التصعيد الأخطر والرد المصري على سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح
بقلم دكتور/ ابرام سامي
مصر تدين العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية وسيطرتها على الجانب الفلسطيني لمعبر رفح
بعد ساعات قليلة من اقتحام إسرائيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني ورفع العلم، أصدر مجلس النواب المصري بيانا حمّل فيه كل الأطراف المعنية خاصة الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية كاملة عن أي عمل يؤدي لتصعيد الأحداث وتقويض المفاوضات كما نددت الخارجية المصرية.
وأعلن المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، خلال الجلسة العامة للبرلمان، اليوم الثلاثاء، أن البرلمان يتابع ما يحدث بشأن مستجدات الأوضاع بالأراضي الفلسطينية، واصفا العدوان الإسرائيلي بـ”الكابوس الإنساني”.
مؤكدا أن المجلس يتابع بكل اهتمامٍ، تطور الأحداث خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، والتي سلكت مسارات متباينة.
دور البرلمان المصري
وأضاف أن حركة حماس أعلنت قبولها للهدنة بقطاع غزة استجابة للجهد المصري الكبير، والوساطة المصرية القطرية، تمهيدًا لإنهاء الكابوس الإنساني الذي يصارعه أهالي قطاع غزة منذ ما يزيد على مائتي يومٍ، مشيرا إلى أنه رغم ذلك فإن الحكومة الإسرائيلية قامت بإنذار سكان الأحياء الشرقية بمدينة رفح الفلسطينية، بالإخلاء الفوري والتوجه نحو وسط قطاع غزة، في تلويحٍ متغطرسٍ بهجومٍ بري على المدينة، أعقبه شنّ غاراتٍ جوية شرق المدينة وقصفها بأحزمةٍ ناريةٍ.
وأهاب المجلس بالأطراف كافةً أن تعي جيداً أننا إزاء معالجة أوضاع بالغة التعقيد وشديدة الحساسية، ولا يوجد فيها طرف هو الأعلى كعباً أو الأرسخ قدماً، وأنه لا فكاك من تبني لغة الحوار والتفاوض كوسيلة لحلّ الخلافات، مطالبا بالاستماع لأصوات العقل بدلاً من صوت السلاح بغية بلوغ اتفاقٍ يؤدي إلى إنهاء المعاناة الإنسانية التي يتجرعها الشعب الفلسطيني، وإتمام تبادل الرهائن والسجناء، وبدء مسيرة تؤدي لقيام دولةٍ فلسطينيةٍ.
وناشد البرلمان المصري المجتمع الدولي للخروج من حالة الصمت المخزي، وتبني الإجراءات التي تحول دون ارتكاب مزيدٍ من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وحثّ إسرائيل على تبني نهج السلام بهدف الوصول إلى حل سلمي وعادل للقضية الفلسطينية.
وأشاد بالدور المصري منذ اندلاع الأحداث وحتى الآن؛ ومثمنا مساعي مصر الرامية إلى السلام، وحقن الدماء، والتي لم تتوقف للحظة واحدة رغم ما يواجهها من صعوبات.
وأعلن البرلمان المصري دعم الخطوات التي يخطوها الرئيس عبدالفتاح السيسي في الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بعيداً عن المقامرة أو المزايدة على تلك الحقوق، وسعيه الحثيث على الدوام لحمايتها.
موقف الخارجية المصرية
من جانب آخر، نددت الخارجية المصرية بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
واعتبرت مصر أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطينى يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة.
ودعت مصر الجانب الإسرائيلى إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، والتي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة.
وطالبت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، اليوم الثلاثاء، أنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية، في عملية عسكرية بدأها أمس.
ودخلت آليات عسكرية إسرائيلية محور فيلادلفي لأول مرة منذ عام 2005، كما ارتفعت أعمدة دخان كثيف في منطقة قريبة من معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر مع تكثيف إسرائيل حملات القصف المدفعي اليوم الثلاثاء.