اغتيالات غامضة: سرقة العقول المصرية في مجالات النووي و الجينوميكس والفيروسات
كتب باهر رجب
اغتيال العلم في عصر يسيطر فيه التقدم العلمي على مصير الأمم، تبرز قصص ثلاث عالمات مصريات كن رائدات في مجالات حساسة، لكن حياتهن انتهت بـ”حوادث” مشبوهة تثير أسئلة لا تنتهي. سميرة موسى، الرائدة في الفيزياء النووية؛ سميرة عزت أبو الخير، المتخصصة في علم الفيروسات و الجينوم؛ وريم حامد، الباحثة في الجينوميكس والتكنولوجيا الحيوية. و فياتهن لم تكن مجرد مصادفات، بل عمليات اغتيال مدروسة من قبل قوى خارجية تهدف إلى عرقلة نهضة مصر العلمية. هذه الاغتيالات ترتبط ارتباطا وثيقا بمجالات عملهن، التي تمثل تهديدا للمصالح الإقليمية والدولية، وتكشف عن نمط متكرر من استهداف العلماء العرب للحفاظ على تفوق تكنولوجي معين. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذه الجرائم، والاستفادة الخبيثة من موتهن، مقابل الخسارة الهائلة التي كانت ستجنيها مصر لو بقين على قيد الحياة حتى اليوم.
سميرة موسى: أم الطاقة النووية المصرية، ضحية النووي السلمي
ولدت سميرة موسى عام 1917 في محافظة الغربية بمصر، وأصبحت أول امرأة مصرية تحصل على الدكتوراه في الفيزياء النووية من جامعة القاهرة. كانت رؤيتها الجريئة تتمثل في جعل الطاقة النووية أداة للسلام، خاصة في علاج السرطان، حيث كانت تعمل على تطوير تقنيات تجعل العلاج النووي رخيصا كالأسبرين. في عام 1952، تلقت دعوة لزيارة الولايات المتحدة لدراسة المنشآت النووية، لكن رحلتها انتهت بحادث سيارة غامض في كاليفورنيا، حيث سقطت سيارتها من منحدر، و سائقها نجا بطريقة مشبوهة. التحقيقات الأمريكية كانت سطحية، ولم تكشف أي تفاصيل، مما أثار شكوكا واسعة بأنها اغتيال من قبل الموساد الإسرائيلي، الذي كان يخشى تقدم مصر في البرنامج النووي. مجال عملها في النووي السلمي كان يمثل خطرا مباشرا، إذ كانت موسى على وشك اكتشافات قد تحول مصر إلى قوة نووية مستقلة، مما يهدد التوازن الإقليمي. ارتباط وفاتها بعملها واضح: كانت ترفض العروض الأمريكية للبقاء هناك، مفضلة العودة لخدمة وطنها، وهذا ما جعلها هدفا.
الاستفادة من موتها كانت هائلة للقوى المعادية؛ فقد أوقفت تقدم مصر في الطاقة النووية لعقود، مما سمح لإسرائيل بتعزيز تفوقها النووي دون منافسة عربية حقيقية. لو كانت سميرة موسى حية اليوم، في عام 2025، لكانت قد ساهمت في نهضة مصرية هائلة في مجال الطاقة والطب. تخيل تطوير علاجات نووية محلية للسرطان، مما يوفر مليارات الدولارات على الاستيراد، ويجعل مصر مركزا إقليميا للبحث النووي. كان التطور في مجال النووي السلمي سيصل إلى مستويات متقدمة، ربما يشمل إنتاج طاقة نظيفة تغطي احتياجات مصر المتزايدة، وتعزز النهضة الصناعية والاقتصادية، مما يرفع مكانة مصر عالمياً كدولة رائدة في العلوم.
سميرة عزت أبو الخير: خبيرة الفيروسات، ضحية المصعد القاتل
سميرة عزت أبو الخير، نائبة عميد معهد الكبد الوطني بجامعة المنوفية، كانت من أبرز العلماء المصريين في علم الفيروسات و الجينوم. ساهمت في مشروع فك شيفرة الجينوم المصري، وطورت علاجات لفيروس التهاب الكبد C، الذي يصيب ملايين المصريين. في يوليو 2022، توفيت في حادث مصعد مرعب في شركة أدوية بمدينة 6 أكتوبر،. حيث تحرك المصعد دون إغلاق أبوابه، مما أدى إلى سحق رأسها. التحقيقات الرسمية اعتبرتها حادثا فنيا، لكن الشكوك ارتفعت بسبب عدم وجود أي دليل جنائي واضح،. وارتباط عملها بحساسيات جينومية قد تستخدم في تطوير أسلحة بيولوجية أو علاجات استراتيجية. مجالها في علم الفيروسات و الجينوم كان يرتبط مباشرة بوفاتها،. إذ كانت بحوثها تهدد احتكار الدول المتقدمة للتقنيات الطبية، وربما كشفت أسرارا تتعلق بأمراض معدية يمكن استغلالها عسكريا.
من خلال اغتيالها، استفادت القوى الخارجية من إبطاء تقدم مصر في مكافحة الأمراض المعدية،. مما يحافظ على اعتماد مصر على الدواء المستورد ويمنع تصدير خبرتها إلى دول عربية أخرى. لو كانت سميرة عزت حية الآن، لكانت قد قادت ثورة في مجال الطب الجيني،. ربما تطوير لقاحات محلية لأمراض مثل الكورونا أو الإيبولا،. مما يعزز النهضة الصحية في مصر. التطور في علم الفيروسات كان سيصل إلى إنشاء مراكز بحثية متقدمة،. توفر آلاف الوظائف وتوفر مليارات في الرعاية الصحية، مما يرفع مستوى الصحة العامة ويجعل مصر قوة إقليمية في الطب الحديث.
ريم حامد: باحثة الجينوميكس، ضحية الشوارع الباريسية
ريم حامد، خريجة جامعة القاهرة في التكنولوجيا الحيوية، كانت تدرس الدكتوراه في فرنسا متخصصة في الجينوميكس والمعلوماتية الحيوية. ساهمت في بحوث جينية متقدمة قد تغير وجه الطب الشخصي. في أغسطس 2024، توفيت في باريس بحادث مروري غامض، بعد زيارتها لعائلتها في مصر،. وسط استغاثاتها على وسائل التواصل الاجتماعي عن مراقبتها وتهديدها. التحقيقات الفرنسية ما زالت جارية حتى عام 2025،. لكن الشكوك تشير إلى اغتيال من قبل جهات تريد منع تقدم مصر في التقنيات الجينية. مجال عملها في الجينوميكس يرتبط بوضوح بوفاتها،. إذ كانت بحوثها تتعلق بفك شيفرات جينية يمكن استخدامها في تطوير أدوية أو حتى أسلحة بيولوجية،. مما يجعلها هدفا للاستخبارات الخارجية.
الاستفادة من موتها تكمن في إيقاف جيل جديد من العلماء المصريين، مما يحافظ على تفوق الدول الغربية والإسرائيلية في الجينوميكس. لو كانت ريم حامد حية اليوم،. لكانت قد ساهمت في نهضة هائلة في مجال التكنولوجيا الحيوية، ربما تطوير علاجات جينية لأمراض وراثية،. على مما يعزز الاقتصاد المصري من خلال براءات الاختراع والتصدير. التطور في الجينوميكس كان سيصل إلى مستويات تحول مصر إلى مركز للبحث الجيني في الشرق الأوسط،. يجذب الاستثمارات ويرفع مستوى التعليم العلمي، مما يدفع عجلة النهضة الشاملة.
الربط بين الوفيات: نمط الاغتيال لعرقلة النهضة المصرية
الثلاث عالمات يجمع بينهن نمط واحد: مجالات عمل حساسة ترتبط بالأمن القومي – النووي لسميرة موسى،. الفيروسات و الجينوم لسميرة عزت، و الجينوميكس لـريم حامد – ووفيات “حوادث” غامضة تثير اتهامات بالموساد أو جهات غربية. هذه الاغتيالات ليست مصادفة؛ فهي تمنع مصر من الوصول إلى تقنيات استراتيجية، مما يحافظ على التبعية التكنولوجية. الاستفادة من موتهن واضحة: تعزيز التفوق الإسرائيلي والغربي، ومنع ظهور قوة عربية مستقلة. أما لو كن حيات اليوم،. فإن مساهماتهن الجماعية كانت ستؤدي إلى نهضة علمية شاملة: تطوير طاقة نووية سلمية، علاجات فيروسية و جينية محلية،. وتقنيات حيوية متقدمة، مما يوفر المليارات، يخلق فرص عمل، ويرفع مكانة مصر عالميا. هذه الخسارة ليست فردية، بل وطنية، تذكرنا بضرورة حماية عقولنا من الاغتيالات الخفية.