الجرأة اللطيفة هي مفتاح القوه دون أن تفقدي الأنوثة
بقلم / جيهان أيوب
الجرأة اللطيفة.. العالم يميل حاليا إلي تفسير اللطف على أنه ضعف، تبرز فكرة الجرأة اللطيفة كجسر ذهبي بين قوتك الداخلية وقدرتك على الحفاظ على دفء قلبك. الجرأة هنا لا تعني الصراخ أو التصادم، ولا اللطف يعني الاستسلام أو التنازل، بل هو مزيج فريد يسمح لكِ بأن تعبّري عن نفسك بوضوح واحترام، مع الاحتفاظ برونقك الإنساني.
تخيّلي أن كلماتك مثل الماء، يمكنها أن تشق الصخر إذا كانت متدفقة بثبات، لكنها في نفس الوقت تروي العطش وتنعش الأرواح. هذا بالضبط ما تفعله الجرأة اللطيفة، فهي تمكنك من قول “لا” عندما تحتاجين، وفي الوقت نفسه تترك أبواب الاحترام والمودة مفتوحة.
لماذا يصعب علينا أحيانًا أن نكون جريئات بلطف؟
جزء من الأمر يعود إلى التربية التي ربطت بين الأنوثة والصمت أو التنازل، وجزء آخر إلى خوفنا من أن نفقد محبة الآخرين إذا عبّرنا عن احتياجاتنا. هنا تأتي الجرأة اللطيفة لتذكّرنا بأننا نستحق الاحترام بقدر ما نستحق الحب، وأننا نستطيع الحصول على الاثنين معًا إذا تعلمنا الموازنة.
كيف نمارس الجرأة اللطيفة في حياتنا اليومية؟
1. ابدئي بالوضوح مع نفسك: قبل أن تعبّري للآخرين، تأكدي أنك تعرفين بالضبط ما تريدينه وما لا تريدينه. وضوحك الداخلي هو أساس حديثك الخارجي.
2. استخدمي لغة هادئة لكن حازمة: نبرة الصوت كثيرًا ما تحدد كيف تصل رسالتك، فالكلمات الحازمة بلطف تترك أثرًا أعمق من الانفعال.
3. اختاري الوقت المناسب فالجرأة ليست سباقًا مع اللحظة، أحيانًا يكون اختيار التوقيت الصحيح هو مفتاح النجاح في إيصال فكرتك.
4. تذكري أن الآخر ليس عدوًا حتى في الخلافات، افترضي حسن النية، فهذا يحافظ على الروابط ويمنع تصاعد التوتر.
قد تجدين أن الجرأة اللطيفة تمنحك شعورًا بالتحرر، لأنها تعفيك من دور الضحية أو المهاجمة، وتضعك في مكانة الإنسانة الواعية التي تعرف قيمتها، وتحترم ذاتها والآخرين في آن واحد.
وفي النهاية، تذكري أن اللطف ليس ضعفًا، وأن الجرأة ليست قسوة. حين يجتمعان، يصنعان نوعًا من السحر الشخصي الذي يفتح الأبواب، ويكسب القلوب، ويعكس صورة امرأة متصالحة مع نفسها، قادرة على قيادة حياتها بهدوء وثقة.
كاتبه المقال / جيهان أيوب
