الرئيسية » الإنفلات الأخلاقي وطمس الهوية المصرية .. ماذا حدث ولماذا تغيرت قيمنا ومبادئنا ؟  

الإنفلات الأخلاقي وطمس الهوية المصرية .. ماذا حدث ولماذا تغيرت قيمنا ومبادئنا ؟  

by دعاء علي
0 comments
الإنفلات الأخلاقي

الإنفلات الأخلاقي .. مؤكد إن ما يحدث الآن داخل مجتمعنا المصري هو تصدير كل ما هو سئ كواجهة للتنوير بداية من من يسمون أنفسهم إعلاميين مروراً بمن يتكلمون بإسم الدين ناهيك عن بعض السيدات والفتيات اللواتي يصدرن مفاتنهن لكى يثبتن أن التنوير والحداثة والنهضة يجب أن يصحبها العري تابع التقرير على تريندات.

بقلم / عزة الفشني

الإنفلات الأخلاقي وطمس الهوية المصرية

الكارثة الأكبر هى رسائل السم التي ترسلها الأعمال الفنية سواء الدرامية أو المسرحية والغنائية لهذا الجيل.. الذي انقلبت عنده الموازين فأصبح بيكا مطرب الجيل و محمد رمضان أسطورة الفن و أوس أوس هو عميد المسرح…

أين هي الأخلاق منهم أو الهدف أو الرسالة من تلك التجارة المغلفة برداء الفن

هل العادات والتقاليد موضة قديمة

لقد تم تفكيك الأسرة بنجاح وأصبحت العادات والتقاليد موضة عفى عليها الزمن .. إلى جانب طمس الهوية و الاستخفاف بالدين أصبح لقمة سائغة للغرب يزرع فيه الأفكار التى يريدها ويشكله كيفما شاء المجتمع تسطح تماماً وأصبح خالي من القامات في كل المجالات … للأسف هي منظومة غابت فيها الرقابة الدينية والمجتمعية

 غياب القدوة

أضف الى ذلك غياب القدوة و تقاعس دور الأسرة وسطحية الإعلام فى النواحى التربوية وتراجع دور الفن فى توجيه وتوعية المجتمع ككل …

كما أن للعوامل الخارجية تأثير كبير وفعال خارج عن إرادتنا فى تربية أولادنا ونشأة جيل صالح للمجتمع وخصوصاً فى ظل غياب النخبة المثقفة والإعلام الموجه سواء دور سينما … مسلسلات … أغانى هابطة إعلام بدون رسالة حقيقية أو هدف ولكن نحن نحاول ونحارب على الحفاظ على أولادنا وخصوصاً بترابط الأسرة ومراقبتها لأولادها بأعلى قدر من الرقابة والرعاية والصداقة بين الآباء والأبناء فهى أقوى سلاح ضد كل هذه العوامل لأنها تخلق الشفافية والصراحة والوضوح والثقه بين الطرفين في ظل الضغوط اليومية للأباء و التي تؤدي إلى حدوث فجوة بينهم وبين أبنائهم وهذا هو الخطأ الحقيقى فنحن فى أحتياج لأبنائنا وهم فى إحتياج لنا

لا أقول ضاعت قيم المجتمع بل تاهت و تغيرت نتيجة البعد عن الدين والقدوة الصالحة وعندما أصبحت الدنيا أكبر همنا ومبلغ علمنا وإهتم الإنسان بجمع المال ما أهمه أجمعه من حلال أم من حرام .

انتشار المخدرات وانحدار الأخلاق

وشئ أخر هو بيت القصيد ألا وهو إنتشار تعاطي المخدرات الذي كان له الجانب الأكبر فى انحدار الأخلاق و الفوضى المجتمعية والعنف و الجريمة .

ولا ننسى أن نذكر الأفلام الهابطة و المنحلة أفلام الشهوة والإغراءت التي كانت لها دور كبير أيضاً فى تفشي حالات الإغتصاب وعدم الرقابة من بعض أولياء الأمور زادت الطين بله فأصبح الشباب يفعل مايحلو له فلم يعد يعمل حساب لا لدينه ولا لخالقه ولم يعد يخاف حتي من القانون

إن الترويج لأفلام البلطجة فى الإعلام جعلهم مثال يحتذى به الشباب

 الأعمال الدرامية وإثارة الفتن و العنف

كمية ابتذال وخيانة وعنف تثير الغثيان فى حين أن هناك مبدعين حقيقين لا يلتفت إليهم فى كتابة السيناريوهات الهادفة ولكن الشللية والمحسوبية المتفشية فى كل فروع المنظومة الفنية وغيرها يتحكم

أصبحت الشاشة وحش يفترس كل القيم ويثير الفتن ويثبث العنف … فى رأيى أن منتجى الأعمال الدرامية والبرامج الهابطة فى الواقع يحاولون مجاراة ما هو فى الشارع فهو إنتاج يستهدف فئة ليست بالقليلة ولكن الأمل ما زال موجوداً مع وجود الأعمال القيمة فقد لفظ الناس إنتاجهم وهذه ظاهرة صحية من علاماتها تراجع شعبية كل من يدخل فى عالم إنتاج البلطجة والإنحطاط الخلقى … لذا علينا أن نحافظ على تلك العادات والتقاليد من تلك الظاهرة الخطيرة كما نحافظ على التراث الوطنى من الاندثار والضياع ونحارب كل من يحاول سرقة هذا التراث أو الإتجار به أولادنا أمانة يجب أن نحافظ عليهم كجيل صاعد ومحاربة كل ظاهرة سيئة من شأنها الإضرار بهم

إن المشكلة صارت ظاهرة وهي التشبه ب القدوة السيئة التي نهتم بتصديرها في الأفلام والمسلسلات وخلافه وأصبح واضح حتي في عمر مابين العشرين والثلاثين تآصلت في كثير منهم عادات لم تكن موجودة من قبل عندما كان الشباب لا يجرؤ علي التطلع علي أحد حتي كان من يقف علي الناصية مجرد وقوف ينعتوه بالمتسكع عديم الأخلاق … ما وصلنا إليه من انحدار الأخلاق بانحدار الأفلام التى علت من قيمة الفتونة و الإجرام واستخدام العنف فى حل مشاكل البشر

 الإنفتاح الإعلامي وإنعدام الذوق العام 

نعم إن غياب التربية فى المدارس والجامعات وترك الصلاة و عدم سماع الخطب الدينية وعدم إهتمام الآباء بأبنائهم وانشغالهم عنهم والسوشيال ميديا والإنفتاح الإعلامى وأفلام السبكى وأمثاله كل هذه الأمور ساهمت بشكل كبير فى انعدم الذوق العام

فقد ضاعت كل القيم الفاضلة ومات الضمير وهذه كارثة وصورة تسيء إلى سمعة مجتمعنا المصري في كل البلاد علماً بأننا لا ننكر وجود الكثيرين من الأفاضل والمؤمنين أصحاب القيم النبيلة ولكن مع الأسف الطالح يغطي على الصالح

لقد نالوا من عاداتنا وتقاليدنا وسمموا عقول أبناءنا وللأسف هذه الأفعال الخارجة تتم أمام سمع و بصر الآباء والأمهات تحت فكر الحرية

 هل ترك الآباء والأمهات مهمتهم في تربية الأبناء

والطامة الكبرى أن الأم خرجت لإثبات الذات وتركت مهمتها والأب اعتمد على مرتب الام ليقلل أعباء الحياة او ليتخلص من ملاحقة زوجته به ففضل انشغالها باثبات قدرتها العملية فضاع بينهم أجيال طغت قلة تربيتهم علينا وأصبحت أكثر انتشاراً وخطراً على المتعوب على تربيتهم

فأنا أتعجب ممن يعيب علي الأولاد والجاني الحقيقي في أي كارثة أو جريمة الأهل والبيت والأسرة … أولادنا ضحية تصرفاتنا واقتناعنا بما نفعل أنه الصواب نحن من نحتاج أن نؤهل ونربي أنفسنا كي يتبعوا أولادنا خطواتنا

فهل نحن كذلك وإلي متي سنظل غائبين عن تدنى الأخلاق

لذا على الدولة بمؤسساتها أن يصلحوا ما نحن فيه ولو بالقوة حتى يعود مجتمعنا الأصيل كسابق عهده

 ضريبة الحرية التي يتشدقون بها

هذه ضريبة الحرية التي يتشدقون بها وواجبنا نحن بالرغم مما يحدث أن نعتز بثوابتنا التي تربينا عليها لحماية الوطن

إن ما نحن فيه يسمى إسفاف و الفن هو القوة الناعمة التي تشكل فكر ووجدان الشعب وترتقي به يجب أن يعرض مشكلات حياتية يوجه الشعب بطريقة مباشرة وغير مباشرة لحلها … الفن يعبر عن حالة رقي المجتمع أو انحداره

حرب معلوماتية 

علينا أن نعى جيداً أننا في حرب معلوماتية لذلك نحن بحاجة إلى منظومة ثقافية تعليمية دينية لتصحيح المفاهيم بعدما رصدت الأجهزة المخباراتية الخارجية شبابنا بهدف تخريب عقولهم .. فأصبحنا بين شباب طبقة راقية تافه ويرى المجون حرية وطبقة فقيرة كاره نفسه وحياته وغارق في خيالات المواقع الإباحية .. والنتيجة مجتمع ضائع فاقد لهويته .. نحتاج خطة مدروسة لإستعادة قيمنا ومبادئنا ..

كل الأسباب مجتمعة وحلها فى إعادة هيكلة كل المؤثرات بدءاً من الأسرة وانتهاءاً بالمجتمع الموضوع باختصار الرجوع للأصول حتى يستقيم الفروع.

في النهاية علينا أن نبحث عن الأسباب سريعاً ونعطى الفرصة للمتخصصين والباحثين لكى نتصدى لهذه الظواهر التى تهدد شبابنا وتهدد أمن مجتمعنا.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00