الأسباب الكاملة للتأخر اللغوي لدى الأطفال وطرق العلاج السريع

لعل من أهم المؤشرات الوظيفية الدالة على صحة نمو الطفل هي القدرة على الحديث والتعبير عن نفسه بالمستوى المطلوب والمناسب لفئته العمرية.

استناداً على جداول النمو المتعارف عليها والتي أعدها مختصين في مجال النمو اللغوي للأطفال، وكذلك على مقابلة سابقة مع آدريين لاندري – مديرة المحتوى التعليمي في نوفا كيد المدرسة الرائدة في تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال عبر الإنترنت –

تعرّف لاندري التأخر اللغوي لدى الأطفال على أنه: “حالة تتطور فيها قدرات الطفل اللغوية بمعدل أبطأ من أقرانه”. ويختلف تأخير اللغة قليلاً عن التأخر في الكلام. حيث يشير تأخير اللغة إلى النظام الكامل لمشاركة المعلومات وتلقيها بطريقة هادفة (بما في ذلك الأشكال اللفظية وغير اللفظية والمكتوبة)، بينما يشمل تأخر الكلام الاتصال اللفظي والتعبير فقط. بعبارة أخرى، قد يواجه الأطفال الذين يعانون من تأخر لغوي صعوبات في الفهم العام والتحدث والتي بدورها قد تؤثر على تفاعلاتهم وتؤثر على حياتهم اليومية.

بينما قد يستخدم الأطفال الذين يعانون من تأخر في الكلام الكلمات والعبارات بنجاح للتعبير عن الأفكار، ولكن يكون من الصعب فهم هذه الكلمات.

يعتبر الطفل متأخراً في الكلام لو أصبح عمره عاماً ولم يكن قادراً على إخراج أي صوت يدل على الكلام، كذلك إذا ما وصل لعمر العام ونصف ولم يستطع قول كلمة “ماما” و”بابا” على سبيل المثال، أو أي كلمة صغيرة، كذلك أيضًا في حال أتم الثلاث سنوات ولم يستطيع بعد التعبير عن نفسه بشكلٍ واضح فهو أيضاً يمكن تشخيص حالته بالتأخر اللغوي.

1- الولادة المبكرة: وذلك بحسب العديد من الأبحاث التي تشير لكون الأطفال الذين يولدون بشكل مبكر هم عرضة بنسبة أكبر للتأخر اللغوي عن الأطفال الذين يولدون في موعدهم الطبيعي

2- الشلل الدماغي: ويعتبر من الأسباب الرئيسية التي تؤثر في التطور اللغوي للأطفال وذلك بسبب القصور الحركي الذي يؤثر على عملية النطق بشكل صحيح

3- ضعف وفقدان السمع: تختلف شدة الاضطرابات اللغوية حسب شدة تأثر حاسة السمع، ويتباين أثرها من طفل لآخر تبعاً لعدة عوامل من أهمها: تحديد الزمن الذي حدثت فيه الإصابة، فعلى سبيل المثال الطفل الذي ولد ضعيف السمع عن الطفل الذي أصيب بعد الولادة بفقدان السمع، عن الطفل الذي فقد السمع بعد اكتساب اللغة

4- العوامل الوراثية: حيث تلعب دوراً هاماً كونها أحد الأسباب المهمة والتي تؤثر على التطور اللغوي للطفل في حال كان لأحد الوالدين مشكلة في النطق في السنوات الأولى من عمرهم

5- انخفاض القدرات العقلية: فحسبما أثبتت الأبحاث أن انخفاضها يؤثر على التطور اللغوي لدى الأطفال، حيث يصعب على ذوي القدرات العقلية المنخفضة التعامل مع الأصوات والتعبيرات كالطفل الطبيعي.

6- اضطراب التوحد: فعادةً ما يرافق الأطفال المصابين بالتوحد خللٌ في اكتساب اللغة وفي التوظيف الشفهي لها

7- اضطراب فرط الحركة: ومن البديهي أن يؤثر ذلك على تطورهم اللغوي حيث أن اللغة تحتاج من الطفل الانتباه والتركيز والقدرة على التقليد وتخزين المعلومات واسترجاعها

8- جلوس الطفل فترات طويلة لوحده دون التواصل معه: فبكل تأكيد، لن يكون تطوره اللغوي كما لدى طفلٍ آخر وسط عائلة تتحدث وتتواصل معه

9- مشاهدة التلفاز لفترات طويلة: إذ ينصح بعدم مشاهدة التلفاز للأطفال حديثي الولادة وحتى عمر ثلاث سنوات، وأن لا يتعدى الساعتين يومياً بعد ذلك حفاظاً على القدرات الذهنية المطلوبة لنمو الطفل وتفادياً لحدوث اضطرابات اللغة والتأخر اللغوي

هناك أصول طبية وبيئية (أو عائلية) لتأخيرات اللغة والكلام. من بين الأسباب الطبية، هناك حالات مثل فقدان السمع، والإعاقة الذهنية (على سبيل المثال، عسر القراءة أو إعاقات التعلم الأخرى)، واضطراب طيف التوحد، ومشاكل النطق الجسدية، أو الخرس الانتقائي. تشمل عوامل الخطر الطبية الأخرى الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة والاختناق عند الولادة. وأسباب أخرى

– خلل في تكون سقف الحلق

– قصر الثنية أسفل اللسان

– التهابات الأذن

لا يتسرع المتخصصون في تشخيص تأخر الكلام أو التأخر اللغوي قبل أن يبلغ الطفل 3 سنوات. كل الأطفال مختلفون ومن الطبيعي أن يتقدموا بشكل أسرع في بعض المناطق عن مناطق أخرى. عند تقييم نمو الطفل، من الأفضل إلقاء نظرة على الصورة الشاملة والاهتمام

أولاً: المهارات الحركية الجسيمة – الطريقة التي يتحرك بها الطفل وتعبيرات وجهه ولغة الجسد التي يستخدمها للتواصل

ثانيًا: الإدراك – ذاكرة الطفل ومدى انتباهه

ثالثًا: التطور الفني الجمالي – الأغاني والقصص والرسم هي المهنة الأساسية للطفل الصغير.

هذه المجالات الثلاثة هي مكونات أساسية للتواصل اليومي مع الأطفال الصغار. بحلول سن الثانية، يجب أن يكون أفراد الأسرة قادرين على فهم حوالي 50٪ من حديث الطفل، و 75٪ من حديث الأطفال في سن 3 سنوات. عادة ما يكون حديث الطفل البالغ من العمر 4 سنوات مفهومًا لمعظم البالغين.

– بعمر 12 شهرًا

– لا يهتم بالأصوات ولا يستجيب عند الاتصال.

– لا يقوم بحركات مثل التلويح أو التأشير.

– بعمر سنتين

– يفضل الإيماءات بدلاً من النطق.

– لا يمكن وضع كلمتين معًا وينتج القليل من اللغة العفوية.

– لا تتبع توجيهات بسيطة مثل “لا” أو “توقف”.

– بعمر 3 سنوات

– يتحدث بعبارات بدلاً من جمل.

– لا يستمتع بالرسم أو النظر إلى الكتب.

– يتلعثم أو يمتد الأصوات.

ضع في اعتبارك زيارة طبيب الأطفال إذا لاحظت هذه العلامات في سلوك طفلك.

يسود اعتقاد أن ثنائية اللغة سبباً رئيسياً للتأخر اللغوي عند الأطفال لدى الكثيرين، وتجيبنا مديرة المحتوى التعليمي في Novakid، آندريين لاندري حول هذا الاعتقاد “لا ، التحدث بأكثر من لغة لا يربك الطفل. قد يستغرق الطفل وقتًا أطول لتعلم العديد من الكلمات في اللغة الثانية التي اكتسبها بالفعل في لغته الأولى، ولكن لا ينبغي أن يكون هناك أي تأخير كبير في اللغة نتيجة كونه ثنائي اللغة. على العكس من ذلك، قد يقوم المتحدثون ثنائيو اللغة بنقل مهاراتهم اللغوية بين اللغتين مما يمكن أن يعزز نجاحًا أكبر في القراءة والتحدث.”

يتمثل علاج التأخر اللغوي لدى الأطفال في ثلاث نقاط أساسية نستعرضها

أولاً: العلاج النفسي، حيث يهدف إلى علاج المشكلات النفسية المتعلقة بالخوف والخجل والقلق والصراعات اللاشعورية وذلك لتقليل الأثر الانفعالي لدى الطفل وكذلك العمل على تخفيف التوتر النفسي مما يصحح سلوكه ويطور في نمو شخصيته

ثانياً: العلاج الكلامي، ويتمثل في علاج المشكلات الطبية المتعلقة بالأجهزة المسؤولة عن الكلام، مثل الفك والأسنان وممارسة تدريبات لتقويتها، كالقيام بتدريبات المضغ وتدريبات النفخ في الشمع والنفخ في البالون وكذلك تدليك الفك بحركات دائرية وأيضاً التدريبات المتعلقة باللسان

ثالثاً: جلسات التخاطب، وتعتبر من أهم المناهج المستخدمة لدى أخصائيي علم النفس بهدف رفع الإدراك المعرفي واللغوي عند الأطفال المصابين باضطراب التأخر اللغوي، من خلال القيام بالعديد من الممارسات والأنشطة في التحدث باللغة المطلوب تطويرها والتي نذكر

– التحدث بشكل مباشر إلى الطفل.

– تكرار نطق الكلمات بشكل صحيح مع الطفل وعدم نطقها بطريقة الأطفال الخاطئة.

– عدم انتقاد أخطاء الطفل وتلعثمه بالكلام بشكل مباشر، وإتاحة الوقت للرد وعدم الضغط عليه للكلام بسرعة.

– عدم مقارنة الطفل بالآخرين حيث يساعد إبطاء وتيرة المحادثة طفلك على التركيز.

– جعل الطفل يتواصل مع الأطفال الذين ليس لديهم مشاكل في اللغة بشكل مستمر حيث يمكنه الذهاب إلى حضانة على سبيل المثال، ليتمكن من تعلم الحديث والتواصل بالممارسة.

– التحاور والنقاش المستمر مع الطفل فإن ذلك يزيد من الحصيلة اللغوية لديه.

– سرد القصص القصيرة للطفل منذ أعوامه الأولى فالأطفال يتمكنون من التخزين، مما سينمي حصيلتهم اللغوية، كما أن القراءة أيضاً من الطرق الفعالة في خلق تواصل مع الطفل وحثه على التحدث، و ذلك باستخدام الكتب ذات الصور الملونة والمناسبة لجذب انتباه الطفل.

– اصنع أصوات مضحكة أثناء الحديث مع طفلك، مما يزيل الضغط ويمنح تدريباً على النطق بطابع ممتع.

– تعليم الطفل كيفية إخراج الحروف ونطقها.

– دمج الطفل في برامج اللغة والنطق المختلفة كذلك مشاركته في أنشطة اجتماعية تتيح له التواصل الاجتماعي.

– الحد من وقت النظر إلى الشاشة. لا يمكن لأي تطبيق أو تلفزيون أن يحل محل ما يمكن أن يقدمه التفاعل مع أحد الوالدين.

بشكل عام، كلما زادت مدخلات اللغة والتفاعل الذي يتلقاه الطفل، كان ذلك أفضل. يتعلق تطوير اللغة بالتحفيز، إلى جانب توفير فرص إضافية للطفل للتحدث طوال اليوم. حيث لا تتطلب هذه الاستراتيجيات المستخدمة لتعزيز تطوير الكلام واللغة لدى الأطفال أي أدوات أو ألعاب أو ساعات أو تطبيقات أو أموالاً إضافية.

Related posts

فيصل التخصصي يستأصل ورماً في البنكرياس باستخدام الروبوت 

شواطئ بورسعيد .. و ظهور شيء غريب يثير جدلاً .. صدق او لا تصدق!!

طريقة سهلة وبسيطة وغير مكلفة لتحضير مهلبية البرتقال والجزر