هل تصح النيابة في الأضحية؟.. دار الإفتاء تُحسم الجدل الفقهي تابع الفتوى على تريندات.
هل تصح النيابة في الأضحية…تكثر الأسئلة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك حول تفاصيل أداء هذه الشعيرة العظيمة، ومن بين أكثر الاستفسارات شيوعًا سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية مفاده: “هل تصح النيابة في الأضحية؟” وهو ما أجابت عنه المؤسسة الدينية الرسمية في مصر بشكل قاطع، موضحة الحكم الشرعي المستند إلى المذاهب الفقهية.
الإفتاء: النيابة في الأضحية جائزة شرعًا
أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن النيابة في ذبح الأضحية جائزة شرعًا باتفاق الفقهاء، ولا حرج في أن يوكل المسلم شخصًا آخر للقيام بعملية الذبح نيابة عنه. ويُعد هذا الأمر من التيسير الذي راعاه الشرع في مثل هذه الشعائر التي قد تتطلب جهدا أو مهارة لا يمتلكها جميع الناس.
شروط صحة النيابة في الأضحية
أوضحت دار الإفتاء أنه يشترط لصحة النيابة أن يكون النائب مسلمًا، مستشهدة بحديث السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، حين قال لها النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «يَا فَاطِمَةُ قُومِي إِلَى أُضْحِيَّتِكِ فَاشْهَدِيهَا»، وهو حديث رواه الحاكم، ويدل على مشروعية حضور المضحي أثناء الذبح، كما يدل على جواز أن يُنيب عنه غيره في الأداء.
هل يجوز توكيل غير المسلم في الذبح؟
أما فيما يتعلق بتوكيل غير المسلم، فقد بيّنت دار الإفتاء أن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى جواز توكيل غير المسلم في ذبح الأضحية مع الكراهة، بشرط أن يكون من أهل الكتاب (أي يهوديًا أو نصرانيًا)، وذلك لأن ذبائح أهل الكتاب جائزة في الأصل، ولكن يُستحب أن يكون الذابح مسلمًا خروجًا من الخلاف واتباعًا للأفضل.
الصكوك والأضاحي بالوكالة: الحل العملي المعاصر
وأشارت دار الإفتاء إلى أن ما يُعرف حاليًا بـ “صك الأضحية” هو أحد أشكال النيابة المباحة شرعًا، حيث يوكّل المضحي جهة ما لشراء الأضحية وذبحها وتوزيعها نيابة عنه. وقد أكدت الإفتاء أن هذا الأسلوب لا يتعارض مع أحكام الشريعة، بل يسهم في تحقيق مقاصد الأضحية من خلال ضمان وصولها إلى المستحقين.
التيسير من مقاصد الشريعة
يتضح مما سبق أن الإسلام راعى ظروف الناس المختلفة، وأجاز لهم الاستعانة بغيرهم في أداء بعض العبادات، ومنها الضحية، ما دام ذلك لا يخلّ بالشروط الشرعية. والنيابة في الضحية ليست فقط جائزة، بل قد تكون ضرورية في كثير من الحالات العملية، وخاصة لمن لا يستطيع الذبح أو التوزيع بنفسه.
إعداد: وفاء عبد السلام