الرئيسية » الأزهر: يوضح شرط صلاة الفتاة بالبنطلون

الأزهر: يوضح شرط صلاة الفتاة بالبنطلون

by وفاء عبد السلام
0 comments
شرط صلاة الفتاة بالبنطلون

الأزهر: يوضح شرط صلاة الفتاة بالبنطلون… في زمن تتنوع فيه أنماط الأزياء ويتغير فيه الذوق العام، تزداد الأسئلة المتعلقة بملابس المرأة، لا سيما في ما يخص العبادات، مثل الصلاة. وتأتي التساؤلات بشكل خاص حول حكم الصلاة بالبنطلون، وما إذا كان ذلك مقبولًا من الناحية الشرعية. وفي هذا السياق، أجابت الدكتورة إيمان أبو قورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على أحد الأسئلة المهمة التي وردت من فتاة من محافظة الجيزة تابع على تريندات.

ما هو الحكم الشرعي في صلاة الفتاة بالبنطلون ؟

طرحت فتاة سؤالًا خلال برنامج “حواء”، الذي تقدمه الإعلامية سالي سالم على قناة “الناس”، حول جواز صلاة المرأة وهي ترتدي بنطلونًا واسعًا داخل منزلها. وقد أوضحت الدكتورة إيمان أبو قورة أن الأصل في الأمر هو ستر العورة أثناء الصلاة، وهو شرط أساسي لا تصح الصلاة بدونه.

الأزهر يوضح: الشرط الوحيد هو ستر العورة

أشارت الدكتورة إيمان إلى أن صلاة المرأة في البنطلون الواسع والفضفاض صحيحة من الناحية الشرعية، بشرط واحد أساسي، وهو أن يغطي اللباس جميع الجسد من السرة إلى أسفل القدمين، وأن يكون غير شفاف ولا يصف تفاصيل الجسد. فإذا توفرت هذه الشروط، فلا مانع من الصلاة به.

وقالت: “إذا كان البنطلون فضفاضًا ولا يصف الجسد، مع ارتداء المرأة لملابس إضافية طويلة تغطي ما تبقى من الجسد، فلا يوجد مانع شرعي من أداء الصلاة بهذا الزي داخل المنزل”.

مواصفات اللباس الشرعي في الصلاة

من أهم الأمور التي يجب الالتفات إليها عند الحديث عن ملابس المرأة أثناء الصلاة، هي المواصفات الشرعية للباس، وهي كما يلي:

الستر الكامل للعورة: يجب أن يغطي اللباس كل جسم المرأة ما عدا الوجه والكفين.

عدم الشفافية: يجب ألا يكون اللباس شفافًا بحيث يظهر ما تحته.

ألا يصف الجسد: أي ألا يكون ضيقًا يبرز تفاصيل الجسم.

وقد شددت الدكتورة إيمان على أن الإسلام لا يمنع المرأة من الصلاة ببنطلون، ولكن بشرط أن يكون غير لافت، ويتوفر فيه الستر الكامل والفضفاض، خاصة إذا كان ارتداؤه داخل المنزل.

الإسلام يوصي بستر المرأة في كل حال

أكدت عضو مركز الأزهر أن الشريعة الإسلامية تولي اهتمامًا بالغًا بستر المرأة، ليس فقط أثناء الصلاة، بل في حياتها اليومية أيضًا. وقالت: “المرأة مأمورة بالستر في كل وقت، ولكن في الصلاة فإن هذا الأمر يزداد أهمية لأن الصلاة من أركان الإسلام، وهي لحظة تواصل بين العبد وربه”.

وأضافت أن الإسلام لا يعارض ارتداء المرأة للبنطلون في حد ذاته، ولكن يشترط أن يكون محتشمًا، واسعًا، وغير ملفت للنظر أو يصف مفاتن الجسد.

الصلاة راحة نفسية وسكينة

لم تقتصر إجابة الدكتورة إيمان أبو قورة على الجوانب الفقهية فقط، بل تطرقت أيضًا إلى الجانب النفسي، مشيرة إلى أهمية العبادة، وخاصة الصلاة، في تحقيق الراحة النفسية للمرأة.

قالت: “صحة المرأة النفسية من الأمور التي اهتم بها الإسلام كثيرًا، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجد في الصلاة راحة وسكينة، حتى أنه قال: (أرحنا بها يا بلال)”.

التوازن بين العبادة والصحة النفسية
أشارت الدكتورة إيمان إلى أن العبادة لا تعني التضييق على النفس، بل على العكس، فهي وسيلة للطمأنينة والسكينة. وشددت على أن المرأة تحتاج إلى إيجاد توازن بين أداء عباداتها على الوجه الأكمل، وبين الاعتناء بصحتها النفسية والجسدية.

قالت: “الراحة النفسية جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، والإسلام شجع الإنسان على الحفاظ على توازنه الروحي والجسدي، وأن لا يثقل على نفسه، وأن يحرص على العبادة بقلب خاشع ونفس مطمئنة”.

الخشوع في الصلاة يزيل هموم الدنيا

أكدت أن الخشوع في الصلاة من الوسائل التي تساعد الإنسان على تجاوز الأزمات النفسية والضغوط اليومية، وقالت: “عندما يركز الإنسان في صلاته ويتصل بخالقه بصدق، يشعر براحة لا توصف، وكأن كل هموم الدنيا تزول في تلك اللحظات”.

وأضافت أن الإسلام جعل من الصلاة وسيلة راحة، وليست عبئًا على المسلم، ومن ثم فإن المرأة التي تؤدي الصلاة في زي ساتر ومناسب، وتحرص على الخشوع والطمأنينة، تكون قد أدت ركنًا عظيمًا من أركان دينها.

البنطلون ليس عائقًا في الصلاة بشرط الستر

يتضح من إجابة الأزهر أن البنطلون بحد ذاته ليس محرمًا أو غير مناسب للصلاة، وإنما المشكلة تكمن في ما إذا كان يحقق الشروط الشرعية للستر أم لا. فإذا كان واسعًا وفضفاضًا وغير شفاف، وكانت المرأة ترتدي فوقه قميصًا طويلًا أو عباءة تغطي العورة، فلا حرج في الصلاة به.

كما أكدت الدكتورة إيمان أن الأمر يختلف من حالة لأخرى، وأنه من الأفضل دائمًا للمرأة أن تختار الملابس الفضفاضة والطويلة أثناء الصلاة، سواء في بيتها أو خارجه.

كيف تستعد المرأة للصلاة في بيتها؟

كثير من النساء يعتقدن أن الالتزام بالزي الشرعي في الصلاة يقتصر فقط على الصلاة في الأماكن العامة أو المساجد، لكن الشريعة لا تفرق بين مكان وآخر، فالصلاة لها شروط ثابتة يجب تطبيقها في كل الحالات.

 

الأزهر الشريف

الأزهر الشريف

لذلك من المهم للمرأة أن تهيئ لنفسها ملابس خاصة بالصلاة في البيت، تكون ساترة ومريحة، ويفضل أن تكون مصممة خصيصًا لهذا الغرض، مثل الجلابية الواسعة أو العباية الطويلة، مما يسهل عليها أداء الصلاة في أي وقت دون الحاجة إلى التفكير في ملابسها.

ما الفرق بين البنطلون الضيق والفضفاض في الحكم؟

الحكم في هذه الحالة يتوقف على كون البنطلون ضيقًا أو واسعًا. فالبنطلون الضيق الذي يصف تفاصيل الجسم، لا يجوز الصلاة فيه لأنه لا يستر العورة بطريقة صحيحة. أما البنطلون الواسع الفضفاض، والذي لا يُظهر مفاتن الجسم ولا يشف، فيجوز الصلاة به إذا اقترن بملابس إضافية ساترة.

فقه الستر أساس قبول الصلاة

و تؤكد إجابة الأزهر الشريف أن معيار صحة صلاة المرأة لا يتعلق بنوع الملابس، بل بتحقيق شروط الستر والاحتشام. البنطلون، وإن كان من الملبوسات الحديثة، ليس مرفوضًا من الناحية الشرعية، وإنما يُنظر إلى طبيعته وشكله ومدى مطابقته للشروط المطلوبة.

فالستر والنية الصادقة والخشوع، كلها مفاتيح لقبول الصلاة ونجاح الإنسان في علاقته مع ربه. ومن ثم، فإن ارتداء البنطلون لا يعد حائلًا أمام العبادة، ما دام يحقق شروط الحشمة والستر المطلوبة شرعًا.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00