إدمان التعلق بالأشياء والأشخاص.. أسباب وطرق علاج

 

عندما نتحدث عن مفهوم الإدمان،يخطر فى بالنا المخدرات بمختلف أنواعها وأيضا الكحول, لكن الأمر ليس كذلك وإنما التعلق بأي شئ زائد عن المألوف أو الطبيعي يعتبر إدمان ,وأن الأمر يمكنه أن يشمل الكثير من مناحي الحياة.

 إن لم تكن قادراً على الابتعاد أو الإقلاع عن اى عادة أو الخروج والاعتزاز  عن اى علاقة تؤذيك, فهى تتسم بعدم الاحترام أو التحقير وحتى الإساءة العاطفية والجسدية، فلعلك تعاني من حالة مرضية وهي إدمان العلاقات والتعلق بالأشخاص أو الإدمان على الحب.

ومن علامات هذا النوع من الإدمان هو الهوس وفقدان السيطرة على التصرفات والسلوكيات عندما يرتبط الأمر بعلاقة مع شخص معين.

ومن سماته أن الشخص اعتاد على الارتباط ولا يستطيع أن يعيش بمفرده يكون بمفرده  وهذا مايجعله دائم البحث عن الارتباط، وهو ما يدفعه إلى الدخول والخروج من علاقات مختلفة حتى وإن كانت سامة وغير صحية له.

قد يشعر دائما بالانجذاب والتعلق و بالسعادة البالغة والنشوة عندما يدخل فى علاقة جديدة ,إذ في بداية كل علاقة، يتم إفراز هرموني الإندورفين والدوبامين، اللذين يشعران الشخص بالسعادة البالغة والنشوة الغامرة والنشوة.

على عكس  المواد الكيميائية في الدماغ التي يتم إفرازها عند محاولة الانفصال، وهي الكورتيزول والنورادرينالين الذين يشعران الشخص بالتوتر، وقد يؤدي به الانفصال إلى الاكتئاب.

يعتبر الانفصال والعودة المتكررين في العلاقة علامة على أن العلاقة غير ناجحة، ودليل على أن أحد طرفيها يعاني من إدمان العلاقات.

يعتبر التحكم  فى ضبط النفس وضبط العواطف والأفعال خطوة مهمة جدا وكبيرة بالنسبة لشخص مدمن على الحب، إذ ينبغي على الشخص أن يسعى لاستعادة السيطرة على  نفسة وحياته وأن يكون مدركًا لكيفية استجابته وتفاعله مع المواقف. من ذلك، قد يجد مدمن العلاقات أن شريكه يخونه، ومع ذلك يستمر في التوسل اليه للتوقف عن الخيانة.

بمجرد الدخول في العلاقة، يعطي المدمن  العلاقة الكثير من وقته، مما يجعل الشخص الآخر يشعر بالاختناق. وعلى غرار أي نوع آخر من الإدمان، فإن إدمان العلاقات له آثار سلبية تجعل الشخص يفقد الاهتمام بالهوايات والوظائف والأصدقاء والعائلة.

وقد يخسر كل شيء من أجل الحفاظ على العلاقة؛ بحيث يعطي كل الاهتمام للعلاقة حتى عندما لا يُظهر الطرف الآخر أي اهتمام بالعلاقة أو عندما يعامله بأسلوب سيء وغير محترم.

عندما يكون المدمن على العلاقة في ارتباط جيد مع شريكه، يشعر بسعادة غامرة، لكن في الآن نفسه، تجعله المشاكل أو الأوقات الصعبة يشعر بأن كل شيء ينهار.

إذا كان المرء في علاقة صحية، فعندئذ يتم التعامل مع المواقف الجيدة والسيئة بعقلانية.

يعتبر حب الأشخاص الخطأ أيضا علامة على إدمان العلاقات، إذ يجعلهم هذا الأشخاص يدخلون في علاقة مع شخص يعرفون أنه ليس مناسبا لهم فقط ليكونوا في علاقة.

إذ يخشى الشخص المدمن أن يكون لوحده أكثر من خوفه بأن يكون على علاقة بشخص لا يناسبه.

يميل الشخص المدمن إلى حب شريكه حتى عندما يكون الشريك غير مبال، حيث تجعله اللامبالاة المستمرة وسوء المعاملة من الشريك في معاناة مع تدني احترام الذات.

بحيث يتحمل الإساءة الجسدية واللفظية والعاطفية خوفًا من أن يكون بمفرده.

 

 

لمعالجة هذه السلوكيات، من الضروري معرفة تأثيرها للتغلب عليها، من خلال:

من الضروري النظر  للعلاقة بأكثر واقعية دون إضفاء طابع مثالي على الحب؛ إذ يمكن للشريك تقديم الدعم العاطفي والمساعدة على تلبية احتياجات الطرف الٱخر، لكنه في الٱن نفسه، لا يمكنه تلبية جميع الاحتياجات.

في المقابل، يمكن للمدمن على الحب العمل على تلبية احتياجاته الخاصة، ثم معرفة الوقت المناسب لطلب المساعدة والدعم من الطرف الٱخر.

عند المرور من نفس نمط العلاقة السام وغير الصحي، من المفيد التوقف وأخذ استراحة من العلاقة والتفكير في سبب حدوث نفس المشاكل المتكررة.

إذ غالبا ما يعني عدم نجاح العلاقة عدم حصول الشخص على ما يحتاجه أو عدم معرفته لما يحتاجه، أو بحثه عن شيء من غير المحتمل إيجاده في الطرف الٱخر.

إن العمل على تعزيز الثقة بالنفس ليس بالأمر السهل، لكن يمكن تحقيق ذلك بالبحث عن معايير وأهداف من العلاقة أكثر واقعية واعتدالا وقابلة للتحقيق.

لأن الأهداف غير الواقعية تؤدي بالشخص المدمن إلى لوم ذاته والتقليل من احترامها عند الفشل في تحقيقها، وهو ما يساهم في التعلق الدائم بالأشخاص وعدم القدرة على التخلي عنهم.

إن التعافي من أي إدمان، بما في ذلك إدمان العلاقات، عمل صعب ولكنه يستحق العناء، يمكنك القيام بذلك من خلال التعرف على ذاتك واحتياجاتك وأهدافك من العلاقة.

 

Related posts

فيصل التخصصي يستأصل ورماً في البنكرياس باستخدام الروبوت 

شواطئ بورسعيد .. و ظهور شيء غريب يثير جدلاً .. صدق او لا تصدق!!

طريقة سهلة وبسيطة وغير مكلفة لتحضير مهلبية البرتقال والجزر