أحذر أستشارات وسائل التواصل الأجتماعي المجانية قد تدمر حياتك وتؤدى لضياع القيم والمبادئ والعادات التى توارثناها وتربينا عليها ونسعى لتنشأة أبنائنا وبناتنا عليها .
بقلم : زينب النجار
أصبحت وسائل التواصل الأجتماعي عالم كبير يشمل أستفسارات كثيرة في الطب والصحة والأسرة والغذاء والزواج والطلاق والجمال والموضة…
وأصبح كل شئ عليها قابل للإنتفاخ والانتشار كالغازات مفيدها وسامها …
ومع ذلك كثرة التساؤلات والأنتقاد لكل وأي شئ ذوي العقل والرأي والمسائل الحياتية….
فأصبحنا في تتطور إجتماعي عقيم يغرقنا ويمحو عاداتنا وتقاليدنا وطباعنا
فعندما تجلس تتصفح علي صفحات التواصل الأجتماعي تجد مجموعات متنوعة من الشباب والنساء والمراهقين وكبار السن ،
يتبادلون خبرات الحياة المختلفة وينقسم الفيس بوك إلي عدة شرائح لحل المشاكل ..
الشريحة الأولي رواد حل المشاكل الزوجية والأسرية …..
فنجد السيدة الكبيرة ذات ال٥٠ عام تحكي مشكلتها الأسرية علي الملا عن خيانة وغدر الزوج وأهل الزوج وتحتاج النصيحة من رواد السوشيال ميديا الذي يشمل فئات كبيرة من المراهقين والشباب والنساء الذين ليس لديهم خبرة في مجالات الحياة
فنجد من ينصحها بالطلاق لأنه زوج خائن ونجد أخري تقول لها أنت السبب في إهمال نفسها وتنصحها بترك البيت والأولاد وألأهتمام بنفسها كرد حق ..
وأخري تقول لها أطلبي مبلغ مالي لشراء منتجات التجميل والملابس والعطور وتنهال عليها الكثير من النصائح تحت مسمي المحافظة علي بيتك قبل الخراب …
وتناسوا إن العلاقات الأسرية لها قيم وقوانين وضعية وأستشاريون وأهل علم وأهل دين هم من يحق لهم يطلقون أحكام العلاقات الأسرية والزوجية ، فهم أولي إن نتجه إليهم لأستشارتهم في مشاكلنا الزوجية وليس رواد الفيسبوك ….
الشريحة الثانية الأستشارات الطبية المجانية والتشخيص عن بعد….
وهذه الشريحة تشهد إقبالا كبيرا جدًا من قبل مختلف الفئات الإجتماعية سواء الشباب أو كبار السن ، بما في ذلك شريحة الأطباء الذين استثمروا حساباتهم عبر حساب الفيسبوك وتحويلها إلى عيادات طبية إلكترونية،
يقدمون خلالها الأستشارات المجانية ويتبادلون الأسئلة مع رواد الفيسبوك والمتابعين لمعرفة وضعهم الصحي قبل الرد وتقديم الأستشارة…
فأصبحنا نري أن الجميع يبحث عن العلاج الطبي من خلال وسائل التواصل الأجتماعي بعد أن صارت جزءا مهم من حياتهم، فعندما تتصفح الفيس بوك تجد الأسئلة شاملة عن علاج الباطنة أو الجلدية أو أمراض القلب والصدر والسكر وأأأألخ ،
كما نجد أنهم يتبادلون أسماء العلاج الذي أستفاد منه مريض أخر ويستطيعوا الحصول علي إستشارة متكاملة ووصفة طبية ناجحة كما يظن البعض، لكن هذا غير صحيح فقد يضر أكثر مما ينفع ، فأن هذه الأستشارات الطبية خطر علي حياة المواطنين ،
فقد يدعي أحد رواد المستشارين الطبيين أنه حاصل علي دكتوراه في مجاله ويستطيع المساعدة دون عناء الذهاب إليه، فأذا كان دكتور وأستشاري كبير لماذا لم يحث المريض علي الذهاب إليه والكشف عليه بعيادته وكتابة العلاج المناسب له ….
فإن وسائل التواصل الأجتماعي تشهد علي الكثيرين من المتاجرين بصحة الناس الذي يدعون أنهم مختصون في طب الجلدية والأعشاب والأمراض الصعبة بينما هم في الحقيقة بلا شهادات، فنجد متابعيهم بالآلاف ، وغرضهم أولاً وأخيرًا الشهرة فقط
و ليس مساعدة المريض …
فالمشكلة الأكبر في الناس أنهم دائما ما يبحثون عن أسهل الطرق بدلا من عناء الذهاب للطبيب وإنتظار موعد للحجز ودفع الكشف…
وتأتي الشريحة الثالثة البيع أون لاين
وتعتبر هذه الشريحة أقل مخاطرة عن الشرائح المذكورة ، لأن يفضل الكثير من الناس التسوق أون لاين بسبب العديد من المميزات منها الراحة فقد يستطيع المتسوق شراء ما يريد أينما كان وفي أي وقت لا يحتاج إلي الأنتظار في صف الكاشير
أو غرفة قياس الملابس ولا يتحمل أي شئ مثل حمل أوزان ثقيلة من المنتج ، فعملية الشراء من المنتج إلي باب البيت ..
لكنها مثلها مثل غيرها تحمل مزايا وعيوب ، وعيوب الشراء أون لاين كثيرة لا تحصي تشمل مشاكل شركات الشحن تأخير المنتج بالأسابيع ، ضياع أو تلف المنتج
،النصب والأحتيال من خلال التعامل ببطاقات الأئتمان البنكي ، سرقة البيانات، والمقاسات ونوع القماش وجودة المنتج …
لكن تعتبر أقل مخاطر علي مواقع الفيسبوك …
فأنا لا أقول أن التعامل مع وسائل التواصل الأجتماعي مرفوض على الأطلاق ، بل إنه تطور إجتماعي ثقافي مهما كان له عيوب فأنه له مميزات إيجابية مهمة ….
ولكن مايغرق المشهد الفيسبوكي إن الناس تتناول عليه كل الظواهر السلبية المتفق عليها في عرف المجتمع أو شبه المتفق ، وأصبح يتجاوز السلوكيات والسمات الشخصية والأسرية والعلاجية والنفسية ،
فنجد من يطرح النصيحة بشكل إيجابي وأخر يطرحها بشكل سلبي وهمجي ونجد من ينتقد شخصية الباحث عن حل ، ويلبس له عمامة في محفل رسمي ، فهذا السلوك إنتشر بسرعة الصاروخ ، فنجد شاب أو شابة صغيرة في مقتبل العمر تصبح حاكم علي من يحتاج النصيحة ….
فإن شبكات التواصل الأجتماعي خاصة الفيسبوك قد تسبب العديد من المشاكل في العلاقات الزوجية والكثير من حالات الطلاق ، ففد أصبح الكثير من الأزواج والزوجات يستخفون بقدسية العلاقة الزوجية، ويبوحون بأسرار حياتهم ومشاكلهم الشخصية على مواقع التواصل الأجتماعي ، مما يلحق بالطرف الآخر الضرر،
فهنا تغيب الأمانة والثقة في حفظ الأسرار الزوجية ببن الأزواج ، فسرد الحكايات الزوجية علي الفيسبوك ليس مباح شرعًا ولا دينًا فإن الضرر من حلول المتابعين وارد ،
لأنهم ليس أستشاريين متخصصين في العلم أو العلاقات أو الدين فجميعهم أناس طبيعين مثلنا يمروا بما نمر به والكثير منهم عاشوا مثل هذه التفاصيل الذي نعايشها فيشاركون فقط الحلول كتجربة سابقة وليس لأنقاذ حياة الأخرين…..
كما أن أغلبية المتابعين يفتقدون في حياتهم هذا الشعور فنجد البعض منهم يرد علي تساؤلاتك كأنها حياته لأنه لديه عدم رضى عن شريك حياته ويسعى بحل عن تعويض الحرمان الذي لديه ، أو يكون رده متصنع وبعيد عن الواقع الذي يعيشه ….
إن الحقيقة المُرة التي يجب أن نعترف بها، هي إن مواقع التواصل الأجتماعي قد دمرت الكثير من حياة الأسر وإدت ضعف التواصل المباشر بين أفراد الأسرة
فأنا أري ليس الحل في الحرمان من وسائل التواصل الأجتماعي لأننا في عصر الأنفتاح على كل شئ ومهما وجهت النصيحة فلما يستمع أحد ولا تستطيع منع أحد من أستخدام وسائل التواصل الأجتماعي….
لذلك التربية والأخلاق وتعليم الدين الصحيح وزرع القيم والأصول ومراقبة الأجيال الصغيرة ، ووضع الضوابط هو الحل الذي سيحد من سلبية السوشيال ميديا، ولكنه لن يمنعها….