مصر تتربع على عرش التنمية البريدية الإقليمية: استضافة ورشة عمل رفيعة المستوى لأنظمة تكنولوجيا المعلومات البريدية العالمية
كتب باهر رجب
القاهرة – قلب العالم العربي وأفريقيا – تشهد هذا الأسبوع حدثا بارزا يعزز من مكانتها كمركز إقليمي رائد للتحول الرقمي في القطاع البريدي. حيث تستضيف، ممثلة في البريد المصري، ورشة عمل متخصصة حول نظم وأدوات تكنولوجيا المعلومات التابعة للاتحاد البريدي العالمي (UPU)، وذلك في الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر الجاري.
كما انطلقت فعاليات الورشة، التي ينظمها المكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي بالتعاون الوثيق مع اللجنة العربية الدائمة للبريد، بمقر مركز تدريب البريد الإقليمي في القاهرة، حاضنة تحت سقفها قرابة 14 متدربا و خبيرا يمثلون ثماني دول شقيقة من المنطقة العربية والقارة الأفريقية، هي: مصر، البحرين، جيبوتي، ليبيا، موريتانيا، الصومال، السودان، وسوريا.
تركيز عملي على التقنيات البريدية الحيوية
كذلك لا تكتفي هذه الورشة بالتنظير الأكاديمي، بل تتبنى نهجا عمليا و تطبيقيا صرفا، كما يركز على تدريب المشاركين على أهم الأنظمة التكنولوجية العالمية التي تدير عمليات البريد الدولية بسلاسة. كما يأتي على رأس هذه الأنظمة النظام الدولي للمعالجة البريدية (IPS)، العمود الفقري لتبادل الطرود و البريديات بين دول العالم، ونظام الإقرارات الجمركية (CDS)، الذي يبسط و يرقمن إجراءات التخليص الجمركي للشحنات البريدية عبر الحدود. كذلك يهدف هذا التدريب المكثف إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية للإدارات البريدية المشتركة وتحقيق التكامل الإلكتروني للبيانات، مما يقلل الزمن والجهد ويرفع من دقة وكفاءة الخدمة المقدمة للمواطن العربي و الأفريقي.
ختام دورة استراتيجية وتكريس للريادة المصرية
كما تمثل هذه الورشة حدثا ذا رمزية خاصة، حيث تعد الختام الرسمي “لدورة أبيدجان” للاتحاد البريدي العالمي التي تغطي الفترة من 2022 إلى 2025. وقد أثبتت مصر، خلال هذه الدورة، التزاما لافتا بدعم استراتيجية الاتحاد وخطة العمل التي أقرها المؤتمر السابع والعشرون في أبيدجان عام 2021. كما نجحت، من خلال البريد المصري، في تنفيذ بنود خطة التنمية الإقليمية للاتحاد، والتي تهدف بالأساس إلى بناء قدرات المؤسسات البريدية الشقيقة وتمكينها تقنيا و بشريا.
علاوة على ذلك تنظيم هذه الورشة هو ثمرة تنسيق مستمر وتعاون وثيق بين البريد المصري والمكتب الدولي للاتحاد. في إطار برنامج طموح لبناء قدرات العاملين في قطاع البريد بالمنطقة. ويسهم هذا البرنامج، لا سيما في مجال تشغيل الأنظمة التكنولوجية المعقدة. في رفع معدلات الأداء وتحسين جودة الخدمات البريدية بشكل ملموس. مما ينعكس إيجاباً على تجربة المستخدم النهائي.
نظرة نحو المستقبل: مركز القاهرة الإقليمي… حجر الزاوية
حيث لا تقف طموحات مصر عند استضافة ورشة عمل. بل تتعداها إلى دور استراتيجي أوسع. فقد وقع البريد المصري مؤخرا اتفاقية تعاون تاريخية مع المكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي. لاستضافة مركز تدريب البريد الإقليمي بالقاهرة رسميا للفترة من 2026 إلى 2029. هذا القرار يمثل اعترافا دوليا رفيعا بالدور المحوري الذي تلعبه مصر. في دفع عجلة التنمية البريدية الإقليمية.
كما يعد المركز الإقليمي في القاهرة أحد أبرز ركائز خطط الاتحاد البريدي العالمي في أفريقيا والمنطقة العربية. ومن المتوقع أن يلعب دورا محوريا في تعزيز التنمية المستدامة للقطاع وبناء القدرات البشرية المؤهلة. بما يتماشى مع أولويات الاتحاد للسنوات الأربع القادمة. كما تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الحثيثة للبريد المصري لتعزيز التعاون الإقليمي والعربي-الأفريقي. وضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية المشتركة المتعلقة بتطوير الخدمات البريدية، ورفع كفاءتها. كذلك دعم التحول الرقمي للقطاع ككل وفقا لأرقى المعايير الدولية.
خاتمة:
علاوة على ذلك باستضافة مصر لهذه الورشة المتخصصة. وإعلانها مركزا إقليميا للتدريب للسنوات القادمة. ترسخ مصر مكانتها كقاطرة للتحول الرقمي والتنمية البريدية في منطقتها. إنه استثمار في المستقبل. وكذلك بناء لجسور التعاون. وتأكيد على أن البريد، برغم تحديات العصر. يظل شريانا حيويا للتواصل والتنمية. قادرا على التجدد والاستجابة لمتطلبات العصر الرقمي بقيادة مؤسسات وطنية طموحة مثل البريد المصري.


