يعد التنسيق بين مقدمي المحتوى الوطني والمسؤولين الحكوميين أمرًا حتميًا يجب العمل عليه، لأنه من أهم العوامل التي تسهم في بناء وعي المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة.
بقلم: سيد البالوي
العمل الأهلي يلعب دورًا هامًا في تعزيز المشاركة المجتمعية وتحسين جودة الحياة للمواطنين، بينما تلعب الحكومة دورًا هامًا في توفير الإطار القانوني والتنظيمي للعمل الأهلي. وفي هذا التوقيت، أصبح للإعلام الأهلي، الذي أصبح ساحة مفتوحة لتبادل الآراء وبث المحتوى عبر مواقع التواصل، أهمية وضرورة لوجود آليات تعاون وقنوات تواصل بين مسؤولي الحكومة ومقدمي هذا المحتوى.
أهمية التنسيق بين مقدمي المحتوى والحكومة
1. تعزيز المشاركة المجتمعية: يساهم التنسيق بين مقدمي المحتوى والحكومة في إيضاح الكثير من المعلومات التي يتم عرضها بطرق متعددة، مما يحقق إيصال المعلومة في تعزيز المشاركة المجتمعية وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
2. تحسين كفاءة الخدمات: يساهم التنسيق في تحسين كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين بإطلاع الجهات التنفيذية أول بأول بالسلبيات لتجنبها.
3. تعزيز الشفافية والمساءلة: يساهم التنسيق في تعزيز الشفافية والمساءلة في أجهزة الدولة ويضيق من دوائر الفساد بما يصنع تنقية واستقامة وتحسين للأداء الحكومي.
كيفية التنسيق بين العمل الأهلي والحكومي
1. إنشاء منتديات للحوار المجتمعي: يمكن إنشاء منتديات للحوار المجتمعي لتحسين التواصل بين مقدمي المحتوى والوزراء المختصين بشكل دوري بما يحقق طرح المقترحات ويعزز الحافز الإيجابي لدى مقدمي المحتوى على تبني أفكار إيجابية عن الحكومة.
2. تطوير برامج مشتركة: يمكن تطوير برامج مشتركة من خلال تبني سياسة جادة والتخلي عن سياسة الخداع والكذب حتى نعيد بناء جدار من الثقة بين الشعب والحكومة لتحقيق الأهداف المشتركة.
3. تبادل المعلومات والخبرات: يمكن تبادل المعلومات والخبرات بين العمل الأهلي والحكومي لتحسين كفاءة الخدمات. بعض مقدمي المحتوى مجتهدين بدون تخصص ولكن لديهم طاقات وقدرات على الطرح والعمل والتنوع، وهذا ما يمكن أن يكون عاملًا مساعدًا بدلًا من أن يكون جبهة حرب ضد الحكومة.
4. تعزيز الشراكة بين القطاع العام والخاص: يمكن تعزيز الشراكة بين القطاع العام والخاص لتحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات، وهذا لا يكون من خلال جهات أو شركات فقط، بل يكون أيضًا من خلال شخصيات لها فكر وخبرة في التأثير الجماهيري من خلال نشر وبث المحتوى.
تحديات التنسيق:
1. الانغلاق الفكري: قد تواجه عملية التنسيق بين مقدمي المحتوى والحكومة بعض الانغلاق الفكري من المسؤولين الذين يتعاملون مع مقدمي المحتوى على أنهم مجرد أصوات عالية وعقول فارغة ويتهمونهم بالجهل، وهذا في حد ذاته عائق كبير يجب النظر إلى الجوانب الإيجابية والتخلي عن التعالي.
2. تعقيد الإجراءات: قد تكون الإجراءات الحكومية معقدة وتحتاج إلى تبسيط وتسهيل، وقد يتحجج مسؤولي الحكومة بالضغوط والانشغالات مع أنهم يتم رصدهم يشاركون في أفراح ومناسبات لرجال أعمال وغيرها، بما يدل على أنهم يهربون من المواجهة والحوار الدائم تحت ادعاءات كاذبة.
3. مقاومة التغيير: قد تواجه عملية التنسيق مقاومة من قبل بعض الأطراف التي تفضل الحفاظ على الوضع الراهن وترفض إشراك غير الموظفين بالحكومة في العمل الحكومي حتى لا ينكشف عوار فشلهم أو فسادهم.
ختامًا، يعد التنسيق بين مقدمي المحتوى والحكومة من أهم القرارات التي نتمنى أن تحدث في القريب العاجل حتى نستطيع التصدي لمروجي الإشاعات وتحقيق أكبر قدر من الوعي المجتمعي والتماسك الوطني وقطع الطريق على الفاسدين والخونة وأجندات الدول المعادية والتيارات المتطرفة.



