر من نصف تكلفة السيارة.

ووفقاً لبيانات الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة، فإن حوالي 90% من قيمة بعض سيارات مرسيدس-بنز المصنوعة في ألاباما تأتي من المحركات وناقلات الحركة المستوردة من أوروبا.

الجمارك الترامبية

كما أشارت الصحيفة إلى أن التأثير على السيارات سيختلف بشكل كبير حسب نسبة الأجزاء المصنوعة محلياً. فعلى سبيل المثال، سيارات تسلا موديل Y المصنوعة في تكساس وكاليفورنيا أو هوندا باسبورت المصنوعة في ألاباما تحتوي على نسبة مرتفعة من الأجزاء المنتجة في الولايات المتحدة، وبالتالي ستخضع لرسوم جمركية أقل.

في المقابل، ستكون الرسوم الجمركية في أعلى مستوياتها على السيارات المصنعة بالكامل في الخارج، مثل تويوتا بريوس المصنوعة في اليابان أو سيارات بورشه الرياضية المصنعة في ألمانيا، ويمتد تأثير ذلك إلى أصحاب السيارات المستعملة أيضاً، حيث سيرتفع سعر قطع الغيار مثل الإطارات، وأقراص المكابح، وفلاتر الزيت بسبب الرسوم الجديدة.

وقال الرئيس التنفيذي المشارك لشركة Virginia Tire and Auto مايكل هوولمر، وهي سلسلة متاجر لصيانة وإصلاح السيارات، إن شركته ومورديه سيحاولون في البداية استيعاب معظم الزيادة في التكاليف.

وأشار المحللون إلى أن أسعار السيارات المستعملة قد ترتفع مع مرور الوقت، حيث سيتحول المشترون إلى السوق الثانوية مع ارتفاع أسعار السيارات الجديدة. ومن المحتمل أيضاً أن ترتفع أقساط التأمين، نظراً لارتفاع تكاليف الإصلاح.

Related posts

القناطر .. رحلة السياسة من الأتوبيس للصواريخ “تحليل خفي للصراع الإيراني الإسرائيلي”

سيناريو ما يحدث بين إسرائيل وايران هل هو سيناريو حرب حقيقيه ام مسلسل هزلي

إيران تقلب موازين اللعبة .. فهل ستشكل شرق أوسط جديد؟